لكل أمة من الأمم تاريخها وحضارتها ومميزاتها ومقوماتها، وقد حظي العرب النصيب الوافر لأنهم من أعظم الأمم تاريخاً وحضارة ومن أبرزها مميزات ومن أشرفها مقومات!!
ومجد العرب بدأ مع نشأة الإسلام في أراضيهم ودخولهم فيه وحملهم لرايته.
إن الدين الإسلامي قوى عزائمهم ورفع هممهم فتمكنوا من تأسيس امبراطورية تجاوزت في اتساعها وهيبتها ومكانتها الامبراطورية الرومانية.
والعرب هم أهل الكرم وأهل النخوة والشيم، وهم أهل الخير كله من أهدافهم وأولوياتهم حماية المستجير وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج والعمل على رفع مستوى كل القيم والمحافظة على الأخلاق الفاضلة والنبيلة، ولهذا لا نستغرب أبداً أن يكون للعرب أعداء يحاولون النيل من وحدة العرب وأهدافهم وتأريخهم وشيمهم، وأن أعداء العرب ليسوا أعداء اليوم بل هم أعداء منذ أن انبثق فجر الإسلام في عهد معلم البشرية محمد - صلى الله عليه وسلم - كنا جميعاً ندرك أن هؤلاء هم أعداء الدين والعقيدة والمذهب ولم نكن نتوقع أبداً أن من ينتمي إلى العروبة والإسلام يتجرأ على أن يكون عدواً حقيقياً لأبناء أمته، كما هو حاصل حالياً في عالمنا والذي يؤكد خطأ إدراكنا ونظريتنا ويدلل على صحة النظرية التي تقول: (احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة).
إن أعداء العرب الجدد الذين يمتهنون المكائد ويحترفون الدسائس محاولين إيجاد الفرقة والشقاق بين هذه الأمة التي اختارها الله لتكون خير أمة أخرجت للناس.
إن أعداء العرب اليوم حتى ولو ادعوا أنهم ينتمون للعروبة قولاً فإنهم لن ينتموا لها نقلاً، لقد انحرفوا عن الطريق السليم ورضعوا الحقد وتغذوا عليه، إننا لا نستغرب من أعداء الإسلام والعرب كل ما عملوا وكل ما يخططون له ولكننا نستغرب من هؤلاء الذين يعملون على إشاعة الحقد والكراهية بين المجتمعات العربية ونستغرب منهم تغذية وتمويل أصحاب النفوس المريضة والحاقدة ليوجهوا مهامهم إلى صدر أمتهم. لقد انساق هؤلاء خلف المؤامرات التي يحيكها أعداء الإسلام لقد تكالبت علينا دسائس الأعداء والأصدقاء، فالعدو واضح ولكن العدو الذين يرتدي عباءة الصديق لم يكن واضحاً رغم كل التجارب المريرة التي عايشناها، فعلينا أن نتعظ وأن نعرف أن عدونا الواضح يتربص بنا محاولاً تحطيم كل القيم ومسح تاريخنا وتراثنا وحضارتنا وأمجادنا ونهب ثرواتنا، وعلينا أن نتعرف جيداً على عدونا الصديق الذي يحاول زرع الفتنة ومحاربتنا وزعزعة أمننا وإنهاء وجودنا فعلينا أخذ الحيطة والحذر وأن نعود بكل جوارحنا إلى الله وهو وحده القادر على رد كيد الأعداء وعلينا التمسك بأهداب العقيدة والمحافظة عليها وألا ننساق خلف الأهواء وعلينا أن ندرك أننا رجال وهب الله لنا الدين ليكون عوناً لنا على كل أمر من أمور الحياة، فانتبهوا يا أمة الضاد فإن الأعداء قادمون وإن ردهم يكمن في تضامننا وفي الرجوع إلى الله ولا غيره سبحانه وتعالى فهو المولى والنصير وإلى الله نرجع الأمور.
mahdi@aboabar.com