Al Jazirah NewsPaper Friday  24/04/2009 G Issue 13357
الجمعة 28 ربيع الثاني 1430   العدد  13357
هل من الممكن أن نقول (النصر أفضل من الهلال)؟

 

منذ أن انتهت قرعة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وأصبح لقاء الديربي منتظرا ينتظره الشارع الرياضي بمختلف فئاته لا تجد حديثا إلا عن أفضلية الهلال الفنية وتفوقه الواضح على منافسه التقليدي النصر، وهذا أمر صحيح لا يمكن أن نتجاهله لعوامل كثيرة لعل أبرزها حجم (الإنفاق) فما دفع من مبالغ مالية كبيرة هذا الموسم لتجهيز الهلال يكاد يكون أضعاف ما أُنفق على النصر.

نعود إلى الأحداث التي حصلت قبل مباراة النصر والهلال، فما حدث للاعبين النصر من الإعلام أمر ليس بالسهل، خصوصاً إذا ما عرفنا أن لاعبين النصر كانوا يقرءون ويشاهدون كل ما يكتب ويقال عنهم عبر الصحف والبرامج الرياضية ولكم بعدها أن تتخيلوا لاعب يقرأ عن نفسه بأنه لاعب أقل من عادي، ومكانه في أندية الدرجة الأولى، ولن يحقق النصر أي بطولة طالما هو معتمد على مثل هؤلاء اللاعبين، تُرى كيف سيدخل هذا اللاعب المباراة وبأي نفسية سيخوض لقاء مهم ومصيري؟! أليس إنسان يتأثر بكل ما يدور حوله!! لهذا دخل لاعبين النصر اللقاء، وهم في غاية الارتباك بعد أن صُور لهم بأن الهلال بنجومه سيكون حاضراً وربما بنتيجة تاريخية لم تحضر في مسيرة النصر منذ تأسيسه، وقد اتضح هذا الأمر منذ الدقيقة الأولى للمباراة. علماً بأن الهلال يمر وقتها بظروف صعبة لعل أبرزها خسارته لدرع الدوري الذي بذل فيه مجهود كبير طوال الموسم ومن وجهة نظري الهلال فنياً أراه أفضل من الاتحاد ولو قدّر واستمر وجود خالد عزيز داخل الملعب دون أن يُطرد لكان درع الدوري الآن في خزينة الهلال.

في الهلال وقبل المباراة تحديدا وجد الدعم المعنوي المباشر والغير مباشر فالمباشر كان من إدارة النادي وأعضاء شرفه والغير مباشر كان من الإعلام فقد وصفوا خسارة الدوري بالأمر العادي طالما أن الفريق قدم مباراة كبيرة ومستوى عالي رغم النقص (وهذا صحيح) وساعدوهم على تجاوز أزمتهم بعبارات المدح والإشادة (وهم يستحقون ذلك) عطفاً على ما قدموه، واعتبروها كبوة سيتجاوزها نجوم الفريق. هنا تحديداً وضح الفرق بين ما طرحه الإعلام بحق لاعبين النصر مما أفقدهم التوازن والثقة وما طرحه بحق لاعبين الهلال وساهم في رفع معنوياتهم قبل اللقاء، ولن تجد تفسير لحالة الارتباك التي شاهدناها على لاعبين النصر أثناء المباراة أفضل من هذا التفسير.

تقدم النصر في الدقيقة 22 من زمن المباراة وستمر تقدمه حتى الدقائق الأخيرة من المباراة وجاء التعادل وانتهت المباراة وأمسكت بالريموت كنترول وأخذت أتنقل بين القنوات الناقلة للقاء فكانت المفاجأة بنسبة لي كأقل تقدير فما سمعته لم يكن واقع المباراة مئة في المئة، جميع المحللين وبلا استثنى وبما فيهم الأسطورة ماجد عبدالله بخسوا لاعبين النصر حقهم، بل مَن أراد منهم أن ينصف أداء الفريق قال إنه تكتيك المدرب الذي لعب وفق إمكانيات لاعبيه رغم أن تلك الإمكانات حبست أنفاس منافسة حتى الدقائق الأخيرة من المباراة، كان يفترض منهم أن يتطرقوا إلى قدرة الفريق كأفراد على تنفيذ التكتيك المطلوب منهم، أليس ألاعب الجيد هو مَن ينفذ ما يطلب منه داخل الملعب!!

لن تجد لاعب كرة قدم واعي لا يرحب بالنقد حتى يستفيد ويصحح أخطأه لكن النقد المتزن البعيد عن التجريح فعلى سبيل المثال أحد المحللين بعد المباراة يتحدث عن التون ويقول (هذا هو التون اللي طائر فيه الجمهور.... وش سوى اليوم!!؟) عبارة كهذه ليس لها علاقة بالتحليل الفني وربما تقبلها من مشجع عادي وبسيط تحكمه عواطفه لكن من محلل ونجم (صعب). كثيرون مع الرأي الذي يقول بأن خالد الشنيف يعتبر أشهر محلل سعودي، يعرف كيف يجعل المتابع يعيش سير المباراة من بدايتها وحتى نهايتها مع شرح للايجابيات والسلبيات لدي أي من الفريقين.

أنا هنا لا أقول بأن النصر كان جيد فالمباراة إجمالاً ومن الفريقين كانت بعيده عن المستوى المطلوب ولا تليق بالفريقين لكن النصر اتبع في هذه المباراة الأسلوب الأمثل لخوض بطولة قصيرة كهذه وهو البحث عن التسجيل ومن ثم المحافظة على النتيجة وقد كاد ينجح في هذا الأمر باستثناء الدقائق الأربع الأخيرة من المباراة.

النصر يحتاج فعلاً لبعض الإضافات، لم يوفق في الأجانب هذا صحيح لكنه مازال يملك القدرة على الظهور وخصوصاً أمام الكبار كالهلال فالمنطق ذاته الذي سلكه كل النقاد قبل المباراة كان يفرض فوز الهلال وبنتيجة تزيد عن الهدفين لكن هذا لم يحدث. النصر قدم موسم إجمالاً ليس سيئاً كما يصفه البعض ولم يكن جيدا في نفس الوقت يُرضي الطموح لكنه لا يجعلنا متشائمين لهذه الدرجة بدليل حضوره في نهائي الخليج،ونهائي كأس الأمير فيصل بن فهد الذي خسره بركلات الترجيح، وأقصى بطل الدوري مرتين من بطولتين مختلفتين لهذا أنا أقول النصر لم يكن بذلك السوء هذا الموسم.

يجب على الجهاز الفني والإداري أن يذكر ذلك للاعبين حتى يستعيدوا بعض من ثقتهم بأنفسهم فما يقال عنهم كفيل بجعلهم يعتزلون الرياضة ويكرهوا ممارستها، فعندما تقول لموظف عندك أنت غير منتج ولا احتاجك، لكنه في نفس الوقت مفروض عليك هل بعد ما قلت عنه ما قلت ستجد منه تحسن وزيادة في الإنتاج!؟ بطبع لا.. هذا ما ينطبق فعلاً على لاعبين النصر تماماً.

لاعبين النصر لا يملكون الدعم المعنوي سواء من إدارتهم فقط بينما الأندية الأخرى المنافسة تجد الدعم المعنوي من مصادر كثيرة إذن الكفة هنا لا يمكن أن تكون متساوية.

بعد كل ما ذكرت.. هل من الممكن أن نقول النصر أفضل من الهلال؟

سلطان الزايدي


zaidi161@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد