حققت أحد أساطير كرة القدم والمبدعين في سمائها.. سطر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم ليس الفرنسية فحسب بل العالمية. هو أحد هؤلاء النجوم التي يقف لهم الكبار والصغار في مدرجات الملاعب وخلف الشاشات ويطلقون صيحات الإعجاب والحماس لما يقدمه من فنون الكرة داخل المستطيل الأخضر، وبعيداً عن تميزه داخل الملعب فهو شخصية محبوبة هادئة وقدوة يحتذي بها العديد من اللاعبين الذين لعبوا بجواره.. لعل آخر هؤلاء النجوم هو ضيف الأسبوع الماضي أيكير كاسيس حارس المنتخب الإسباني الأول وحارس ريال مدريد عندما امتدح زين الدين زيدان وقال: إنه الشخصية التي تأثر بها أكثر من غيره سواء داخل الملعب أو خارجه.
زين الدين زيدان الفائز بكل البطولات العالمية والقارية والمحلية مع المنتخب الفرنسي والأندية التي لعب لها.. في نجاحات مذهلة مسجلة في مسيرته الكروية تواجدا في جنوب إفريقيا وهي الدولة المقرر أن تستضيف نهائيات كأس العالم 2010م حل ضيفاً هذا الأسبوع على موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم وكان له الحوار التالي:
* بعد الوقت التي قضيته هنا في جنوب إفريقيا ما هي انطباعاتك حول البلاد والناس فيها؟
- جنوب إفريقيا بلاد جميلة جداً أنا منبهر ومستمتع بوقتي هنا، أنا متأكد من أن الناس سيحبون أن يكونوا هنا، الجدير بالذكر أن هناك ناسا (من خارج القارة) لم يسبق لهم زيارة إفريقيا.. العديد من الناس سيكون لهم تجربة جديدة ومختلفة تماماً مع قدومهم هنا.. جنوب إفريقيا هي البلد الأكثر مثاليةً لاستضافة النهائيات.
* أنت من أصول جزائرية.. كيف تشعر حول حقيقة أن كأس العالم لكرة القدم سيُنظم لأول مرة على الأرض الإفريقية؟
- هو شيء عظيم لكرة القدم الإفريقية أن تنظم البطولة هنا في جنوب إفريقيا. بالنسبة لي هي فترة مثيرة وفرصة لإفريقيا لأن تظهر إمكانياتها لبقية دول العالم وما هي قادرة على القيام به. أعتقد أن بطولة كأس العالم هذه ستكون فرصة كبيرة للمنتخبات الإفريقية لأن تقدم أفضل ما لديها وأن تثبت لبقية العالم قدراتها الهائلة. واحداً من الأشياء التي ستلعب دوراً هاماً لمصلحة المنتخبات الأفريقية هو أنهم سيخوضون المنافسات على أرضيتهم وبالقرب من جماهيرهم التي ستساندهم طوال فترات البطولة، وهو عامل يصب في مصلحة اللاعب الإفريقي، وحسب معلوماتي فإن الظهور في بطولة كأس العالم هو شرف يسعى للحصول عليه أي لاعب، واللعب على أرضية ميدانك يجلب لك شعوراً مذهلاً.. شاهدنا ذلك عندما لعبنا منافسات البطولة في فرنسا عام 1998م خاصةً مع تشجيع الجمهور ودعمهم لك طوال الوقت يعطي حافزاً لتقديم كل ما لديك للظهور بأفضل صورة.
* ما هو تعليقك حول أهمية هذه البطولة العالمية بالنسبة للشعب الجنوب إفريقي؟
- استضافة كأس العالم هي لحظة خاصة لأي شعب في العالم، وأنا متأكد أن جنوب إفريقيا سيقدمون بطولة مذهلة، الشيء الذي يجب أن يعيه الجميع هو أن بطولة كأس العالم تجلب معها السعادة لمشجعي اللعبة ومحبيها في جميع أنحاء العالم وأنا أحث الشعب الجنوب إفريقي أن يستمتع بفعاليات البطولة بأكبر قدر ممكن لأنها متعة فريدة من نوعها وقد لا يشعرون بها مرةً أخرى طوال فترات حياتهم، أنا متأكد من أنها ستكون تجربة رائعة للكثير من الناس في هذا البلد.
* ذكرت كم هو مميز أن تلعب بطولة كأس العالم في وطنك من خلال تجربتك في كأس العالم التي أقيمت في فرنسا عام 1998م هل بإمكاننا مشاركتك تلك التجربة وأن توضحها لنا؟
- أتذكر مشهداً من أكثر المشاهد المؤثرة لي عندما شاهدت الناس في الشوارع يعانقون بعضهم بعضا بعد أن حققنا لقب البطولة للوطن، لقد كانت لحظة رائعة.. العديد من الناس سواء الأسود أو الأبيض كانوا يبكون فرحاً.. كانت لحظات سعيدة جداً لا يمكن نسيانها، وأتمنى أن يحدث نفس الشيء هنا في جنوب إفريقيا، لم أكن أعلم قبل ذلك أن كرة القدم لها تأثيركبير وقوي جداً على المجتمع، ولكن من خلال تجاربنا بإمكاننا أن نرى ماذا يمكن لمثل هذه البطولة العالمية أن تفعل بالمجتمع.
* من ترشح للفوز بكأس القارات المقرر إقامته في شهر يونيو القادم؟
- لا أستطيع أن أرشح منتخباً محدداً لأنه لدينا عدة منتخبات مؤهلة للفوز باللقب، أعتقد بأنه ستكون بطولة مثيرة ومشوقة.
* أنا متأكد أنك سُئلت عدة مرات حول ذلك النهائي المثير الذي أقيم في ألمانيا عام 2006م بين منتخبي ايطاليا وفرنسا.. لو أُعطيت الفرصة مرةً أخرى هل ستقوم بأشياء مختلفة عما قمت به؟.
- (بعد عدة ابتسامات أجاب): أنا حقيقةً لا أريد أن أتحدث عن ذلك.. العديد من الأشياء قيلت عن تلك المباراة والعديد من الأشياء كُتبت عن أشياء حدثت خلالها.. ولكن بالنسبة لي هي ماضي الآن.. هي كانت مباراة عظيمة وأردنا ربحها. من الواضح أنني كنت أريد أن أرى فرنسا في الجانب المنتصر بتلك المباراة لكنه لم يحدث.
* قبل انطلاق كأس العالم الأخيرة في ألمانيا 2006م لعبت مباراتك الأخيرة مع فريقك ريال مدريد ضد فياريال.. كيف كانت مشاعرك وأنت في طريقك للخروج من أرضية ملعب البرنابيو لآخر مرة في مسيرتك مع الفريق؟
- كانت لحظة عاطفية جداً بالنسبة لي، العديد من الناس الذين يعرفونني سيخبرونك بأني لست جيداً في إظهار عواطفي، ولكن تلك المباراة كانت مختلفة.. عندما نظرت للمدرجات ورأيت أصدقائي وعائلتي هناك وقتها كانوا يشجعونني مما أعطى للمباراة رونقاً خاصاً بالنسبة لي. أتذكر جيداً أنني حاربت بقوة لحبس الدموع من الانهمار حيث إنني كنت ألعب وأنا أعرف في داخل أعماقي أنها مباراتي الأخيرة مع الفريق وفي كافة مسيرتي الاحترافية.
* استمتعت كثيراً خلال مسيرتك كواحد من أشهر لاعبي كرة القدم، ما هو الإنجاز الأكبر الذي حققته في مجال كرة القدم؟
- الفوز بكأس العالم على أرضنا وبين جماهيرنا في مونديال فرنسا 1998م كان الإنجاز الأبرز خلال مسيرتي الكروية.
* المنتخب الفرنسي يمر بفترات عصيبة بعد اعتزالك اللعب ما الذي يمكن عمله لوضعهم الحالي؟
- أعتقد أنه من العدل أن يقول الناس أنهم يشعرون بخيبة الأمل من نتائج المنتخب الوطني لأن نتائج الفريق محبطة، لكنه ليس من العدل لبعض الأفراد أن يقول: إن المنتخب الفرنسي أداءه سيئ لأنهم ليسوا سيئين مطلقاً بل هم يمرون بفترة حرجة، فرنسا لديها لاعبين مميزين للغاية بإمكانهم قلب الأحوال السيئة إلى العكس.