لا يزال صدى صوتها معلمتي في المرحلة الابتدائية يملأ صدري ومخابئ ذهني، كانت تقول أو بما معناه: (كل رقم قابل لقسمة نتيجتها رقم صحيح هو مضعَّف..) وحصة الرياضيات أمتع الحصص في حينها،.. إذ شرعت لي كل ما جاء من بعدها من حصص التفكير...!
* * وبناء على ذلك وجدت بأن كل عملية ذهنية هي غوص في مكونات ليست ظاهرة بل خفية، لكنها قابلة للتحليل، وكل عملية تحليل هي إبحار..
* * وهم هؤلاء البحارون يملكون مهارات فذة حين تكون مجاهر صدورهم تتناغم مع مجاهر عيونهم، مع مجاهر أذهانهم..
** ومن ثم يبدو أن كل ما استكشفه وسيفعل الإنسان سيجد في النهاية أنه نتيجة لمضاعفات بدأت برقم ثم انتهت لما يقسم عليه من ذاته..
** حين سجلت تاريخ اليوم الخميس في مبتدأ المقال، لمحت أن الأرقام تقسم على بعضها دون زيادة، وعلمت بأنها كتلة زمن تراكم وتضاعف وامتزج والنتيجة هو هذا التأريخ الذي نقف فوق أديمه، وما نلبث أن سنغادره عند منتصف الليلة..
** هذا التركيب ليس المهمش في حياتنا نستيقظ فيه على انتظارات: متى، ومن، كيف، وأكيد، ولابد، وعلينا،.. كلها ليست قائمة أوامر نخضع فيها ذواتنا إرادتنا وقراراتنا وحدها بل هناك ما نجد أننا خاضعون له بفعل لا إرادي، فاليوم الذي هو جزء من أيام، التي هي جملة من زمن أقله أسبوع وأفسحه سنة وأمد أعوام، تتكرر فيه الأسماء والصفات بل لا تتكرر فيه المضامين، وهي إن تشابهت لكنها لا تتطابق,.. والدليل أن يوم 27 يتكرر في كل شهر، بمثل ما يرافق في كل سنة الشهر رقم 4 لكن السنة التي يعودان فيها لا تتكرر,...
ترى في السنة الآتية وفي يوم 27-4 -1431 ما الذي سيحدث ونتيجة قسمة أرقام عددها ليست رقماً صحيحاً؟..
ما الذي سيؤول إليه النصف الفائض فيه؟ ومن البحار القادر على اكتشاف خبايا مكنون ذلك التاريخ..؟