Al Jazirah NewsPaper Friday  24/04/2009 G Issue 13357
الجمعة 28 ربيع الثاني 1430   العدد  13357
مسابقة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم
د. عواطف عبد العزيز الظفر *

 

قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقد قيض الله لهذا الذكر في كل زمان رجالاً نور الله قلوبهم وعقولهم ليكونوا قادة البشرية نحو حضارة إنسانية سامية. ومن زمننا سمو الأمير سلمان الذي شاء الله أن يرعى حفظة القرآن الكريم. يحفزهم ليتسابقوا نحو الأداء الأمثل لهذا النص المعجز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} إنه وال من ولاة الأمر في هذه البلاد الطيبة الذين اعتنوا بكتاب الله الكريم حفظاً وتلاوة وتشجيعاً. فالمملكة العربية السعودية - انطلاقاً من رسالتها السامية ومكانتها الدينية المتميزة - بصفتها مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية ومهوى أفئدة المسلمين - قد أولت كتاب الله عز وجل فائق العناية والرعاية، فهو دستورها الخالد ومصدر تشريعها، ونبراسها في شؤون الحكم والحياة فأنشأت صرحًا شامخًا هو (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة) يهتم بطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه ونشره في أرجاء المعمورة، وأطلقت المسابقات التي تدفع الشباب في مختلف الأعمار لملء أوقاتهم بما ينمي عقولهم ويقوّم سلوكهم ويرقى بأخلاقهم وأشهرها مسابقة جائزة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم.

ويتزايد عدد المشاركين بهذه المسابقة يوماً بعد يوم لتثمر في كل عام عدداً من الحفظة هم نخبة المجتمع المباركة بثت فيهم هذه المسابقة روح المنافسة الشريفة للفوز بجوائزها الدنيوية والأخروية كما ساهمت في تهذيب السلوك، وشغل الأوقات بما يعود عليهم بالنفع في الدارين.

وفي هذا العام تأخذ الجائزة قيمة خاصة بعد الانهيار الاقتصادي العالمي وتفشي الإرهاب في العالم نتيجة لابتعاد الإنسان عن هدي الله الذي يرقى به أخلاقياً ومادياً فالقرآن الكريم {يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}، فقد أقر خبراء الاقتصاد في العالم أن النظام الإسلامي هو الحل للخروج من الأزمة التي عصفت بالعالم وجوعت فقراء العالم. والقرآن بما يدعو إليه من الاعتدال والوسطية والمحبة والعدل والمساواة هو ملجأ الإنسان من الإرهاب الذي حول الإنسان إلى وحش مفترس يخبط خبط عشواء على هامات البشر.

وسواء اعترف الغرب بفضل القرآن أو أنكروا فإن فيه الحل الذي يدعم حضارة الإنسان ويمنعها من الانهيار. عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).

فالمسابقة ليست لحفظ نص لغوي تتوخى فيه مهارات الحفظ وإنما مسابقة لاستيعاب فلسفة الإسلام المبشرة المتحضرة التي قادت العرب يوماً إلى قمة المجد. إنها تحيي أملنا بالعودة إلى القمة

فهنيئاً لمؤسس هذه الجائزة صاحب السمو الملكي سلمان بن عبدالعزيز هذا الفضل: بذله وتشجيعه. إن هذه المبادرة الحسنة امتداد لما عرفناه عن قادتنا - وفقهم الله - ولمسناه من حبهم للقرآن الكريم، والعناية به وبذل المال وتسخير الإمكانيات لتقديم خدمة تليق بمكانة الكتاب الكريم.

وهنيئاً للحفظة وفقهم الله لما سخروا أنفسهم له وجزى الجميع ما يستحقونه من الخير.

* عميدة كلية التربية للبنات بالأحساء (الأقسام الأدبية)



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد