«الجزيرة» - عبدالله البديوي
أثار تكرر الإعلانات التصحيحية من قبل بعض الشركات المدرجة في السوق السعودي حفيظة الكثير من المتداولين الذين استنكروا تحول هذا الأمر إلى ظاهرة في أكبر الأسواق المالية في الشرق الأوسط، فيما أبدى عدد من المحلّلين والمتابعين للسوق عدم الرضا على تغيير الأرقام أو تصحيح الإعلانات التي تعتبر الأهم بالنسبة للمستثمرين.
وقال المحلّل المالي الأستاذ عبد الرحمن المسند (المتعارف عليه في الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم أن الإفصاح عن النتائج المالية هو الإعلان الأهم في نظر المستثمرين الذين يبنون قراراتهم الاستثمارية بناءً عليه، وإذا ما سلّمنا بهذا الأمر فيجب علينا أن نولي هذه الإعلانات الاهتمام والحرص الأكبر لأن الأسواق المالية حساسة جداً والإعلانات فيها لا تحتمل الخطأ) وأبدى المسند استغرابه لتكرار الإعلانات التعقيبية والتصحيحية من قبل الشركات بعد إصدار نتائجها المالية بيوم أو أكثر، والأكثر غرابة هو ازدياد عدد الشركات التي تعقب على إعلانات الأرباح في كل فصل مالي ويرى المسند أن الحلول ليست صعبة متى ما كان الحرص موجوداً مضيفاً أن هيئة السوق المالية تطالب الشركات بنشر أهم بنود الميزانية في إفصاحاتها عن نتائجها المالية وهي: صافي الربح أو الخسارة، إجمالي الربح والخسارة، الأرباح والخسائر التشغيلية، ربحية السهم، ومقارنة هذه النتائج بالفترة السابقة، وبالفترة المماثلة من العام الماضي، وتوضيح هذه البنود المهمة ليست بالأمر الصعب على شركات تملك رؤوس أموال بمئات الملايين ولديها إدارات محاسبية وإدارات لشؤون المساهمين أو يجب أن يكون لديها ذلك واختتم المسند حديثه بقوله: (لا نطالب بعدم وجود الأخطاء فهو أمر وارد، ولكن نريد أن نقلّل منها قدر المستطاع وتصحيح الخطأ بأسرع وقت لأن بقاء إعلان الأرباح ليوم أو أكثر في سوق حساس يعني ارتباك المستثمرين وربما تسبب في خسائر للبعض وفقدان للثقة في آخرين).
من جهته تحدث ل(الجزيرة) ناصر المسلم أحد المتداولين الذين تضرروا من الإعلانات الخاطئة وتصحيحها بعد ذلك. وقال (في العام الماضي كنت أملك كمية لا بأس بها من الأسهم في إحدى الشركات المدرجة ضمن القطاع الزراعي وقامت هذه الشركة بالإفصاح عن النتائج المالية لها والتي جاءت سلبية بشكل كبير مما أثّر على سعر السهم الذي فقد من قيمته الكثير مما أدى إلى بيعي هذه الأسهم بخسارة فادحة، وبعد قترة قامت نفس الشركة بتعديل نتائجها وتصحيح إعلانها لتفصح عن نتائجها المعدلة التي تضمنت تحقيقها لنمو كبير في الأرباح وارتفع السهم بعد قيامي بالبيع بنسبة تفوق ال30%). وأضاف المسلم: (من المسئول عن خسارتي هذه؟ وخسارة الكثيرين غيري، أعتقد أن هذه الأمور وما شابهها هي من أفقد الثقة لدى الكثير من المتعاملين في سوق الأسهم ولا أستطيع أن أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل). يشار إلى أن عدد الشركات التي قامت بتصحيح إعلانانها أو توضيحها أو التعقيب عليها بلغ 13 شركة خلال الربع الأول من هذا العام وهي شركات (المصافي، الأحساء للتنمية، الباحة، الخليج للتدريب، العقارية، البحر الأحمر، أنعام، جبل عمر، السيارات، إعادة للتأمين، المتحدة للتأمين، سايكو للتأمين)، بينما قامت شركة (الصقر للتأمين) بإلحاق إعلانها لنتائجها المالية بإعلانين أحدهما تصحيحي والآخر تعقيبي! واختلفت الأخطاء في الإعلانات ما بين الخطأ في أرقام المقارنة أو تحديد الفترة أو تصحيح صافي الأرباح بعد المراجعة المحاسبية إضافة إلى وجود بعض الإعلانات التي توضح بعض التفاصيل الأخرى من سبب ارتفاع أو انخفاض بالأرباح)