عندماتطرح قضية من قضايا الساحة الشعبية الهامة أو حتى غير الهامة، يتسابق المتحمسون بلا وعي للمشاركة في نقاشها .. والحماس الذي لا يستند إلى ثقافة ووعي بأدوات الحوار البنّاء لا يمكن أن يفيد، وقد لخّصة العرب الأوائل في مَثَل دَارج نَصُّه: (عدوٌ عاقلٌ خيرٌ من صديقٍ جاهلٍ).
وكما قيل في الأمثال أيضاً: وجود الغث يميّز السمين، لكن يجب أن نتفق مسبقاً ما هو الغث .. وما هو السمين في أدبنا الشعبي وفي الشعر على وجه التحديد.
ومن أمثلة ذلك (مسابقة شاعر المليون)، هل أسهمت في تجسيد الغث من الشعر على حساب السمين؟ وهو سؤال يحتاج إلى أكثر من زاوية للإجابة عنه، وأهم جوانب الإجابة هو أنّ المسابقة تقوم على الجانب الربحي وتطبِّق المثل القائل: (عمي من عمتني نعمته)، أي أنّ الشاعر بالنسبة لهم هو من يدفع أكثر، حتى وإن كان يشتري القصائد التي يشارك بها، وقد رأينا وسمعنا على مدى الأعوام الثلاثة الماضية ما يؤكد ذلك، والمشكِّك يسأل كم مليوناً يدخل حساب تلك المسابقة في اليوم الأخير منها، ليدرك أنّ الشعر هو آخر ما يهم نشوة الرويني وجماعتها.
فاصلة :
(الفلوس تغيِّر النفوس) .. هكذا قالوا، أمّا أنا فأضيف: (وتبرز شعراء مزيّفين).
** آخر الكلام :
من طار بالعجه لعله مطيره
واللي يدوّر للحقيقة وجدها
سابق جياد الشعر صارت عثيره
ما عاد تطلعها مثل قبل .. يدها
وعلى المحبة نلتقي.