أثناء مشاهدتي لبرنامج الجولة في الأيام القليلة الماضية شدني حوار رئيس نادي الاتحاد المهندس جمال أبو عمارة على هامش نقل قناة العميد أحد تدريبات الفريق الاتحادي حيث تحدث أبو عمارة عن بطولة دوري المحترفين السعودي وعن أبطال الإنجاز ثم أفاض بالحديث عن عضو شرف نادي الاتحاد ورئيسه السابق منصور البلوي مؤكدا بأنه أكثر شخص يحب ناديه في العالم! طبعا من حق المهندس جمال إبداء رأيه ومن حقنا أيضا كمتابعين إبداء رأينا كذلك، في البداية أنا لا يعنيني بأي شكل من الأشكال الشأن الاتحادي باستثناء وقت تمثيله للوطن في أي محفل سواء إقليميا أو قاريا، ففي هذه الحالة أهتم بفريق الاتحاد كما أهتم بالهلال والشباب والاتفاق في المعترك الآسيوي القائم حاليا لكونهم سفراء الكرة السعودية، ونتمنى لهم جميعا كل التوفيق والسداد لأن المنجز في نهاية المطاف سيسجل باسم المملكة العربية السعودية، وبناء على ذلك عندما يمدح رئيس نادي الاتحاد عضو شرف ما أو يذمه فهو شأنه وجمهور ناديه هم ربما الذين من حقهم موافقته على توجهه هذا أو الاعتراض عليه، وبما أني لست من جمهور نادي الاتحاد فلا يحق لي الحديث عن شأن اتحادي داخلي لذلك فإن هذه الأسطر تنطلق من الجزئية السابقة التي ذكرها أبوعمارة في معرض حديثه، أنا لا أوافقه الرأي بأن البلوي أكثر شخص في العالم يحب ناديه فهناك أناس على مستوى المملكة وليس على مستوى العالم من وجهة نظري هم أكثر حباً لأنديتهم من البلوي، وسأكتفي بإيراد نموذجين فقط الأول صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عضو شرف النادي الأهلي ورئيسه الأسبق والثاني صاحب السمو الأمير الراحل عبدالله بن سعد بن فهد رحمه الله عضو شرف نادي الهلال ورئيسه الأسبق، وسأبدأ بالأمير خالد الذي بدأ حياته الرياضية لاعباً في صفوف ناديه المحبب إليه النادي الأهلي قلعة الكؤوس وبعد ابتعاده عن المستطيل الأخضر استمر في دعمه وعطائه من عدة مواقع دون كلل أو ملل ولم يكن يظهر للإعلام إلا نادراً جداً بل إنني لا أتذكر له لقاء تلفزيونيا إلا عندما حقق الأهلي بطولة كأس سمو ولي العهد موسم 2007م إثر فوزه على الاتحاد بهدفين مقابل هدف سجلهما تيسير الجاسم ومالك معاذ حيث أجرت القناة الرياضية حواراً تاريخيا مع سموه كأول لقاء مرئي لسموه حسب معلوماتي وأعتقد بأن قناة أبوظبي الرياضية أجرت أيضاً مع سموه حوارا بعد تحقيق الأهلي بطولة أبطال الخليج الأخيرة إثر فوز على النصر بثلاثة أهداف دون مقابل في مجموع المباراتين إذن لم يكن يهدف سموه من دعمه للكيان الأهلاوي الظهور الإعلامي لأنه في الأساس ليس بحاجة لذلك فهو قامة رياضية شامخة وتتجلى أبها صور الدعم في إنشاء أكاديمية باستقطاب المواهب الناشئة وإعدادها بشكل سليم وعلمي ليكونوا مستقبلا نجوما بارزين يخدمون نادي الأهلي إذن فسمو الأمير خالد منذ أن كان لاعبا ثم إداريا ثم عضو شرف ورئيس مجلس أمناء أكاديمية الأهلي وهو مستمر في دعمه ومؤازرته ماديا ومعنويا وربما في بعض الأحيان على حساب صحته وهذه حقيقة ذكرها سموه في لقائه مع الإعلامي منصور البدر عبر القناة الرياضية عندما تحدث عن نهائي كأس سمو ولي العهد 2007 حيث قال: إنه لم يحضرها بل كان يؤدي تمرين المشي عبر جهاز السير بعيداً عن أجواء المباراة، وأنه منذ زمن طويل لا يحضر المباريات الحاسمة التي يكون طرفها النادي الأهلي بسبب نصائح الأطباء! إذن شخصية بهذه المواصفات تستحق أن يطلق عليها أكثر رجل يحب ناديه.
النموذج الثاني الذي ربما لم يتذكره المهندس جمال وهو يغدق المدائح للهمام الماجد منصور البلوي هوصاحب السمو الأمير الراحل عبدالله بن سعد رحمه الله أحد رموز نادي الهلال والرياضة السعودية والعربية وحديث عنه اليوم هو حديث ذكريات الطفولة الجميلة عندما كنت أذهب مع شقيقي لنادي الهلال لمشاهدة تمارين الفريق الأول وألمح سموه رحمه الله من بعيد وحينها كنت في بداية المرحلة الابتدائية فارتبطت صورته في ذهني بالهلال، فما إن أشاهد الهلال أتذكر سموه، وما إن أشاهد صورة سموه رحمه الله إلا ويخطر في بالي مباشرة الهلال، الأمير عبدالله بن سعد الذي بدأ مشواره مع عشقه وعشق الهلاليين نادي الهلال الزعيم والنادي الملكي برئاسة رابطة المشجعين، ثم تدرج حتى وصل لرئاسة النادي كان أمثولة حية وأنموذجا فريدا على أرض الواقع عندما يحب الشخص ناديه، ويسترخص دونه كل غال في سبيل انتصاراته هل أحدثكم عن دعمه المادي السخي للفريق الأزرق أو وقوفه مع اللاعبين في كل الظروف التي تواجههم أم أكتفي بما قاله مسؤول السنترال في قصر سموه الذي يعرفه الجميع عندما كان سموه يعطيه التوجيهات بعدم تحويل أي مكالمة هاتفية له وقت النوم إلا لأمر طارئ جدا أو إذا تعلق الأمر بالهلال! ويشاء الله سبحانه وتعالى أن يلبي أميرنا المحبوب نداء ربه إثر حادث مروري مؤسف حينما كان متوجها لمنطقة القصيم لحضور مباراة الهلال مع النجمة عام 1415هـ في الحقيقة إن الحديث عن شخصية رياضية فذة بحجم عبدالله بن سعد رحمه الله لا يمكن أن يختزل في أسطر عابرة، ولكن الهدف هو معرفة حقيقة ثابتة بأنه إذا كان هناك لقب لأكثر شخص يحب ناديه فلا شك بأن أبا فيصل رحمه الله أحد أهم من يستحقون هذا اللقب، والنماذج في وطننا الغالي كثيرة ولكن اكتفيت بذكر رمزين مهمين في الكرة السعودية ما كانوا ليصلوا إلى ما وصلوا إليه لولا الحب الذي يحملونه لأنديتهم لم يكونوا طارئين في المشهد الرياضي ولم يأتوا للوسط الرياضي من النافذة ولم يقربوا لمجالسهم أشخاص غير محترمين لتنفيذ الدسائس في الوسط والمهم لم يحرصوا أبدا على فلاشات المصورين وإضاءات التلفزيون وأثير الإذاعة بل كان همهم ينصب على خدمة أنديتهم بكل ما يستطيعون دون انتظار الثناء والرضا من أحد لذلك أحبهم الناس واحترمهم، وكما أنه يستحيل للماء أن يروب فإن الفقمة يستحيل أن تتحول إلى جواد أصيل.. ودمتم سالمين.
محمد السالم – الرياض