مكة المكرمة - مكتب الجزيرة
من حياة الجهل والغفلة عن دين الله تعالى والانشغال برعي الأغنام وسط صحراء نائية شمال شرق مكة المكرمة إلى حافظتين غارقتين في حضور جلسات تحفيظ القرآن الكريم وقائمات الليل ومستثمرات لمواسم العبادة.
تلك هي قصة أم عبدالعزيز وسلمى اللتين تجاوزتا الأربعين من العمر، وقد التحقتا بحلق القرآن في قريتهما النائية دون أن يتعلما القراءة والكتابة، مما دفعهما إلى المطالبة بفتح فصل لتعليم الكبيرات لمساعدتهما على التوسع في حفظ كتاب الله.
تلك هي القصة الأبرز التي استوقفت صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالله بن عبدالعزيز أثناء رعايتها للحفل السنوي الكبير الذي أقامته الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الجموم وسط حضور نسائي حاشد، حيث كان في استقبال سموها رحمة محضار إحدى أبرز الوجوه النسائية الداعمة لحلق ودور القرآن الكريم ومديرة القسم النسائي بالجمعية عالية التميمي، فيما حضر الحفل دكتورة وفاء المزروع عميدة شؤون الطالبات بجامعة أم القرى.
الحفل الذي اعتبرته أوساط نسائية في الجموم عرساً قرآنياً اشتمل على عرض مرئي لمنجزات الجمعية وتلاوات لحافظات صغيرات وكلمة الخريجات ونماذج لتلاوات الخريجات، فيما ألقت عالية التميمي المشرفة على القسم النسائي كلمة أوضحت فيها أن الجمعية تشرف على أكثر من (6447) طالباً وطالبة يدرِّسهم نحو (278) معلماً ومعلمة، موزعين في (86) حلقة للطلاب و(223) فصلاً للطالبات، وخرجت أكثر من (500) حافظ وحافظة، فيما تجلى كرم سمو الأميرة صيتة بمنح الحافظات جوائز مالية، وقامت ابنة خادم الحرمين الشريفين بتكريم الداعمات والمميزات في خدمة كتاب الله بدروع تقديرية ومنهن السيدة رحمة محضار عقيل التي أسست أول دور نسائية لتحفيظ القرآن الكريم في الجموم، فيما تم تكريم الدور القرآنية المتميزة للعام الجاري، وهي: دار أم رقية، ودار الروضة، ودار أم حبيبة، ودار الرحمة، ودار أم حميد.