ذكرت في المقال الماضي صوراً مشرقة من مواقف سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف، ومما يشرف الإنسان ويفخر به، أن تكون ولاية هذه البلاد بيد ذرية الأئمة الذين أسسوا هذا الكيان الشامخ (المملكة العربية السعودية) على شريعة الله تعالى ومنهج السَّلف الصالح، وأقاموا في الناس العدل ورفعوا راية البر وجمعوا الأمة على أسباب الوحدة.
ويبرز اسم سمو الأمير نايف كأنموذج معزّز للقيم والانتماء والوحدة في مجتمعنا، وصلته بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أسلفت، صلة الرعاية والاحتضان، أسأل الله أن يضاعف له الأجر، ذلك لعميق رؤيته ودقيق فقهه في قيمة هذه الشعيرة في كيان الدولة المسلمة، وأنه من أهم واجبات الإمامة الكبرى، وسموه الكريم زاد على ذلك تبنِّي الدفاع عن الجهاز أمام الحملات غير الموفقة والمغرضة أحياناً، ومن نماذج ذلك توليه إزالة اللَّبس بعد تداعي أهل الشائعات للنشر عن مسؤولية الهيئة في حادث مدرسة البنات، فأبان سموه أنّ جهاز الهيئة لا صلة له بتلك الحادثة، وأسكت بموقفه تلك الأصوات المتعجّلة.
وفي لقاءات سموه بمنسوبي الهيئة الرسمية والخاصة، يفيض من قلب ولسان سموه عبارات الإيمان بقيمة هذه الشعيرة ومساندتها ظاهراً وباطناً، ومن ذلك ما أعلنه خلال ملتقى منسوبي الهيئة ومديري الفروع عام 1428هـ في سياق مهم حوى محاور لتعزيز قيمة الشعيرة في المجتمع، وأنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبدأ راسخ في هذه الدولة، وأنه باقٍ ما بقي هذا الكيان.
ومن المواقف، إجابته لإعلامي طرح سؤالاً عنى فيه التعريض بالهيئة وموقف منسوبيها من الإرهاب، وقد أجابه سموه أنه يستغرب صدور هذا الكلام من شخص سعودي، وأوضح سموه ما عزّز مكانة الجهاز، وما يؤكد ما يعرفه الجميع من موقف راسخ للجهاز ومنسوبيه في وجه فكر الغلو والانحراف والتطرُّف، وأنّ الجهاز من أبرز الجهات التي تقف لتفنيد ضلال هذا الفكر وأعماله الإجرامية، لكونها من أعظم المنكرات الشرعية التي يجب التعاون في مواجهتها، وصد الفكر الذي نبعت منه، والفكر المنحرف كما يعلم الجميع، قد لا ينجع في بيان زيفه وضلاله إلاّ فكر مثله يزهق باطله بالحجة والبرهان.
ومن مواقف سموه ما شرفت شخصياً بسماعه منه، يوم أن حظيت بفرصة لقائه مع زملائي في مركز البحوث والدراسات، ولقينا منه كنفاً يحتوينا وتعاملاً أبوياً راقياً ورقياً وتوجيهاً حانياً رفيع العبارة وجملاً تصلح أن تكون ألفاظاً خالدة صوّرت لنا انتماء هذه الشخصية المتميزة لدينها ووطنها، وأنّ الأحداث لا تغير مبادئه وقيمه، وسمعنا من سموه لطائف حول الشدائد التي مرت ببلادنا فلم تزد ولاتها إلاّ ثباتاً ورسوخاً وتصميماً على خدمة هذا الدين ومواطني بلادنا الأوفياء.سدّد الله سموه وبارك فيه.