ربما تكون خطوة متفردة أن يجتمع كل هؤلاء التشكيليين الرواد من مصر لأول مرة خارج القطر المصري بهذه الكثافة من بينهم رائدا الحركة التشكيلية المصرية راغب عياد ومحمد ناجي ثم سيف وانلي وأدهم وانلي وصلاح طاهر وبيكار وكامل مصطفى وحافظ الراعي ومحمد صبري وتحية حليم وصبري راغب وكامل غندر وجاذبية سري وحسن سليمان وآدم حنين وثريا عبدالرسول ومريم عبدالعليم وعبدالوهاب مرسي وعمر النجدي وحسين الجبالي وعبدالمنعم مطاوع وعطيات سيد أحمد ونبيل درويش والدسوقي فهمي وجميل شفيق ومكرم حنين وزهران سلامة ومصطفي مشعل وفرغلي عبدالحفيظ وسعد زغلول وعصمت داوستاشي وشاكر المعداوي وفاروق حسني ومحسن شعلان وعادل ثروت وإبراهيم الدسوقي وهند عدنان وعلي المليجي وجميل شفيق وحسين الجبالي ومحمد طلعت وريهام كامل.
وكان من المفترض أن تتصدر هذه القائمة لوحتا الفنان الكبير حامد ندا لكن عزائي أنهما منحاني وساما لا يقدر بثمن. لا أظن أن قصتهما تخفى على الكثيرين خصوصاً الذين يتابعون حركة الفن والثقافة.
ولعل في حضور هذه الكوكبة من التشكيليين الراحلين والمعاصرين استحضار لرموز هذه الحركة من المؤسسين والرواد في حوار مدهش بين القديم والجديد بما يعد تاريخا ثقافيا واجتماعيا وسياسيا لمسيرة مصر في أكثر من مائة عام.
وتبقي شهادة مهمة أنه لولا الدعم والرعاية من صاحبة السمو الملكي جواهر بنت ماجد الراعية الأولى للفن التشكيلي في المملكة ما كان لنا أن نستضيف هذه البانوراما الفنية الثقافية المهمة لتؤكد بذلك أنها الراعية الأولى لكل إنجاز فني تشكيلي جاد خصوصاً إذا كان يصب في قناة اللقاء والحميمية العربية جاءت هذه الإشارة في كلمة الناقد الفنان هشام قنديل عن المعرض الجماعي (إبداعات مصرية) الذي احتضنه اتيليه جدة للفنون الجميلة للمرة الثانية على التوالي لنخبة من رواد الفن التشكيلي في مصر شهدته مدينة جدة واعتبره المثقفون والنقاد التشكيليون حدثا تشكيليا وثقافيا كبيرا.
المعرض افتتحته صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد بحضور نسائي كبير من سيدات المجتمع والإعلاميات ويستمر إلى نهاية هذا الشهر الحالي. وقالت سموها: إن معرض إبداعات مصرية فرصة كبيرة للفنانين ومحبي الفن للاطلاع على التجارب المهمة في العالم العربي وقدمت شكرها الجزيل للمجهود الكبير الذي قام به اتيليه جدة للفنون الجميلة لنجاحه في تنظيم هذا المعرض الشامل للحركة التشكيلية المصرية العريقة التي تعتبر أقدم حركات الفن التشكيلي في العالم العربي.
من جانبها قالت الفنانة القديرة صفية بن زقر: إن معرض إبداعات مصرية عبارة عن متحف مفتوح لرواد التشكيل المصرية وأحست أنها في متحف وليس معرض وأعجبتها بشكل خاص أعمال الرواد بيكار ومحمد ناجي وراغب عياد وصلاح طاهر.
وكان اتيليه جدة للفنون الجميلة قد نظم ندوة فنية على هامش المعرض بحضور السفير المصري علي العشيري قنصل عام جمهورية مصرية العربية والقنصل وليد التابعي حيث تحدث السفير المصري بهذه المناسبة قائلا: إن العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر ليست خصوصية بل شديدة الخصوصية على كافة المستويات الرسمية والشعبية، وقال: إنه دهش أثناء وجوده في جدة أنه لا يوجد بيت سعودي إلا وله رحم في مصر. وقدم العشيري شكره وتقديره لهشام قنديل على ما يقوم به من دور كبير في مد الجسور الثقافية والتشكيلية بين فناني البلدين الشقيقين.
وقال : إن القاهرة ستستضيف قريبا معرضا تشكيليا كبيرا لنخبة من فناني المملكة في إطار التعاون بين قطاع الفنون التشكيلية ويمثله الأستاذ محسن شعلان رئيس القطاع واتيليه جدة للفنون الجميلة وتم الاتفاق بالفعل على إقامة هذا المعرض في الموسم القادم في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية.
شارك في الندوة كل من الدكتور حمزة باجودة والفنان والناقد عبدالله إدريس والفنان فهد الحجيلان والفنان عبدالرحمن المغربي والفنان طلعت عبدالعزيز والفنان صديق واصل.
