«الجزيرة» - فيصل الحميد
دعا أمين عام مجلس الغرف السعودية إلى إعادة النظر في الأساليب الادارية والمسلمات التي طغت على ميدان الأعمال في القرن العشرين واعادة هيكلة الأعمال في المنظمات الخاصة والحكومية خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي بعد الأزمة المالية.
وطرح الدكتور فهد السلطان من خلال كتابه (اعاده هندسة نظم العمل) فكرة استخدام نظرية (الهندرة) كوسيلة علمية لاعادة هيكلة الاعمال في المنظمات مستشهداً بتطبيقها على مجلس الغرف، ولكن في نفس الوقت لم يؤكد السلطان على نجاح تطبيق التجربة في المجلس حيث أورد بعض العقبات وألمح إلى نجاح جزئي وليس إعادة بناء جذري وهو جوهر النظرية، بالاضافة إلى ارتفاع التكاليف رغم ان خفضها هو واحد من أهم أهداف (الهندرة).
وأشار أمين عام مجلس الغرف السعودية في كتابه الذي جاء في 210 صفحات إلى بعض الدراسات على تطبيق (الهندرة) حيث توصل مايكل هامر ان 50% إلى 70% من تجارب الهندرة لم تستطع تحقيق النتائج الجذرية المتوقعة، فيما وجد تشانج كيم أن أربعة من كل خمسة مشروعات هندرة تؤول للفشل, بالاضافة إلى دراسات أخرى ترى أن نجاح التجربة لا يمثل سوى 20%.
ويعتقد الدكتور فهد السلطان أن الدراسة التي يمكن أن يعتد بها في معرفة فاعلية الآلية هي الدراسة التي اعدها بروسي في العام 1999 والتي شملت 248 منظمة موزعة على 44 دولة وخلصت إلى نتائج ايجابية كتخفيض كلفة الاداء 14%، وتقليل الدورة الزمنية للعمل 30% وتحسين جودة المنتج بمعدل 22%.
وأورد السلطان أن نتائج الفشل في التطبيق يعود إلى تطوير العمليات بدلا من تغييرها جذريا، وعدم التركيز على العمليات مقابل الاهتمام ببعض المفاهيم الادارية، إضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن التغيير يقتصر على اعادة تصميم العمليات فقط، مقرونا بتجاهل القيم والمفاهيم السائدة في بيئة المنظمة وعدم العمل على تغيير السلوكيات, فضلا عن القناعة والاكتفاء بالتطور التدريجي المتواضع وغيرها من الأمور الأخرى.
وتطرق السلطان في طبعة كتابه الثانية إلى تعريف الهندرة والدراسات المتعلقة في تطبيقها في كثير من المؤسسات حول العالم خاصة المؤسسات ذات الوضع المتدهور أو تلك الآيلة للتدهور بل حتى المؤسسات التي حققت نتائج ايجابية، مع ذكر لبعض النماذج التي طبقت الهندرة ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية.
كما أورد في كتابه نظرية الهندرة وماهيتها وتعريفها وتطبيقها مدعمة ببعض النماذج والجدوال والدراسات المتعلقة بإعادة التصميم الجذري للعمليات والنظم الادارية.
يشار إلى أن (الهندرة) كلمة مشتقة من هندسة وإدارة وهي وسيلة لاعادة بناء المؤسسات من جذورها وتختلف عن التطوير الإداري التقليدي وتهدف إلى تغيير جذري في الأداء والانتقال من الاعتماد على الوظائف إلى التركيز على العملاء والعمليات. ظهرت في عام 1990 على يد مايكل هامر في مقال نشر في احد النشرات الدورية، لينتشر المفهوم بصورة سريعة في الاوساط الغربية والساحة الاكاديمية وقطاعي الاعمال والحكومي.