صدق من قال إننا لا زلنا نفتقر للنقد الجريء والحقيقي في ساحتنا التشكيلية نظرا للحالة التي تعيش الساحة من خطوات نحو التشكل والتكون في جسدها وما تعانيه من قصور في عقول بعض المنتمين إليها من منظرين ومحللين واعني بهم أولئك المراقبين لها عن بعد بما يسمعون أو يقع تحت أيديهم من خبر أو معلومة دون أدنى جهد خلاف ما يقوم به الآخرون من المتابعين عن قرب لواقع الساحة المتابعين لكل جديد فيها الراصدين لمسيرتها خطوة بخطوة، فقد برزت في الفترات الأخيرة أفواه تنوعت فيها النبرات بين متشنجة وأخرى مبحوحة تحاول بإمكانياتها الضئيلة من إيقاف مد الأقلام التشكيلية التي يؤرقهم أن أصبحت تمثل تباشير حضور نقد فاعل ساهمت به أقلام سكبت مدادها أعوام طويلة بنت بها الساحة وأسهمت في تأسيس إعلام تشكيلي مهما شابه من قصور فلم يجد هؤلاء المنظرين (المحاضرين) سوى السعي لحجب الرؤيا عن جهود تلك الأقلام لعل وعسى أن تجد من هذا الهجوم كما يصفه البعض ردود فعل لجني الشهرة والأضواء تخرجهم من مكاتبهم وكتبهم وبحوثهم التي لم نر لها أي أثر أو تأثير سوى في ترقيتهم ومنحهم درجات أعلى في مجال تخصصهم.
ومن المؤسف أن نسمع عبارات لا تليق بأسماء نقدر درجاتها العلمية ونفتقدها حضورا على أرض الواقع إبداعا في المعارض أو بما يمتلكونه من ثقافة في هذا المجال ومع ذلك لم يألو جهدا في أن يوجهوا نقدهم غير الحضاري بالإثارة تارة وبالإشارة والتلميح تارة أخرى متكئين على ما اختزلته ذاكرتهم من بقايا معلومات فترة الدراسة فيعيدون قوله كالببغاوات في الندوات أو المحاضرات التي يدعون إليها ظناً من منظميها أنها ستكون جسراً لعبورهم نحو تقديم رأي ونقد وتحليل أفضل من الموجود يعوض ما يرون أنه لا يطابق ما قرؤوه في الكتب وتعلموه في قاعات الجامعات التي نهلوا منها علومهم أو أنه غير صالح ليوصف بأنه نقد. ومن المؤسف أن هؤلاء المتحدثين في ندواتهم أو محاضراتهم ومن يساهم معهم بالمداخلات المشابهة غير محسوبين على الساحة وغير فاعلين أو مساهمين في تأسيسها وان كان لبعضهم حضور فهو غير مؤثر ومع ذلك تجد أصواتهم الأكثر إزعاجاً الأقل نفعاً. لقد تمنيت أن تكون أقوال هؤلاء أفعالاً تجاه ما يمارس من نقد اجتهد به البعض واعترف به البعيد قبل القريب ليشمروا عن سواعدهم ويحملوا سبل البناء لا معاول الهدم ويكشفوا قدرتهم على النقد الذي تحدثوا عنه ويقنعوا الساحة أنهم بالفعل الأعلم والأكثر إدراكا للنقد تطبيقاً على الواقع وليس تنظيراً يقرأ من أوراق تختفي في أدراجهم بعد نهاية الندوة والمحاضرة كسابقاتها.
وليعلم هؤلاء أن من أسس الإعلام التشكيلي وساهم بالقلم في البناء على مدى سنوات عمر الساحة التشكيلية قادر على أن يكشف المستور، مع علمي أن ما جاء في سياق المقال سبب يدفع البعض إلى تحسس رؤوسهم شكاً بأن عليها بطحاء.
MONIF@HOT MAIL.COM