تشير الأرقام العالمية إلى وجود 450 مليون مريض نفسي في العالم، منهم 145 مليون مصابون بالاكتئاب. كما أنه ينتحر يوميا أكثر من2500 شخص في العالم، بمعدل 105 أشخاص في الساعة!. والسؤال هنا: هل توجد إحصائيات عن عدد المرضى النفسيين في المملكة؟!.
الإجابة عن السؤال هي لا ! وفقا لما ذكره المشرف العام على الإعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني. ومن المعلوم أن الإحصائيات في غاية الأهمية لأنه على ضوء الأرقام ستتحدد الاحتياجات المطلوبة والموارد اللازمة لتحقيقها، وأية خطة مستقبلية في الشؤون الصحية أو غيرها لا تنطلق من واقع الإحصائيات، فإنها ستكون خطة عشوائية ومضيعة للوقت والجهد والمال!.
كذلك، فإن الحملات التوعوية المفترضة من أجل تغيير المعتقدات الخاطئة حول المرض النفسي لا يمكن أن تنجح دون معرفة واقع الصحة النفسية في المملكة بالأرقام، ومعرفة التصورات المتكونة لدى الجمهور عن الأمراض النفسية وطرق علاجها. ووزارة الصحة تقوم مشكورة بحملات توعوية في هذا المجال، ولكن على أي أساس تقوم هذه الحملات طالما أنه لا توجد أرقام عن عدد المرضى النفسيين، وأحوالهم الديموغرافية والاجتماعية، ونوع الأمراض التي يعانون منها ودرجة خطورتها، وكل هذه الأسئلة هي في صلب أية حملة تريد أن تنطلق بنجاح!
ليس هناك في العالم شخص محمي من الأمراض النفسية، فالجميع معرَّض لها، كما هو معرض للأمراض العضوية على حد سواء. وإعطاء أرقام عن حال الأمراض النفسية في المملكة ليس أمراً معيباً، كما أنه ليس أمراً مستحيلاً إذا ما طبقت المناهج العلمية المعتمدة في الإحصاء مع الاحتفاظ بالسرية والخصوصية.
ولذلك نطالب بدراسة واقع الأمراض النفسية في المملكة دراسة علمية، ونشر الأرقام من أجل توعية أكبر وخدمات أفضل ومستقبل أكثر أماناً بإذن الله.
***
