التقدم والتطور الذي تحققه الأمم والإضافات التي تنجزها في مسيرتها التنموية والفكرية هي التي تشكل في النهاية الإضافة الحضارية في مسيرة الأمة.
فأي أمة لا يمكن أن تقيس ما حققته من إضافات لمسيرتها التنموية وما رفدت به الحضارة الإنسانية، إذا ما حاولت أن تعيش ذلك من خلال منشط واحد وفي فترة زمنية قصيرة؛ فالبناء الحضاري يحسب لما تشهده الأمة من حراك يشمل كل الأنشطة ويسجل ويراقب لفترة زمنية متواصلة حتى يقاس الفعل التراكمي الحضاري لمجمل الأنشطة سواء كانت هذه الأنشطة فكرية ترسم طريق المستقبل، أو حركية فعلية تحرك شرائح المجتمع وتقيس إضافاته الإنسانية ما حققته من إضافات إيجابية لحياة إنسان ذلك المجتمع وانعكاساتها على معيشته وأنماط سلوكه وفكره وعلمه وما يقوم به من أنشطة. والحصيلة التي يخرج بها الراصد تشكل بمجملها ما أنجزته أمة من الأمم من تطور علمي وسلوكي وحياتي ومهني تكون نتيجته ما حققته من إضافة حضارية ترفد الإنسانية والبشرية في مسيرتها نحو حياة أفضل.
والأمم الحية التي ترفد الإنسانية بفعلها وحراكها الإيجابي هي التي تدعم الحضارة الأممية بإضافات مهما بدت بسيطة أو فورية إلا أنها تشكل في مجموعها تراكماً يعلو تسامق الحضارة. كما أن إسهامات الدول والجماعات لا بد وأن تزيد من ضخامة البناء الحضاري للإنسانية جمعاء مما يجعل كل الذين يعيشون على أرض البسيطة شركاء وسعداء بما تحققه دول أو مجموعة متميزة من أبناء تلك الدول من إنجاز علمي أو طبي، فالفائدة تعم ويستفيد منها إنسان هذا العصر والذي يليه، وهذا هو الذي يجعل من الفتح العلمي المتميز رافداً حضارياً يشارك في الاستفادة منه الكل.
هذا ما ينظر إليه العالم أجمع لما تحققه المملكة العربية السعودية من إنجازات وإضافات علمية خاصة في مجالات الرعاية الصحية التي تقدم لمواطنيها وإلى من يعيش على أرضها المقدسة مثمنين الإضافات العلمية والفتح الطبي الذي ما فتئ يتراكم خبرة وتجارب مفيدة في مجال عمليات فصل السياميين والتي استفاد منها أطفال موزعون على قارات العالم، وهو ما يؤكد ليس على تفوق الإنسان السعودي في رفد الحضارة الإنسانية بعلمه، بل في إنسانية قيادة وأهل المملكة العربية السعودية الذين أشركوا العالم جميعاً في ما حباهم الله من خيرات في رجالهم وفي أرضهم.
***