الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد:
فكم سعد الناس وسروا عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - أمره السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رعاه الله- نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء إضافة إلى عمله وزيراً للداخلية.
وهذا الفرح الذي شعر به جميع المواطنين على مختلف شرائحهم وفئاته لم يأت من فراغ فهم يعرفون من هو نايف بن عبدالعزيز فسيرته عطرة، ومسيرته مشرفة، وجهوده ظاهرة معروفة للجميع يعرفون ما يتميز به سموه من حكمة، وعقل، واتزان، كما أنهم يعلمون ما يتصف به من صلاح وفضل.. إنه ابن المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- من مدرسته تخرج، وعلى يديه تعلم، ومنه أخض علومه الأولى في السياسة، والرئاسة، وحسن الإدارة، والتعامل مع الناس، وعاصر إخوانه الكرام سعود، وفيصل، وخالد، وفهد - رحمهم الله رحمة واسعة- وكان ملازمناً لهم أثيراً عندهم قريباً إلى قلوبهم، وواصل المسيرة مع قائد المسيرة، ورائد الإصلاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله بتوفيقه، ونصره، وأطال عمره على طاعته، ومع سمو نائبه الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظه الله- ومتعه بالصحة، والعافية، ولم يكن حفظه الله في مسيرته كلها على الهامش بل كان شخصاً فاعلاً وشخصية مؤثرة تسلم كثيراً من المناصب القيادية وأسند إليه عدد من المهام السياسية والإدارية فكان القائد الفذ، والإداري الناجح، والسياسي المحنك إضافة إلى ما يتصف به من سمت، وصمت، وبُعد نظر، واتزان، وتعقل في جميع ما يتخذه من قرارات.
كل هذه الصفات والسمات والمقومات جعلت من نايف بن عبدالعزيز قامة رفيعة وقيمة عالية يعرفها القاصي والداني.. استطاع - حفظه الله- أن يقود ويدير وزارة الداخلية، وهي الجهاز الأمني الحساس بكل همة، وحكمة، واقتدار بل استطاع برؤيته، وعقله، وبُعد نظره، ومن قبل هذا توفيق الله له أن يواجه بكل حزم ما تعرضت له بلادنا حرسها الله المملكة العربية السعودية من طوفان الإرهاب، وتيار التخريب، والتكفير، والتدمير بكل شجاعة، وحكمة فتصدت الجهات الأمنية لتلك الفئة، وهذا الشر واستطاعت بتوفيق الله ثم بتوجيهات رجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز إيقاف هذا الشر، ومحاصرته، وقهره في ضربات وقائية، واستباقية متميزة.
ولقد كان لهذا الموقف الأمني السعودي الناجح في مواجهة الإرهاب، ومحاصرته، ووسائل معالجته أكبر الأثر في نفوس الجميع بل إنه كان مثار إعجاب عدد من الدوائر الأمنية، والسياسية، والإعلامية في الكثير من الدول التي أبدت رغبتها في الاستفادة من التجربة السعودية في محاربة الفكر الضال، ودحر الإرهاب، وهذا كله ما جاء من فراغ بل هو بتوفيق الله أولاً ثم بالقيادة الحكيمة والخطط السليمة، والرجال الأفذاذ الذين أخذوا على عواتقهم حماية الوطن وخدمة المواطنين، وجعل هذا الوطن المبارك واحة أمن وحب وسلام كما كان، وسيبقى بإذن الله كما أراده ربنا (بلداً آمناً).
ثم إن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -وفقه الله- لم يكتف بدوره كرجل أمن، وكسياسي، وقائد بل سار على نهج أجداده وآبائه في خدمة الإسلام والمسلمين، واستطاع وهو الذي يتسلم قيادة أكبر مؤسسة أمنية أن يغير صورة رجل الأمن والمؤسسة الأمنية فقام - حفظه الله - بجهود كبيرة وأعمال جليلة في خدمة دينه، وأبناء وطنه، ولأنه ابن المؤسس من تربى على التدين، والصلاح، وحب الخير فقد اعتنى بخدمة القرآن، والسنة، وتعد جائزة الأمير نايف لخدمة السنة من أعظم الجوائز المخصصة لخدمة السنة النبوية المطهرة أثمرت رغم عمرها القصير ثماراً يانعة.
ولسموه جهود كبيرة في خدمة دينه، ووطنه، وأمته لا يعرفها إلا القليل من الناس، هذا بعض ما يعرفه الناس عن مسؤول الأمن الأول، وأمير السنة، وهو غيض من فيض أفضال سموه، وأعماله الكثيرة.
ولهذا فإننا في المملكة العربية السعودية لا نلام إذا فرحنا بتعيين سموه في هذا المنصب الكبير الذي وضع فيه الرجل المناسب.. فالشكر لخادم الحرمين الشريفين على حسن اختياره وتوفيق الله له لتعيين سموه في هذا المنصب والدعاء لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، بأن يوفقه الله، ويسدده، ويعينه، ويبارك له في حياته، وعمله ليواصل مسيرة البناء، والخير في بلد الخير - إنه سميع مجيب.
(*) رئيس جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني