Al Jazirah NewsPaper Friday  24/04/2009 G Issue 13357
الجمعة 28 ربيع الثاني 1430   العدد  13357
المؤرخ الرياضي (محمد القدادي) في تعقيب على الدكتور (الساعاتي):
تجاهل جهدي في توثيق التاريخ الحقيقي لتأسيس اتحاد القدم وانتسابه للفيفا

 

سعادة الأستاذ محمد العبدي - سلمه الله -

مدير تحرير للشؤون الرياضية بجريدة الجزيرة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

** اطلعت متأخراً على ما نشر للأخ د. أمين ساعاتي على حلقتين نشرتا في العدد رقم 12692 وفي العدد رقم 12699 من جريدة الجزيرة (عبر صفحة أوراق من تاريخنا الرياضي)- حيث اورد تسليطا للضوء على تاريخ الأمير عبدالله الفيصل - يرحمه الله- وفيها تفاصيل أول ذكر واعتراف بمجلس الشورى السعودي بالرياضة عام 1351هـ وفي الحلقة الثانية عن التاريخي الحقيقي لتأسيس اتحاد كرة القدم ولانتسابه باتحاد كرة القدم. وقد لفت نظري أن الأخ (د. الساعاتي) قد استند إلى معلومات نشرت لأول مرة من خلال أبحاثي المتعددة التي بذلت فيها المال والوقت والجهد والتحري والتفكير والتأمل حتى استطعت أن افترضها أولاً ثم الإثبات لها بعد سنين طويلة، ولي فيها الحق التاريخي والعلمي عند الإشارة إليها، خاصة من كاتب وباحث يحمل شهادة الدكتوراه ويعرف قيمة ذكر المصادر والحقوق فيها. أن هذه الأبحاث التي لم يسندها عزيزنا (د. الساعاتي) إلي في المراجع كنت أول من نشرها وبحث فيها، ولم تكن معروفة قبلي، بل مجهولة تماماً حتى كشفتها أبحاثي العلمية التاريخية الموثوقة، بل أن بعضها كانت مستنكرة منه ورافضاً لها في نقاشات صحفية سابقة تمت معه في جريدتي المدينة والرياضية عامي 17-1418هـ، وها هو يعود اليوم وقد لاحظته من قبل فترة قصيرة وهو يروج لها كأنها من ابداعاته وتدوينه دون أن يشير إلي كصاحب حق علمي بحث في مرجعيتها البحثية وأصبحت من حقوقي، وإن أصغر باحث ليس حاصل على الدكتوراه بل يحمل الثانوية وأقل منها يعلم أهمية توثيق معلوماته التي ينشرها خاصة إذا كانت لزميل له في مثل سن أبنائه يجب أن يفخر بجهده وإنجازه ويعلم أنه أول من سجلها وكشف عنها.واسمح لي أن أشير إلى أن بعض نتائج أبحاثي أصبحت اليوم معتمدة ويستند إليها كأساس في المرجعية العلمية والتاريخية رغم غرابتها في بداية طرحي لها، لأنها بنيت على منهج علمي واضح أثناء البحث، ليست قابلة للتشكيك ولا للتحسين نشرها في الحلقتين التي نشرها تحت اسمه في جريدتكم وهي كالتالي:

1 - إعلان وثيقة الاعتراف رسمياً بالرياضة من مجلس الشورى:

كان لي شرف التوصل إلى هذه الوثيقة والمعلومات المتعلقة بها وأول ما نشرتها عام 1417هـ في بحث مقدم لجامعة الملك عبدالعزيز ثم نشرتها في جريدة الجزيرة العزيزة عام 1419هـ، مع الوثيقة الخاصة بها، ثم أعدت نشرها وتوثيقها في كتابي التاريخ الرياضي في عهد الملك عبدالعزيز الصادر عام 1419هـ، وفي كتابي عبدالله الفيصل رمز الريادة ومؤسس الرياضة الصادر عام 1422هـ، وأصبحت منذ ذلك التاريخ مرجعاً لجميع الباحثين، وجاء (د. الساعاتي) ونشرها بكل أسف في العدد 12692 دون الإشارة إلى صاحب الحق في مرجعية نشر هذه المعلومة، وهذا يتنافى مع أخلاق المؤرخين والباحثين وشرف المهنة، فهل يوحي للقارئ أنه هو الذي بحثها وتوصل إليها، أو كأنها كانت موجودة من السابق، وأنا أقف أمامه وأمام كل من يدعي أنها نشرت قبل أبحاثي والمدعى عليه الدليل الذي إذ صح فإني أقدم اعتذاري أمام الملأ له أو غيره.

2 - نشر وثيقة طلب التحاقنا بالاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا وجواب الاتحاد علينا وقد تشرفت أن كان لي شرف إعلان ونشر مضمون هذه الوثيقة لأول مرة في عام 1415هـ بعد أبحاث عديدة مع عدة أطراف على مدى سنوات حتى توجت بإعلانها بالنشر، استعنت فيها بعد إنهاء بحثي بالأستاذ مصطفى كامل منصور يرحمه الله والأستاذ عثمان السعد للحصول وثائق من الاتحاد الدولي أرسلاه بموجب طلبي منهما واستطعت بمساعدتهما لي في التراسل مع الاتحاد الدولي أن اثبت حقيقة تأسيس اتحاد كرة القدم عام 1374هـ الموافق 1955م والتحاقنا الدولية في يوليو 1956م - 1376هـ.

حق لي

وهذا البحث مسجل كحق شرعي قانوني وفكري وبحثي لي، لا ينازعني فيه بشر وقد اعتمد اتحاد كرة القدم السعودي ذلك مؤخراً وكان لاعضاء اتحاد كرة القدم والدكتور صالح بن ناصر للأستاذ أحمد عيد ود. حافظ المدلج وأعضاء الاتحاد الآخرين جهد في تعديل هذا التاريخ بناء على أبحاثي.وكنت قد بحثت عن مصطفى منصور يرحمه الله من قبل وفاته بعد أن تأكدت من المعلومات التي تؤكد أن الأمير عبدالله الفيصل أسس اتحاد كرة القدم في عام 1374هـ، واستطعت أن أحدد أسماء أول مجلس لأعضاء اتحاد كرة القدم لم يسبقني في ذلك أحد أبداً، ولم يسبق لأحد أن توصل لمعلومة أن مصطفى منصور أرسل خطاباً لتسهيل التحاقنا بالفيفا منذ عام 1372هـ ولم يتم ذلك إلا على مراحل حتى عام 1376هـ.

منصور

ولما عثرت على مصطفى منصور وكان في مصر حيا ذلك الوقت عام 1413هـ بدأت عملية تفكر ومراجعة وتأمل معه، وتأمل لتركيز هذه المعلومة كحقيقة حتى تذكر كل أحداثها لأنه نساها في أول الأمر، ثم أرسل لي رسالة بخط يده تؤكد ذلك، فكنت أنا الملهم له ولأفكاره ولاستعادته ذاكرته، وعندما تذكر كل شيء وكتبه لي، كنت أعرف أن البعض سيعارض مثل هذا الاكتشاف والتصحيح التاريخي، فطلبت منه شخصياً أن يرسل للاتحاد الدولي ويطلب الوثائق الخاصة لإثبات الحقيقة بدليل قطعي، وبالفعل تم ذلك وخلال ثلاثة أسابيع تقريبا جاء الجواب وعلى الفور بعث لي الوثائق.

السعد

ولم أكتف بذلك بل حدثت الأستاذ عثمان سعد وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب عن نتائج بحثي ودهش منها، وشجعني وطلبت منه مرة أخرى أن يراسل الاتحاد الدولي لما له من علاقات ويطلب وثائق أخرى جديدة.وبالفعل راسلهم بطلب مني قبل كأس 1994م بشهر فقط، وفوجئت أن الجواب جاء بعد أسبوعين تقريباً ومعها وثائق مما سبق أن أرسلوه لمصطفى منصور بطلب مني ووثائق أخرى جديدة وبهذا اكتملت الصورة التي وصلت إليها بأبحاثي.

المواجهة

وعندما حدثت مواجهة صحفية بيني وبين أخي العزيز (د. أمين ساعاتي) على صفحات جريدة المدينة وجريدة الرياضية عامي 1417هـ وصححت له معلوماته التي نثرها في كتابة تاريخ الحركة الرياضية في المملكة وقلت له إن تأسيس اتحاد القدم السعودي والتحاق المملكة باتحاد القدم بالاتحاد الدولي الفيفا ليس عام 1379هـ كما نشر في كتبه وما كان معتمداً في جميع الوثائق الرسمية، وإنما 1374هـ محلياً و 1376هـ دولياً غضب ونشر في إحدى حلقاته أني لا أفهم ومتطفل على التاريخ وفوجئت بعدها بسنتين أنه استولى على الوثائق التي نشرتها ونشرها في موسوعته التي هي جمع لكتبه السابقة مع تعديلات طفيفة فيها ولم يشر لي كمصدر مع أني نشرت نتائج أبحاثي في ربيع الأول عام 1415هـ في جريدة الندوة وفي كتابي المنتخب السعودي في كأس العالم الصادر عام 1416هـ وهو عندما نشرها في كتابة وأعلن للملأ خطأه في التاريخ السابق 1379هـ لم يشر إلى صاحب الحق الذي سبق أن خطأه حتى لو ادعى أي ادعاء آخر إعادة الحق.

أني أرجو من أخي د. أمين ساعاتي أن يحافظ على تاريخه وعلى ما حققه من جهود لا نستطيع أن ننفيها وإن كانت في غالبها يغلب عليها الهوى والتذبذب وعدم الثقة والتناقض والاختلاف في نفس الكتاب، فقد أظهرت له بعض أخطائه في مسجلاتي السابقة معه قبل أكثر من عقد من الزمان، وكان يجب أن يكون أكثر فهماً ودراية، ويتجنب أخذ حقوق الآخرين، وبالذات زملائه وكان عليه أن يشير إليهم ويعطيهم حقهم الفكري والأدبي المعنوي والبحثي اللازم حتى يعطوه حقه بالمقابل. وددت أن أشير إلى هذه الحقائق حتى يعرف القارئ الكريم من الذين يعمل ومن الذي أخذ جهد غيره في رابعة النهار، وختاماً تقبلوا فائق تحياتي وتقديري لكم..

والله الهادي إلى سواء السبيل

المؤرخ: محمد بن علي القدادي
رئيس تحرير جريدة الوسط الرياضي



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد