الشباب والتنمية، التخطيط لاستثمار الطاقات الشابة، بناء قدرات الشباب، مقومات تمكين الشباب، هذه هي محاور (منتدى الغد 2009: نحن والشباب شراكة)، والشباب لم يكونوا جبناء أو مترددين عندما منحتهم اللجنة....
....المنظمة لهذا المنتدىفرصة حضارية ليقولوا كلمتهم التي هي حجر الزاوية في صناعة المستقبل فقد طرحوا الكثير والكثير من قضاياهم حسب رؤيتهم الجريئة والحالمة في آن واحد بغد أفضل، فقد رشحوا عددا من القضايا التي تشغلهم جدا ومن أبرزها: التحديات التي تواجههم في قضايا التعليم ومدى مواكبته لسوق العمل السعودي، والبطالة، وتغييب الشباب عن المشاركة في صناعة القرار والقيادة.
من خلال متابعتي للعديد من السجالات الإلكترونية والمجالس المفتوحة يمكنني تلخيص رؤية الشباب حول هذا الحدث بل المبادرة المهمة لمركز نيارة للمؤتمرات والمعارض في التعامل مع الشباب الذين يمثلون 60% من عدد السكان بالمملكة، فيما يلي: ن مطالب الشباب والعوائق التي تعطل أحلامهم أكثر بكثير من أن تحصر، وهم - بلا شك - يحتاجون إلى أكثر من حوار لنصل معهم إلى نقاط التقاء مناسبة نرسم من خلالها معمار المستقبل الذي يريدونه ويحلمون به، والشباب محتاجون جدا إلى قنوات مفتوحة على الدوام وبشكل مؤسسي مدروس لطرح آرائهم وهمومهم بعيداً عن الروتين في المؤسسات الحكومية المعنية بمستقبلهم مما يعطي الشباب والشابات الثقة بالنفس، عندما يلمسون أن نقاشنا معهم على كافة الأصعدة هو - باختصار - نقاش ممزوج بتحد يقوم بالدرجة الأولى على الفكر وليس غيره. منتدى الغد عليه - في نظري - مسؤولية كبيرة لأن 84% من سكان المملكة تحت سن الأربعين، و50% تحت العشرين عاما، وهو يهدف إلى تعزيز دور الشباب كشريك في الرؤى والمسؤوليات والأعباء والطموحات التنموية خاصة ونحن في المملكة نمر بمرحلة حرجة من مسيرتنا التنموية التي تتطلب الدقة في التخطيط للمستقبل الذي يحتاج بالدرجة الأولى إلى معرفة موضوعية عن واقع الشباب مما يحتم على كافة المؤسسات المعنية بالشباب إلى تطوير إمكاناتهم وبناء قدراتهم للمساهمة بدور فعال في تحقيق أهداف التنمية الشاملة، وأن ذلك يأتي من خلال استقطاب الريادات المجتمعية من قطاعات الأعمال، والاستثمار، والإعلام، والمؤسسات الأكاديمية والفكرية في الداخل والخارج بعيدا عن النظرة المتشائمة لبعض الكبار تجاه الشباب في هذه المرحلة والمبنية على بعض مشاهداتهم لممارساتهم في الأسواق والمقاهي وفضاء الانترنت، من خلال التقليعات والموضات الغريبة التي بدأت تتسلل لبلادنا بعيداً عن أعين الرقابة، ووجدت - للأسف - رواجاً كبيراً بين أبنائنا فأصبحنا نراهم يلبسونها غير آبهين بخطر ما يفعلون، فمن موضة بناطيل (طيحني) إلى بناطيل (سامحني يا بابا) إلى رموز أخرى مختلفة المنشأ والهدف، بعيدا عن هذا كله، أسجل أنني أول المتفائلين بشبابنا
والسؤال الحلم:
متى نقترب أكثر وأكثر إلى عقول الشباب؟ بل متى ندخل إلى عقولهم ونتعرف على همومهم، قبل أن يخترقهم المجهول؟ إن (منتدى الغد 2009) هو محاولة جادة من مؤسسات المجتمع المدني للتواصل مع الشباب، تكمل جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في هذا الشأن، والتي من آخرها اللقاء الموسع عن البرنامج التدريبي للحوار الأسري بمشاركة أكثر من 150 مؤسسة اجتماعية وخيرية والذي أقيم في مدينة الرياض.