يحظى الـ(جيمس) بوند بشهرة عالمية واسعة واسمه بالإنجليزية James Bond ويعرف أيضاً ب(007) وهو شخصية خيالية لجاسوس بريطاني أبدعها المؤلف إيان فلمنغ Ian Fleming عام 1953 ثم بدأ أول أفلامه منذ عام 1962 وحتى 2008، وبلغ عدد أفلام بوند الرسمية 22 فيلما رسميا حتى عام 2008 وتعاقب على كتابة الأفلام ولعب دور الشخصية عدة أبطال على مدى الستة والأربعين عاماً جيمس بوند لم (يمت) حتى اليوم ولم يتقدم في العمر أيضاً، ولا أعلم متى يفكر (المؤلف) أو (المنتج) أن يوقف السلسلة ويوجه فوهة مسدسه الشهير بكاتم الصوت على (البطل) الذي ولدّ بجماهيرية كبيرة وحققت أفلامه دخلاً مالياً لصناع السينما في العالم (المتقدم) فيما بقينا كالعادة مجرد (جماهير).

جيمس بوند لديه ثقة مفرطة في نفسه ولا يتوانى عن قتل أو تدمير خصومه في أول الفيلم ثم يسيطر أعداؤه على الموقف مؤقتاً في منتصفه ثم ما يلبث أن يُعيد زمام الأمور إلى نفسه وينتصر أخيراً كعادة الأفلام السينمائية (كلها)، ولعلَّ أهم ما في الأمر أن مستر بوند رجل فوضوي ولعوب يعشق النساء ولا يتقيد أبداً بتعليمات رؤسائه لأنه يرى أنه الذكي الوحيد ويرى ما لا يراه غيره.

وإن كان (جيمس) بوند فانتازياً في أفلامه بعض الشيء فإنه يتجسد بأشكالٍ مختلفة في كل المجتمعات حتى وإن اختلفت طرق (العنف) عندهم أو محبه الجمهور و(قانونية) العمل، فجيمس بوند أيضاً في أفلامه يعشق العمل (السري) ويحب أن يكون متخفياً بل إنه يتحرك بأسماء (مستعارة) كي لا يتم اكتشافه والإيقاع به، وكله في سبيل تحقيق (العدالة) وتقديم الخارجين عن النظام للعدالة في أي مكان وزمان.

أما جيمس (بوندية) الواقع فهم برأيي نسخة (مشوهة) لشخصية افتراضية عالمية تميل كثيراً للنزاهة، وليس لديها أجندات معينة ولا حسابات تضر ولا تنفع في الواقع اليوم فإن جيمس بوند (المقلَّد) لا جماهيرية عنده ويخطئ كثيراً ولا يُصيب إلاَّ فيما ندر وإن أصاب فمع زحمة (الخطأ) نحتسبه (إخفاقا).

تنويه: كلمة (جيمس بوند) أوردها الزميل محمد السحيمي قبل عدة ليال فخطر على بالي هذا المقال الذي يتناغم مع مقصده.