الجزيرة - سلطان المواش:
أكد عدد كبير من حضور منتدى البريد الدعائي والتسويق المباشر الذي اختتم في جدة، نجاح المنتدى في تحقيق أهدافه، وتسليط الضوء على سوق واعدة في التسويق البريدي.
ويرى عددٌ من المشاركين أن نجاح البريد الدعائي مرتبط بتجهيز البنية التحتية البريدية، وأهمها وجود عنوان واضح وسهل يمكن الاستدلال عليه، إلى جانب وجود قاعدة بيانات ومعلومات متكاملة للمستفيدين من الخدمة. ويرى محمد راشد الرشدان أحد المشاركين من البريد القطري أن حضور المنتدى استفادوا كثيراً من أوراق العمل التي قدمت، ومن الخبرات العالمية التي شاركت على مدى ثلاثة أيام، مبيّناً أن عرض تجارب الدول المتقدمة والدول العربية كان مفيداً جداً للحضور والمشاركين. وأكد الرشدان أن سوق البريد الدعائي واعد خصوصاً مع الحماس الذي وجد من قِبل المشاركين من الدول العربية، مشيراً إلى أنهم يتطلعون إلى الاستفادة من العنوان البريدي الذي عملته مؤسسة البريد السعودي، والذي يعد أهم المشاريع البريدية وهو يقدم نموذجاً للبنية التحتية لقيام البريد الدعائي في السعودية وبقية الدول العربية.
ووفق الرشدان ينقسم البريد الدعائي إلى نوعين الأول بريد معنون ويستهدف شريحة معينة كالأطباء أو المهندسين أو أي مهنة كانت، والآخر هو بريد غير معنون وهو يستهدف شريحة أكبر، ودائماً ما تستفيد منه الشركات التي لديها تخفيضات في منتجاتها.
وبين الرشدان أن التقديرات الأولية تشير إلى أن حجم البريد الدعائي عالمياً يصل إلى نحو 38% من إجمالي حجم البريد كاملاً، مشيداً في الوقت نفسه بالخطوات الكبيرة التي قامت بها مؤسسة البريد السعودي في تحديث بنيتها التحتية، مؤكداً أن الجميع بات يتحدث عن مشاريع المؤسسة وعن مشروع العنونة البريدية الذي يعد أهم شيء لقيام سوق بريدية في المجال الدعائي.
كما أشاد عبدالله محمد الأشرم الرئيس التنفيذي لمركز الوثائق الإلكتروني الإماراتي وأحد حضور المنتدى بالجهود التي تقوم بها مؤسسة البريد السعودي، مؤكداً أن المنتدى حقق نجاحاً كبيراً في تسليط الضوء على سوق واعدة وحجمه كبير، ما يعطي أملاً في تنشيط هذه السوق في الدول العربية.
وأشار الأشرم إلى أهمية انعقاد هذا المنتدى، وأن البريد السعودي فاجأ المشاركين الدوليين والعربيين بحسن التنظيم، وكذلك بالخدمات التي يقدمها حالياً وأهمها مشروع العنونة البريدية وقيامه بتطبيقات الحكومة الإلكترونية. كما أوضح علي عبد الخالق عبد الغفار من اللجنة الدائمة للبريد في جامعة الدول العربية والذي حضر المنتدى، أن المنتدى وورشة العمل المصاحبة له ساهما في تسليط الضوء على هذه الصناعة، وإمكانية خلق فرص جديدة للبريد في الدول العربية، مؤكداً أن ما هو موجود من خدمات في البريد الدعائي حالياً ما هي إلا محاولات بسيطة غير مكتملة النجاح.
وأشاد عبد الغفار بالمشاريع البريدية في المملكة العربية السعودية، وخطوة البريد السعودي في مشروع العنونة البريدية، معداً هذه الخطوات بصمة تحسب للبريد في السعودية، وذلك من خلال ربط العنوان البريدي للعميل بالبريد الإلكتروني.
وكان المنتدى العربي الأول للبريد والتسويق المباشر، قد نظم في جدة على مدى ثلاثة أيام خلال الأسبوع الماضي والذي رعاه وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة. وقال المهندس محمد جميل ملا وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البريد السعودي خلال كلمته في الحفل، إن المنتدى يؤسس لصناعة جديدة تعد تطوراً نوعياً في أدوات الاقتصاد العالمي ومحفزات الاستثمار، ستتجلى آثارها الإيجابية على السوق المحلية.
وأضاف ملا أن أسواق اليوم تعتمد على المعلومة المبوبة المبنية على احتياجات الفرد والأسرة ومكونات المجتمع، والتي تسخر التقنية وفق أسلوب علمي ومنهجي مبني على الاهتمامات والرغبات للأفراد لتختصر الجهد والوقت.
من جانب آخر، أكد معالي الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، أن تطور صناعة البريد الدعائي والتسويقي في السعودية سيؤدي إلى الحصول على ما لم نكن نحصل عليه من إنفاق الشركات العالمية على هذا الأسلوب من الدعاية والتسويق في دول العالم المتقدم وهو ما يقدر بنحو أربعة مليارات دولار سنوياً نسبة إلى الأرباح التي تجنيها هذه الشركات من أسواق المملكة ليصب في الناتج المحلي ويوفر الفرص الوظيفية ويرفع من مستوى الخدمات.
وقال بنتن (إن إقامة المنتدى في السعودية هو إعلان لصناعة جديدة سيكون لها الأثر الاقتصادي في المال والجهد للقطاعات المنتجة والمستهلكين وجلب المستثمرين وتوفير فرص عمل في مجال الدعاية والتسويق والتوزيع وتقنيات قواعد البيانات وطرق معالجتها).
وأعلن رئيس مؤسسة البريد السعودي، عن مشروع تسويقي للبريد يتمثل في إبلاغ الأسر عن التخفيضات في المراكز التجارية القريبة منهم، وذلك مع اكتمال البنية التحتية للبريد السعودي وعنونة جميع المواقع، كما سيتم البدء في الاستفادة من قواعد البيانات المبوبة.
وأشار رئيس البريد السعودي إلى أن تطور صناعة البريد الدعائي والتسويق المباشر في المملكة سيؤدي إلى الحصول على إنفاق الشركات العالمية على هذا الأسلوب من الدعاية والتسويق في دول العالم المتقدم، وهو ما يقدر بنحو4 مليارات دولار سنوياً نسبة إلى الأرباح التي تجنيها هذه الشركات من أسواق البلاد، ليصب في الناتج المحلي ويوفر الفرص الوظيفية المتعلقة في القطاع.
يُذكر أن المنتدى هو الأول من نوعه في المملكة ونظمه كل من البريد السعودي والهيئة العامة للاستثمار ومنظمة التسويق المباشر بالولايات المتحدة والجمعية العربية للتسويق المباشر، وبدعم من الاتحاد البريدي العالمي والمجلس الاستشاري للبريد المباشر وخدمات التسويق المباشر.