* أسأل نفسي أي حب نحمله للحياة؟ تلك التي تملؤنا بأخبارها وترهقنا بقصصها وما تنفك تنشد على مسامعنا معزوفاتها كما تريد لا كما نريد.. تلك الحياة التي تدعي الاستماع لنا و لسنا إلا أفواهاً نردد ما تقول.. وأنغاماً نعزف ما تستسيغ.. تملؤنا بالأقدار.. بالزوايا بالأزمنة.. تأخذنا إلى الأمال
|
.....تغرقنا في الآلام.. ترواح بين سكوننا وجفولنا.. بين عقلنا وجنوننا.. بين حبنا وكرهنا.. حربنا وسلمنا.. حالنا وخيالنا.. وهي في كل هذا وذاك تراوح بين كل ما امتد منها إليها..
|
الحب وسرياليته.. قصصه ومغامراته.. صمته الناطق وهمسه الصارخ.. بحره الهائج بسكينة اللقاء.. وليله الساري وسط آهات الفراق.. أي شيء يكون؟
|
الخوف وما حسبت عقلي رضي بغير هذا جواب.
|
فليس حب الحياة إلا خوف الموت.. وليس حب ما في الحياة إلا خوف فقده..
|
هل الخوف بوجهه القبيح هو الحب بوسامته.. وهل الحب عباءة يتوارى تحتها الخائفون..؟
|
* فما الحب إن لم يكن خوفاً من فقد حبيب.. وتمرد قدر.. خوف أن يحتل أوطاننا في قلب الحبيب غزاة.. ويرتع في مرابعنا هناك مرتزقة.. ما الحب إلا خوف من إخلاف موعد.. خوف من نقض عهد.. خوف من تواري ابتسامة وأفول قمر.. ما الحب إلا خوف من أن نكون بعيداً عن تلك المرابع.. عن تلك الجنان عن تلك الحسان.. عن ذاك الوطن.. ما الحب إلا خوف من فراق.. وتوار عن عواذل.. ما الحب إلا خوف من انقضاء نشوة واكتشاف نزوة.. ما الحب إلا خوف من تبدل حال.. وضيق مجال.. وطول طريق ونفاد زاد.. خوف من مكاره تحف بجنة.. وشوك يغلف وردة.. وسهام تطال القلوب فتدميها وتنال العيون فتبكيها.. ما الحب إلا خوف وما الخوف إلا ترقب ألم فأي حب نحمله لارتقاب الألم؟
|
* سألت نفسي بعد هذا: من يضع لهذه الكلمات معانيها؟ من يحملنا وزرها ويفرض علينا الالتزام بقوانينها؟.. من يواري بريش النعام جلود الأفاعي؟ ويلطخ ورود الروض ببقايا الرماد؟ هل القبح من نصيب الخوف أم الحب؟ أم كلاهما في هذا وذاك شريكان؟ لا أظننا نستسيغ الخوف ولا أظننا نمقت الحب.. فكيف نرضى بالشيء ولا نرضى به في ذات الوقت..؟!!
|
* فإما أن نخاف من الحب وإما أن نحب الخوف ليكون الحب هو ذاته الحب بكل جنانه وساحات وغاه..
|
وإما أن يصدق فيني قول أم كلثوم:
|
أنت ما بينك وبين الحب دنيا.. دنيا |
دنيا ما تطولها ولا حتى بخيالك.. |
|