Al Jazirah NewsPaper Saturday  25/04/2009 G Issue 13358
السبت 29 ربيع الثاني 1430   العدد  13358
ضيف الاقتصاد
(زين) تتجه لدخول سوق الاتصالات اليمني.. د. البراك ل الجزيرة :
الحكومات لم توجد لتمارس التجارة.. وننظر بإعجاب لتجربة الخصخصة في المملكة

 

حاوره عبدالله البراك

كشف الدكتور سعد البراك عن اعتزام مجموعة زين على دخول سوق الاتصالات اليمنية والحصول على الرخصة الكاملة في (اليمن)، مشيرا إلى استمرار الشركة في رفع قيم خدماتها حتى تصل إلى الأفضل في كل دولة تتواجد فيها، جاء ذلك في حوار صحفي بعد استلامه مهام الإدارة في السعودية. الدكتور سعد البراك نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة زين العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لزين السعودية يرى أن الحكومات لم توجد لتمارس التجارة وينظر باحترام إلى تجربة المملكة في الخصخصة،كما أنه يركز دائماً على الجانب الاجتماعي للشركة، فهو حريص على أن تنال شركته حب المجتمع ودائماً ما يركز على فئة الشباب في مشاريع خدمة المجتمع وينظر إلى حرب الأسعار أنها حيلة العاجز وليس مضطراً للدخول بها هذا هو الرجل الذي التقينا به صاحب نظرة إدارية تعتمد على اختصار الوقت والتحرك السريع، كما انه لا يذكر كلمة مستحيل وقاعدته (فكر ككبير تحصل على أهداف كبيرة) هذا الضيف صنف على انه من أقوى مئة شخصية في قطاع الاتصالات على المستوى العالمي ذلك هو الدكتور سعد البراك الذي ارتبط اسمه بـ(زين) وبإستراتيجية 3 X 3 X 3 الشهيرة فإلى الحوار:

* حدثنا عن بداياتك؟

- أنا رجل بسيط أمشي بجانب (الحيط)، بدأت مهندسا وعملت لمدة عشرين عاما في مجال تقنية المعلومات ثم التحقت في العام 2002م بشركة زين رئيساً تنفيذياً للشركة.

* وهل كانت هي انطلاقتك لتكون من ضمن أقوى مئة شخصية عالمية؟

- نعم كانت انطلاقتي من شركة زين.

* دعنا نتحدث عن الحدث الأكبر الآن وهو استلامكم إدارة شركة زين السعودية فما هي أكبر الإصلاحات التي تعتزمون القيام بها في الشركة؟

- ليس هناك إصلاحات ولكن هناك استكمال للبناء، ف(زين) السعودية بنيت على قاعدة ممتازة وسليمة فبناؤها كان انجازاً كبيرا باستحواذها على حصة كبيرة من السوق في وقت قياسي، وكذلك نجاح العلامة التجارية نجاحا كبيرا، فنحن سنواصل هذا البناء وسنستكمل طرح الخدمات وتوسيع الشبكة وتحسين الخدمة بشكل كبير.

* ذكرتم في تصريح سابق أن مهمة الدكتور مروان الأحمدي كانت التأسيس والحصول على الرخصة ولكن ماهي مهمة الدكتور سعد الآن بعد أن وصلت الشركة إلى هدفها المرسوم حتى وقتنا هذا؟

- طبعا العمل مستمر، وهذه فرصة جيدة لأشيد بالدكتور مروان الأحمدي فهو من خيرة الزملاء الذين عملت معهم في حياتي كلها فقد عملت معه لأكثر من عشرين عاما وكنا زملاء في شركة (ITS) والتحق في (زين) منذ أكثر من خمس سنوات وعمل على الرخصة الثانية والرخصة الثالثة وأثناء ذلك كان مسؤولا عن الاستراتيجية وتقنية المعلومات في مجموعة (زين) ثم استلم (زين البحرين) في مرحلة البناء ونقلها إلى الربحية في وقت قياسي فإنجازاته أكثر من أن تحصى فهو من الأفذاذ الذين يقل نظراؤهم على مستوى العالم وليس على مستوى المنطقة.

* ولكن جرت عملية الاستبدال بشكل مفاجئ ولم تكن مجدولة مثل ما تعودنا من شركة (زين) من جدولة خططها المستقبلية وإعلانها؟

- من يدير (زين) السعودية هي مجموعة (زين) فالإدارة ليست مرتبطة بفرد فنحن مؤسسة وندير وفقا لهذه المؤسسة، لذلك أي شخص يأتي أو يذهب، لكن مجموعة (زين) هي التي تدير عن طريق الأشخاص الذين تعينهم، لذلك فنحن لسنا كشركات أخرى إداراتها ذاتية منها وفيها إذا ما حصل تغيير يكون كبيرا فنحن نختلف فالرئيس التنفيذي عندنا هو المؤسسة وليس شخصا بعينه وهذه نقطة يجب أن توضح، ثانيا نحن سريعو الحركة ثالثا نحن في مرحلة التأسيس، ومرحلة الانطلاقة لها حساسية كبيرة ولذلك من الصعب إطلاق تصريحات قد تفهم بشكل خاطئ، فاعلنا في الوقت المناسب بعد ظهور النتائج المالية للربع الأخير من العام 2008م.

* ولكن كان صداها سلبيا نوعا ما؟

- عندما تتحرك في بعض الأحيان يفسرها الناس بشكل سلبي ولكن هذا لا يعني ألا تتحرك، فالدكتور مروان كان لديه عرض منذ سنتين في مكان كبير مخصصاته تعادل عشرة أضعاف ما يحصل عليه في زين، ولكن نحن أقنعناه بالبقاء لمدة سنتين وكان من الظلم أن نطلب منه أن يستمر، وللمعلومية انسحابه ليس انسحابا كليا فهو مازال عضو مجلس إدارة وسيستمر عضو مجلس إدارة في زين السعودية وممثلا للشركة.

* دعنا ننتقل إلى جوائز شركة (زين) فبعد إطلاقكم للشبكة الموحدة حصلتم على جائزة الإبداع فماهو المشروع القادم لكم خاصة في السعودية؟

- الحمد لله نحن في (زين) حصلنا على عدة جوائز عالمية خلال السنوات الأربع الأخيرة وجائزة الشبكة الواحدة كإبداع كبير في عالم الاتصالات على مستوى العالم ككل، وحصلنا على أفضل مشغل في الشرق الأوسط، وكذلك أفضل مشغل في إفريقيا، وأيضا هناك مجموعة كبيرة من إعلاناتنا حصلت على أفضل إعلانات من جميع النواحي، وكذلك العلامة التجارية حصلت على شهادات كثيرة وكبيرة.. والحمد لله حب الناس وتفاعلها كان كبيرا وجميلا.

* ماذا عن الخدمات؟

- هناك مشاريع لا نستطيع الإعلان عنها، (فاستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) وعلى قول الإخوان المصريين (داري على شمعتك تقيد) وإن شاء الله سنستمر في هذه المسيرة فالشركة التي استطاعت أن تقدم كل هذه الإبداعات خلال السنوات الأربع الماضية قادرة على أن تقدم إبداعات أكثر وأكبر بالذات في سوق مهمة وكبيرة وحيوية وجميلة مثل سوق المملكة.

* هل هناك خطط لمشاريع قادمة أو تقنية سيتم تدشينها قريباً؟

- طبعا هناك خطط في خدمات نقل المعلومات والبيانات سندشنها قريبا إن شاء الله فهذه خطوة مهمة جدا، منها استخدام (البلاك بيري) والاتصال بالبريد الالكتروني، وما إلى ذلك، وهناك مجموعة خدمات أخرى متصلة بالبيانات وعالم البيانات ونقل البيانات والمعلومات مهتمون فيها فنحن نطور منتجاتنا كمجموعة ونطورها لـ(22 دولة) فيها جميع الظروف.

* ألا يعيقكم ضعف الإمكانات في بعض الدول؟

- بالعكس هذا حافز لنا لكي نوفر خدمات ومنتجات تكلفتها ممتازة بالنسبة للعملاء وتخدم شرائح كبيرة مثل الشباب، لذلك إن شاء الله قدرتنا على تطوير خدمات جديدة كبيرة بكبر حجمنا اليوم والحمد لله فنحن نعمل في 23 دولة ونغطي أكثر من 600 مليون نسمة ككتلة بشرية ولدينا أكثر من 65مليون عميل تحت مظلة شبكاتنا ونغطي مساحة جغرافية هائلة تتجاوز 16مليون كيلو متر مربع في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ما يجعلنا رابع أكبر شركة اتصالات في العالم من ناحية التغطية الجغرافية.

* ذكرتم أن هدفكم الوصول إلى 150 مليون عميل في العام 2011م وأنت ذكرت أنكم وصلتم إلى 65 مليونا وبعد انضمام (زين) السعودية هل تتوقعون أن يتحقق ذلك في الوقت المحدد أم أنه سيتحقق قبل ذلك؟

- هذا هدف المجموعة ككل فنحن بإذن الله في نهاية العام 2009م سنتجاوز الـ90 مليون عميل بإذن الله تعالى، أما في السعودية فنحن ندرك أننا مازلنا صغارا، وندرك اننا في أول الطريق وأننا نتنافس مع شركات كبيرة وعريقة ولها باع طويل.

* ولكن سرعة النمو كانت أكبر بكثير من التوقعات؟

- الحمدلله ولكن يجب أن ندرك ان المنافسة في السعودية ليست نزهة إطلاقا بل هي منافسة شاقة وعسيرة لأن المنافسين لهم باع طويل ونكن لهم كل الاحترام والتقدير على انجازاتهم الكبيرة في السعودية.

* كم تتوقع أن يصل عدد عملاء (زين) في السعودية مع نهاية العام 2009م؟

- أتوقع أن نصل إلى ستة ملايين إن شاء الله.

* أليست كثيرة على بلد يوجد فيها مشغلون قبلكم وأنكم الرخصة الثالثة؟

-هي كثيرة أكيد ولكن فكركالكبير وتحرك كالكبير تحصل على أشياء كبيرة.

* بعد انتشار المجموعة في إفريقيا وآسيا تكلمتم عن توسعات كثيرة ولكنكم لم تصرحوا عن الدول المستهدفة؟

- استحوذنا على نسبة جيدة مؤخرا في المغرب في شركة (وانا) والأسبوع القادم سنوقع العقد للاستحواذ على حصة جيدة في شركة الاتصالات الفلسطينية، هذه هي صفقات 2009 حتى الآن.

* هذه معلن عنها يا دكتور ماذا عن الصفقات غير المعلنة؟

-هناك استحواذ في الشرق الأوسط لن أعلن عنه حتى تسير الأمور على ما يرام وحينها سنعلن عنها بكل تأكيد

* هل سيكون استحواذ كامل؟

- حصة الأغلبية فالإدارة هي القضية المهمة بالنسبة لنا،وهذه هي الاستراتيجية التي تعتمدها (زين) في تنفيذ عمليات الاستحواذ.

* أنستطيع القول إنها العراق؟

- نحن متواجدون أصلا في العراق

* أقصد استحواذ على شركات أخرى؟

- لا نحتاج لذلك

* أو سوريا؟

- ممكن.

* سبق أن حددتم هدفكم في العام 2011م ان تكون (زين) من ضمن أكبر عشر شركات اتصالات في العالم ولكن في المؤتمر الصحفي ذكرت أنها ستكون من أكبر عشر شركات في بعض الخدمات؟

- نحن نتكلم عن عالم الهاتف المتنقل فهناك شركات عمرها يصل إلى 100سنة ومجالها غير مجالنا فعندها الاتصال الثابت أو الإنترنت عندها الاتصال الدولي عندها البنى التحتية وغير ذلك فهذه دول استثمرت على مدى قرن من الزمن ولكن نحن نتكلم عن عالمنا الخاص وهو عالم شبكات الموبايل الذي أعتقد انه مستقبل العالم ومع ذلك فبمجرد دخولنا أكبر عشر شركات اتصالات في العالم سنكون من ضمن أكبر عشرين شركة في العالم وهذا بحد ذاته هدف كبير وسيتحقق ان شاء الله في العام 2011م.

* ما هو سبب اختيار العام 2011م؟

- نحن بدأنا في العام 2003م وكانت استراتيجيتنا التوسعية هي (3?3?3) حيث ان أول ثلاث سنوات نتحول من شركة محلية إلى شركة إقليمية والثلاث التي تليها من إقليمية إلى دولية والثلاث الأخيرة التي تمتد من العام 2009م إلى 2011م نكون شركة عالمية ورسمنا خططنا على هذا الأساس.

* وهل تخضع الشركات التابعة لكم لهذه الاستراتيجية؟

- جميع الشركات تتحرك كمجموعة واحدة وكشركة واحدة ف(زين) تتحرك بنفس الخطة والإستراتيجية في ال(22دولة).

* ماذا عن حصصكم السوقية في الـ(22دولة)؟

- في 16 دولة نحن الشركة الأولى، ولنا الحصة السوقية الأكبر في هذه الأسواق

* والسعودية؟

- مازلنا في البداية.

* أتتطلعون لكي تكونوا الشركة الأولى في السعودية؟

- القضية ليست كذلك ففي السعودية هناك صعوبة لكي تكون هناك شركة أولى على الاتصالات السعودية، لذلك نحن نركز على نوعية معينة وخدمات معينة ونستأثر بحصة جيدة في هذا النطاق تحقق عوائد ممتازة لمساهمينا فنحن نريد أن نكون الشركة الأفضل وليست الشركة الأولى فهناك فرق بين النقطتين.

* تقصد من ناحية تقديم الخدمات؟

- من ناحية تقديم الخدمات وجودة المنتجات وجودة الشبكات، ومن ناحية الصورة الذهنية وكذلك العلاقة مع العميل وكل هذه القضايا.

* إذا ما استبعدنا السعودية فما هو وضعكم في الدول الأخرى؟

- في كثير من الدول في إفريقيا نحن الشركة الأولى، وفي تنزانيا كنا الرخصة الرابعة واليوم نحن الشركة الأولى، وفي نيجيريا كنا الشركة الثالثة عندما اشترينا شركة (في موبايل) في ذلك الوقت والآن نحن الشركة الثانية ونتوقع في 2010م ان نكون الشركة الأولى فنحن إستراتيجيتنا أن نكون الشركة الأولى أو الثانية في أي بلد نتواجد فيه

* حتى السعودية؟

- في السعودية هناك صعوبة وليست سهلة ولكن السعودية سوق كبيرة جدا ومن الممكن أن تكون المشغل الثالث وتحصل على حصة سوقية جيدة.. أما في الدول الأخرى أنت مجبر أن تكون الأول أو الثاني لتحصل على عائد جيد.

* ماذا عن توقعاتكم عن حصتكم السوقية في السعودية؟

-أتوقع أننا إذا وصلنا إلى (30% أو25%) من السوق السعودية خلال الخمس سنوات القادمة ستكون حصة ممتازة في ضوء المنافسة والاشباع في السوق السعودية.

* من الملاحظ في إدارتكم اختزال الخطط الاستراتيجية وتحولها من فترات طويلة إلى قصيرة فهل لك أن تشرح لنا الاسباب وهل هو لتخوفكم من المنافسة في الفترة القادمة؟

- لاشك ان هناك فائدة في الخطوة السباقة ولكي تنجح لابد أن تكون سريعا وجريئا ومختلفا.

* أليست في عملية اختزال 27سنة في 9 سنوات مغامرة وتشوبها مخاطرة كبيرة وألا تتوقع أن يكون لها جوانب سلبية؟

- كانوا دائما مايقولون لنا ذلك ولكن انظر إلى أرض الواقع وعلى ماذا تقف مجموعة (زين) الان.

* أرجو الاتفهمني بشكل خاطئ ولكن الا تتسبب عملية الاختزال في فقدان أو عدم الوصول إلى الخبرة المرجوة؟

- هذا الكلام يقال لكل من أراد أن يجري تغييراً جذرياً فدائما مايوصف انه مغامر وأنه مخاطر.

* ألا تفقدكم عملية الاختزال الخبرات؟

- لا بالعكس فهذه تسرع وتعمق الخبرة لدينا إذا استطعنا أن نفعل في تسع سنوات مايفعله الآخرون في 27 عاما فهذا يعني ان لدينا خبرة أكثر من الديناصورات.

* ماذا عن جوانبها السلبية وتأثيراتها؟

- أية حركة ممكن تؤذيك فمثلا إذا قفزت قفزة عالية أو لفيت جسمك لفة قوية يصيبك بعض الارهاق في العضلات ولكن هذه ان لم تقتلك ستقويك، ونحن الحمدلله خطواتنا لم تقتلنا إنما قوتنا.

* ماذا عن تكلفتها المادية؟

- التكلفة في الحد المسموح به أو مايسمى بهامش الخطأ فهناك هامش خطأ في أية عملية تجارية والعائد دائما مرتبط بالمخاطرة فكل مازادت المخاطرة زاد العائد.

* ولكن هناك من يصفها بالتسرع فهناك بعض الدول يكون الأمن غير مستتب فيها؟

- الحمدلله لم نندم في دخولنا أية دولة من الدول التي دخلناها

* أتعني ان دخولكم في بعض الدول وهي في حالة حرب خطوة موفقة؟

- جداً فحتى في حالات الحرب نحن نحقق الارباح.

* ألم تكونوا قلقين؟

- إطلاقا فنحن نؤمن بالمثل الصيني الذي يقول (حيثما يكون الخطر تكون الفرصة).

* ماذا عن دخولكم إلى العراق بعد توتر سياسي دام لسنوات بين العراق والكويت فبحكم وضعكم كشركة زين الكويتية الم تكبدكم بعض الخسائر؟

- دعني أوضح لك نحن لما دخلنا في العراق دخلنا كمجموعة زين وليس كشركة كويتية وأنشأنا زين العراق فيها الشريك العراقي مثل زين السعودية ودعني أوضح لك نقطة وهي أن عالم الأعمال لا يعترف بالجنسية ولا العرق ولا اللون، لأنه عالم واحد ونحن نسعى لأن يكون عالما جميلا.

* انت تراها منطقة ً مستهدفهً للشركة؟

- جداً وأعتقد ان أجدى وسيلة للتوحد بيننا في العالم العربي هو المجال الاقتصادي الذي بدأ قادتنا يلتفتون له مؤخرا ويمكن قمة الكويت العربية الاقتصادية هي الأولى في التاريخ كقمة عربية اقتصادية ويتفقون فيها لأن الناس تتفق على مصالحها فالسياسة فرقتنا خمسين عاما والاقتصاد هو الذي سيجمعنا مثل ماجمع الاقتصاد دول اوربا التي احتربت لمئات السنين فاختلافاتنا في العالم العربي لاتقارن بالاختلافات بين الدول الاوربية، ولكن الاقتصاد جمعهم في السوق الاوربية المشتركة، لذلك فالشركات مثل (زين) والمؤسسات العابرات للأوطان هي التي تجمع الناس على مصالح تجارية مشروعة بين هذه الشعوب ولذلك تنمي العلاقات بين الدول عن طريق تنمية العلاقات الاقتصادية.

* على ذكر (زين) يسوقنا الحديث عن الأقاليم فبحكم تواجدكم في العراق والاردن ولبنان استنتج أن هدفكم هو سوريا فهل هي المنطقة التي رفضت الافصاح عنها؟

- ممكن.

* هل لك أن تصرح أكثر؟

- لا.. في الحقيقة هدفنا هو اليمن.

* وهل ستكون رخصة كاملة؟

- طبعا.

* ومتى نتوقع حصولكم عليها؟

- خلال العام 2009م تقريبا.

* سبق أن صرحتم أن التدخل الحكومي مثل السرطان في الجسم وذكرت في المؤتمر الصحفي الذي عقب اجتماع الجمعية العمومية ان الحكومات يجب أن تدعم الشركات؟

- لم أقصد شركات الاتصالات ولكن التدخل الذي تحدثت عنه هو فيما يخص عصب الاقتصاد من مؤسسات استثمارية ومؤسسات التمويل والبنوك، فدور الدولة أو الحكومات هو دعم وتحفيز الاقتصاد ومراقبته وليس ادارته.

* هل هذا ماكنت تصنفه في وقت من الاوقات كتدخل مرفوض؟

- ماكنت أصنفه تدخلاً مرفوضاً هو تدخل الحكومات في ملكية وإدارة الشركات التجارية فالحكومات لم تصمم في التاريخ لتدير الشركات التجارية

* ألا ترى ان بعض الدول تحتاج في بداياتها هذه التدخلات؟

- ممكن ولكن ما أقوله وجهة نظر.

* أتراها تعرقل مثلا؟

- بالتأكيد فكل العالم متفق على الحرية الاقتصادية وتحرير الاقتصاد فالمملكة في السنوات الخمس الأخيرة حققت نتائج مبهرة ونرى القفزة التي مرت بها والسبب يعود إلى تحرير الاقتصاد.

* ومع الأزمة العالمية ألا زلت تؤمن بهذه الفكرة؟

- بالتأكيد

* وقضايا التأميم التي كثر الحديث عنها مؤخرا؟

- ليس تأميما فهو لايتعدى استحواذا مؤقتا ثم إعادة البيع بعد ان تتجاوز المؤسسات الكبرى العثرات التي مرت بها وهذا سببه ضعف الرقابة

* إذا فحرية الأسواق تسببت في الازمة؟

- لا يوجد هناك حرية مطلقة، فكما قلت لك مسبقا ان وظيفة الدولة هي التنظيم والتحفيز والرقابة فالرقابة كانت غائبة لذلك فبعض الدول مثل أمريكا وغيرها تتحمل خطأها في غياب الرقابة على عمل القطاع الخاص

* إذا مازلت تؤمن بأن تدخل الدولة..

- في الملكية والإدارة كارثة.

* وهل تؤيد التخصيص؟

- جدا.

* إلى أية درجة؟

- 100% فكل نشاط تجاري وكل شيء فيه بيع وشراء واقتناء يجب أن يكون من صلب عمل القطاع الخاص.

* ماذا عن الملكيات دون التدخل في الإدارة؟

- إذا كان لابد فهو مقبول على أن يكون شريكا صامتا.

* في الاجمال ترى أن تكون بعيدة كل البعد؟

- أرى أن تكون مساهمة عامة مدرجة في السوق متاحة للجميع وممكن ان تكون مساهمة الحكومة بجزء بسيط ونسبة لاتتجاوز الـ(10%) مثلا.

* ماذا عن الشركات التي تملك فيها الحكومات (70%) مثلا؟

- أعتقد أن ذلك غير جيد فالحكومات لم تصمم للإدارة التجارية، فالحكومات تحكمها المعايير السياسية وليست التجارية ويفترض في من يدير الشركة ان تحكمه المعايير التجارية وليس المعايير السياسية.

* إذا ترى ان بعض الدول التي تملك حصصا مؤثرة في بعض الشركات ان تقلل حصصها؟

- بالطبع يجب ان تقللها بحد كبير لكيلا تكون حصة مؤثرة.

* ألا يمكن ان نعزو ذلك إلى افتقاد الخبرة لدى الشركات وان الدولة تمارس الوصاية عليها؟

- إذا الشركات تفتقد الخبرة فالدولة الاقل خبرة في إدارة الشركات التجارية، ودعنا نأخذ على سبيل المثال أفضل حكومة مدنية في التاريخ وهي الإدارة البريطانية فمارغيت ثاتشر خصصت جميع شركات الدولة وحولتها للقطاع الخاص.

* دعنا نأخذ السعودية في الجانب الآخر فملكيات الدولة تصل إلى (70%) في بعض الشركات وتدخل تحت هدف الاستثمار؟

- في السعودية المسار واضح وممتاز وهذا الكلام لا أقوله مجاملة، ففي السعودية هناك رؤية واضحة، فالسعودية قامت بخطوات جبارة فهناك صناعات ثقيلة تحتاج إلى أموال هائلة وفيها مخاطرة فصعب ان تنشأها عن طريق القطاع الخاص ولكن تدرجا مع الزمن تقلل من حصتها مثل ما حصل في (سابك) وما حصل في (الاتصالات السعودية) فهذا مسار جيد وجميل فنحن لا نقول تعالي ياحكومات بيعي كل شيء وخلاص فهذا غير مقبول لأنه اقتصاد نام.

* وهل تعتقد ان هذا التوجه خدم مجموعة زين الكويتية؟

- انا أعتقد ان زين لما تحررت من عقلية الإدارة الحكومية في العام 2002م انطلقت هذه الانطلاقة الكبيرة.

* وهل هذا ماجعلك تدعو إلى تحرير الاقتصاد؟

- لا هذا ما نؤمن به أساسا في قيمنا التاريخية كلها فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: تسع أعشار الرزق في التجارة، وقال: رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى، وإذا اقتضى فعالم الأعمال طول عمره في تاريخنا وفي المنطقة قبل الغرب يؤمن بالحرية الاقتصادية ويؤمن بفصل ملكية الدولة عن الملكية التجارية.

* إذا أنت تؤيد الدول الناشئة نحو هذا التوجه؟

- وفق رؤية واضحه فنحن تاريخيا كانت الدولة تملك في الكثير من القطاعات الاقتصادية لذلك لما تخصصها يكون بتدرج لذلك نحن ننظر لتجربة المملكة العربية السعودية بكل إعجاب واحترام في هذا الاطار.

* دعنا ننتقل إلى الجانب المالي ففي أحد المواقع الاخبارية ذكر ان زين سددت مايقارب (30%) من ديونها في ديسمبر الماضي أي مايقارب 1.8 مليار فهل هي تخص مجموعة زين أو زين السعودية؟

- لا هذه تخص مجموعة زين اما في زين السعودية فلا نواجه اية مشكلة فاقتراضنا فيها اقتراض إسلامي.

* ومتى سيبدأ الإعلان عن الأرباح في زين السعودية؟

- والله أية شركة اتصالات في العالم تحتاج إلى اربع سنوات لتدخل مرحلة الربحية.

* ولكن سياستك يادكتور تختصرالاوقات؟

- هذه يصعب الاختصارفيها فالقضية قضية استثمار على المدى الطويل فلا نريد ان نختزل هذه المسافة ونصل إلى الربحية ونضحي بالاستثمار على المدى الطويل.

* استكمالا لسؤالي السابق فعملية تسديد الـ(30%) هل كانت من ضمن استراتيجياتكم وان تسددوا ديونكم بنسب عالية؟

- لا.. فنحن مررنا بمراحل احتجنا فيها الاقتراض والآن كبرت لدينا التدفقات النقدية، فمجموع ايراداتنا في 2007م كان حوالي خمسة مليارات دولار، وفي العام 2008م وصلنا إلى 7.4 مليار دولار ونتطلع في العام 2009م ان تصل ايرادا تنا إلى 10 مليارات دولار للمجموعة، فالمزيد من التدفقات النقدية تقلل من حاجتنا للاقتراض لذلك نسدد بهذه النسب العالية وحسب الحاجة والفرص، ففي بعض الاحيان قد تلوح امامنا فرص فنقوم بتجديد القرض حتى نقتنص الفرصة.

* إذا لا تتوقع ان تكون الفترة أقل من اربع سنوات بالنسبة للأرباح؟

- لا أعتقد انه من الاجدى التوقع بأقل من ذلك فالقضية مثل ماذكرت لك انك من الممكن ان تقلل من استثماراتك لتحصل على الربحية في المدى القصير ولكن ذلك سيؤثر على ربحيتك وملاءتك ومنافستك على المدى الطويل.

* دعنا ننتقل إلى مساهماتكم الاجتماعية فالملاحظ انها تركزت في الرياضة وتستهدف الشباب؟ لماذا اخترتم هذه الفئة؟

- صحيح.. فنحن ننظر إلى الأمم وفق مبدأ التغيير، فلا يغيرها إلا الشباب لذلك نركز على الشباب وبالاخص الفئة العمرية مابين الاربع سنوات والاثنين والعشرين سنة لأنهم دم المجتمع وتجديد دم المجتمع يعتمد عليهم لذلك نهتم بالشباب في قضيتين الأولى التعليمية والثانية الترفيهية البريئة التي توفر بدائل طيبة لكي نتوافق مع قيمنا والمعاني السامية التي تربينا عليها ونطمح لها ولذلك نهتم بالشباب في هذا الاطار.

* هل هذا لكسب ولائهم في الفترة القادمة؟

- لا فنحن نركز على مسؤليتنا الاجتماعية لأننا نؤمن ان المسؤولية الاجتماعية هي صلب كل مؤسسة فتحقيق الأرباح والعوائد والنجاح بقدر ما تكون مخلصا ومعطيا للمجتمع ككل فهي عندنا الأساس فكل ما حبك المجتمع أكثر كلما نجحت اكثر.

* لماذا لم تركزوا على جانب الصحة؟

- أعتقد انها تنال اهتمام الدول ولكن نحن نركز على لب المجتمع فنحن اخترنا هذه الشريحة (4-22) سنه فهي تمثل البذرة والشجرة والمستقبل بالنسبة للمجتمع، ولكن لدينا مساهمات عديدة في المجال الصحي بكل تأكيد.

* وهل تتوقع ان هذه الشريحة سيكون لهم ولاء للشركة بعد عشر سنوات مثلا؟

- نحن نريد ان نعمق رابط العلاقة والمحبة بيننا وبين المجتمع ككل هذا منظورنا في قضية العلامة التجارية نريد ان تمثل علامتنا قمة الانتماء للمجتمع وقمة الخيرية لهذا المجتمع وهذا يتكامل مع دورنا فأنت في داخلك يجب ان تؤسس مؤسسة متميزة حرفية تشجع وتوظف الشباب السعودي وتؤهله وتجعله مميزا فهو يصنع قيمة لنفسه ولعائلته ولمجتمعه ويكون مجال فخر للمجتمع ككل،هذا التكامل هو الذي يعمق علاقة المحبة والثقة بيننا وبين المجتمع.

* حتى مع إصراركم على عدم تخفيض أسعار المكالمات فهؤلاء الشباب تكون مواردهم أقل من غيرهم؟

- نحن ملتزمون بتخفيض التكلفة وليس تخفيض الأسعار فهناك فرق، فتخفيض التكلفة يكون على سبيل المثال هو مثلا 30 هللة للدقيقة ولكن هذه الثلاثين هللة قيمتها التي حصلت عليها كعميل كم تسوى بالنسبة لي فنحن نرفع هذه القيمة فنخفض التكلفة بالنسبة للعميل اما من يلجأ إلى تخفيض الأسعار دون ان يتعاطى مع القيمة التي يقدمها للعميل هي حيلة العاجز والفعل الاسهل هو الذي لا يصنع قيمة في النهاية لا للشركة ولا للعميل

* ولكن انتم تقدمون الخدمة في بلد تكون فيها الأسعار منخفضة جداً مقارنة في بلد اخر؟

- لماذا نتحدث عن التخفيض بالأسعار في الاتصالات بينما في السيارات نجدها ترتفع ولا أحد يعترض والسبب يعود إلى ان قيمة السيارة أصبحت أفضل فالسيارة في السابق لم يكن فيها مكيف والآن أصبح هناك مكيف ولم يكن فيها سي دي بلير والان فيها سي دي بلير ماكانت اتوماتيك والان أصبحت اتوماتيك فتضيف قيمة أفضل وترفع أسعارها فالسيارات تسير عكس اتجاه التاريخ فلماذا نفرض على الاتصالات ان يسير في منحنى أقل واقل فنحن نريد ان نرفع رواتب الناس لنرفع اقتصاد المجتمع ككل لذلك فلعبة تخفيض الأسعار ليست لعبتنا إطلاقا.

* في النهاية بعد قدومكم للسعودية لإدارة الشركة ماهي ابرز الصعوبات التي شاهدتها في بيئة العمل في السعودية؟

- أعتقد ان صعوبات بيئة العمل في السعودية مشابهه لأية صعوبة في بيئة العمل لأية شركة ناشئة في سوق كبيرة ومتطورة وفيه منافسون كبار وعمالقة ونفس التحديات فوجودي هو للتأكد من ان زين السعودية تسير بذات الاستراتيجية التي تسير عليها مجموعة (زين) وتتكامل مع هذه المجموعة لتقدم خدمة أفضل وتكلفة أفضل وعالما اجمل لعملائنا فزين السعودية هي الدرة في تاج المجموعة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد