لقد كان من دواعي السرور وبواعث الاغتباط تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية في منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.
فقد جاء هذا التعيين ونحن أحوج ما نكون فيه إلى مزيد التلاحم والترابط ومزيد من الاستقرار والضبط الأمني، والتأسيس لمرحلة جديدة من العمل الجاد والدؤوب لعز هذا الوطن الغالي والحفاظ على مكتسباته السياسية والحضارية الشامخة التي جعلت المملكة -بحمد الله- محط الأنظار ومصدراً للأمن والسلام ورقماً صعباً في كل التجاذبات الدولية.
وفي ظل التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها العالم بعمومه والمنطقة العربية بخصوصها يأتي تعيين سمو الأمير نايف ليعزز في النفوس مشاعر الثقة بقوة هذا الوطن الشامخ ويؤكد على أن أبناء الإمام المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- دائماً في الموعد يعطون دروساً عميقة الأثر في دلالاتها على الإيثار والتضحية ومتانة اللحمة، إنهم الرجال الكبار بذواتهم وحكمتهم وبعد نظرهم وإخلاصهم لهذا الكيان الشامخ الذي يستحق منا جميعاً التضحية من أجله بكل غال ونفيس.
إن نعمة الأمن والاستقرار من أجل النعم التي امتن الله بها على عباده ففي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم (من بات منكم آمناً في سربه معافىً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها).
وهذا لا يأتي إلا حين نكون يداً واحداً معتصمين بكتاب الله تعالى ملتزمين بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سائرين صفاً واحداً خلف قيادتنا، هدفنا واحد لا يختلف: أمن هذا الوطن وعزته ورفعته واستقراره فالنجاح مسيرة متواصلة وليس محطة وصول يوقف عندها.
ولقد عرفت صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ذا شخصية فذة في عمله وتعامله وبعد نظره ونظراته وفروسيته وفراسته وفطنته وحدة ذكائه، وبعد نظره وعمق تحليلاته، وعظم صبره وطول حلمه وأناته، يمتلك مقدرة عجيبة على الموازنة بين القوة والحزم والرفق واللين.
فلله دره من أمير احتوى كافة الأطياف مع ثباته على المبادئ العظيمة والأسس الراسخة التي قامت عليها هذه الدولة المباركة، فهنيئاً لنا بسموه الكريم وهنيئاً للوطن كله بهذا التعيين.
وصدق من قال:
وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجساد
وأشهد الله أن هذا البيت يصدق على سمو الأمير نايف حفظه الله وأمده بعونه وتوفيقه وبارك فيه وفي إخوانه وأعاذنا وإياهم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن.
(*) رئيس اللجان العلمية والخيرية والدعوية بمهرجان جائزة الملك عبدالعزيز