Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/04/2009 G Issue 13356
الخميس 27 ربيع الثاني 1430   العدد  13356

قصة نيف بن حيمر
صور من الصحراء
مشعل الجبوري

 

كنا قد نشرنا في زاوية صوراً من الصحراء، أبيات من قصيدة مطلعها:

يا حيف وان الحيف ما يقري الضيف

والحيف ما تبرك عليه الجمالي

وقد نسبت إلى غير قائلها استناداً إلى مصدر غير موثوق، حيث أرسل لنا الأخ حسن بن نيف الجعفري الشمري كامل القصة والقصيدة ونحن نشكره على توضيحه، ونعتذر عن هذا اللبس غير المقصود، ومدارات تبحث عن الشعر الجيد والحقيقة وهذه كامل القصة والقصيدة:

من قصص الاوايل والاجداد

كان نيف بن جديع بن حيمر وعجبه بن خليل من فرسان الجعفر من شمر المشهورين وكانوا لا يشق لهم غبار في كل المعارك التي خاضوها مع قبيلتهم وكان لا يوازيهم أو يساويهم أحد من الناس في زمانهم سوى فرسان قبيلتهم شمر، وكانت تربطهم صداقة حميمة واخوة صادقة لم يكن أحد من أبناء عمومتهم يظن أنه في يوم من الأيام سيحصل ما يعكر صفو هذه العلاقة إلى أن حدث في أحد الأيام عندما كانوا في مجلس وحدث أن أحداً حز.. أي كسر (باكورة) حنيان بن حويل من آل حيمر، وكان في صباه فارساً مشهوداً له بالفروسية، ولكنه عندما كبر ضعف نظره وبدنه وكان نيف ليس في ذلك المجلس، واللي حزو الباكورة موجودين وانتخى ابن حويل بنيف الذي أسرع في الحضور عندما سمع صوته وسأل عما حدث ولم يجبه أحد وكانوا لا يريدون إيقاع الفتنة ويعتبرون ذلك (بلسة)، وعندما علم من الشايب ابن حويل وقف نيف بباب المجلس وطلب من كل واحد من الحاضرين أن يحلف أنه لم يفعل ذلك وكان الفاعل أول من حلف هو، فحلف جميع من خرج من باب المجلس إلى أن انتهى المجلس بعجبه بن خليلة فعرف نيف أنه لن يتمكن من الفاعل لأنه يثق بأن عجبه لن يفعل هذا الفعل فقال له عجبه: يا نيف مهو أنا اللي فعل الفعل هذا فقال له نيف: يا عجايب (ويعني عجبه) أنا أدري انك مهو أنت لكن لازم تحلف انت من الجالسين وأنا حلفت محد يطلع اللا يحلف.

قال عجبه: لا أحلف ولا أعلم فوقع الخلاف وأدت المشادة إلى اشهار السيوف وكان لابس الدرع نيف وعجبه ليس عليه درع وطعن عجبه وأصابه في غير مقتل، وهنا أدرك نيف أن ليس أمامه سوى ترك الديار (أي يجلي عن قومه) فذهب إلى العراق عند ابن جشعم وابن سعدون في ديار المنتفق وقضى عندهم ثماني سنوات وحدث أن فرساً من خيول قومه لأحد نساء عشيرته الجعفر يقال لها (دفاقه) قد سرقت وجلبت إلى ديار المنتفق وكانت الفرس تسمى (دفاقة على اسم صاحبتها) وكانت المرأة ليس لها أحد فأرسلت إلى نيف: وهي تعلم بوجوده مسبقاً وكان فحوى الرسالة أبيات شعر منها:

يا عيال ياللي منتوين على نيف

زبن الهليب إلى تبارق خداها

رجل بلا ميز جوان بلا سيف

ومرة بلا رجل قليل حلاها

وعندما علم نيف بشأن الفرس استطاع استرداد الفرس من السارق وبعث بها مع أحد الرجال الذي شرط له جملاً مقابل إيصاله لفرس إلى الأجفر ديار الجعفر وعرف الناس أن نيف هو من أرسل الفرس، فشاع ذكره وعرف عجبه ولحق به وشرط للرجل نفس شرط نيف إن هو دله عليه وأخبره بأن نيف يسكن بيتاً بين النزلين عرب ابن سعدون وابن جشعم ولا يشب النار في بيته (وذلك سلوم الناس أن الجالي ما يشب النار حفاظاً عليه) فلما وصل عجبه المكان انتظر إلى أن حل الظلام واختفى في بيت نيف دون أن يعلم به أحد.وكان عادة لنيف أنه لا ينام داخل البيت كل هذه السنين تحسباً أن يأتيه عجبه في أي لحظة فجلس أمام البيت كعادته فنادته زوجته أن يدخل داخل البيت ولكنه قال: تبيني أدخل وقفاي راعي الريشا عجايب!! قالت: بينك وبيه النفود. قال: بلاك ما تعرفينه أنا إللي أعرفه.. وعجبه يسمع الحوار فثار عجبه وقال راعي الريشا عجايب.. احلف أنك ما تدري بي قال نيف: والله أني ما أحسبنك دون النفود قال عجايب: (جتك ضيغمية) أي عفيت عنك وهذي من شيم الضياغم.. وتعانق الاثنان فقال له عجبه: شب النار ولن أعود بدونك فلما شب النار عجب الناس وتوافدوا على بيته، ثم عادا إلى ديارهم سالمين. وقال عجبه هذه الأبيات:

يا راكب حمرا تموط المشاريف

تموح بأذرعها بعيد السهالي

من نجد جيتك للبلد من ورا السيف

أجزم على قطع الثنيه لحالي

وأنويت ذبحك يا فتى الجود بالسيف

ما لله جعل لك من يميني زوالي

قم ارتحل من فوق حمراك يا نيف

تشفق على شوفك صعول الرجالي

فرد عليه نيف بهذه الأبيات:

وقفت أنا بالسيف وصارت محاليف

من شان عود ماضي له فعالي

صارت على اللي يذري الجار والضيف

يذري ليا هبت هبوب الشمالي

يا حيف وان الحيف ما يقري الضيف

والحيف ما تبرك عليه الجمالي

يا حيف ياما جرى لي من الكيف

ننزل صحاصيح الخلا ما نبالي

لي لابة لو غبت عنهم مواليف

ان جيتهم دبت عليا النمالي

لا جيت مجلسهم تمجندت بالسيف

سلامة منهم على شده بالي

واليوم انا لي منزل من ورا السيف

من بين الاشقر والمشورب لحالي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد