نحن في هذا الوطن: كل مسؤول يكمل البناء الذي بدؤه سلفه بدءاً من قادة هذا الوطن ومروراً بوزرائه وحتى رؤساء أصغر الأقسام في وزارة أو مصلحة، لسنا - بحمد الله - من تلك الأمم التي كلما جاءت أمة لعنت الأمة التي سبقتها بل نحن على مبدأ قرآننا.. {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}.
|
من هنا كم أمطرتني سحائب الارتياح عندما فوت الوزيران الخلوقان وزير الصحة السلف د. المانع والوزير الخلف د. الربيعة، فوتا الفرصة على تغطيات بعض الصحف بل بعض مسؤولي وزارة الصحة وتصريحاتهم غير المسؤولة - مع الأسف - بهدف الإثارة والتشويش، من خلال توظيف فهم خاطئ لتصريح لمعالي د. الربيعة، لكن أثبت الوزيران أنّ صحة المواطن فوق كل إثارة، لقد شدّني وزير الصحة السابق عندما رفض التعليق على ما تم تداوله في موقف عقل واتزان، ثم جاء التصريح والتوضيح الرشيد الذي قطع (جهيزة) كلّ إثارة من قِبل د. عبدالله الربيعة حول ما دار من مشاريع الوزارة السابقة، مؤكداً أنه جاء يكمل ما بدؤه سلفه وأنه ليس هناك مشروعات تم إلغاؤها، وقد جاء في التصريح المتزن:
|
(وزارة الصحة تؤكد أن جميع المشاريع لا زالت قائمة وأن ما تم تداوله لا يعد كونه سوى مجرد اختلاف في المسميات التي لا تؤثر على خطط الوزارة وهي تقدر جهود الوزير السابق د. حمد المانع). هذا التصريح الموفّق طمأن المواطن، فمشاريع الوزارة كلها قائمة، وإنّ ما تم تداوله إنْ هو إلاّ اختلاف في المسميات وهذا ما يهمنا كمواطنين، فالمشروعات مستمرة حسب الاعتمادات لها مع إدراكنا أنّ توفير الخدمات الصحية ليس فقط بتجهيز مبانٍ فقط، بل لها متطلّبات كبيرة من الكوادر الصحية الشحيحة والأجهزة الفنية الراقية والتشغيل الدقيق بهدف توفير أفضل الخدمات، لأنّ هذا هو هدف قيادة هذا الوطن وما يعمل من أجله المسؤولون بوزارة الصحة، لتمثّل هذا الهدف النبيل على أرض الواقع، وعلينا الانتظار وعليهم الإنجاز.
|
|
|
وأيّ الأرض أسكنها ارتياداً..!
|
** (وهوَّنتُ الخطوب عليّ حتى
|
|
|
وأي الأرض أسلكها ارتيادا)
|
أكاد أقسم - وإنْ لم يكن عليّ يمين - أنّ هذا الشاعر لم يكن صادقاً.. ولكنها روح اليأس التي تلبّسته من الناس.. وغدر الناس فتساوى لديه طيِّبهم ورديئهم، درهمهم ودينارهم، شريفهم ووضيعهم، فأطلق - بعد هذه الحالة - هذا النغم البالغ أعلى حدود اليأس..!
|
إنّ هذه الخطوب التي أصابته من الناس وبسبب الناس، جعلت (المعري) يتملّكه ما يطلق عليه علماء النفس (الإحباط) فلم يعد يقيم معياراً لشيء.. ولم يعد يعبأ بشيء، ولا جرم أنّ المعري كان في قمة تشاؤمه وهو يطرح هذه الرؤية نحو الناس.. ولكن من الصعب أن نسرف في لومه فلعلّ له عذراً من غدر الأصدقاء والأعداء معاً مما جعله يطلق هذه المقولة المتشائمة.
|
ولربما لو كان في وضع آخر لوجد الفرق كبيراً بين إنسان يفيض محياه خيراً وحباً، وآخر ينفث وجهه غِلاً وشراً.. ولوجد مدى بعيداً ما بين أرض تمنح الورد وأخرى تفوح بالرماد..!
|
|
|
|
** قرأت هذه الكلمة في لحظات.. وظللت أتأمل في صدقها وعمقها ساعات. قال يحيى بن معاذ - رحمه الله -:
|
( على قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر حبك الله يحبك الخلق، وعلى قدر شغلك بالله يشتغل الخلق بأمرك).
|
|
|
|
** من أبيات أخاذة بعثها إليّ أديب العسكريين اللواء عبدالقادر كمال، فيها لهفة العشق وحرقة العتب:
|
( قفي أحدِّثك لا لوم ولا صخَب |
ولا عتابٌ ولا عذل ولا غضب |
قفي أحدِّثك وأنسيْ ماضياً غَرِدا |
لا تذْكريه فما في ذكره أَرَب) |
الرياض: 11499 |
ص. ب: 40104 |
فاكس: 014565576 |
|