لا بد للمسلم أن يعي أن أمن وطنه المملكة العربية السعودية والمحافظة عليه هو اجب الجميع سواء كان مواطناً أو مقيماً، لأن أمن هذه البلاد ركيزة للدفاع عن الإسلام وموئله ومهبط الوحي وقبلة المسلمين والقائمة على الحرمين الشريفين وحجاج بيته الحرام، وكذلك تمثل صورة الإسلام الحقيقي الوسطي البعيد في عقيدته عن الإرهاب والتطرف والغلو أو التنطع والتشدد، ولقد أكد ذلك سماحة مفتي عام المملكة وجمع من علماء العالم الإسلامي الذين بينوا أن أعمال الإرهاب لا يقرها الإسلام وتعاليمه السمحة المبنية على العدل والسلام، وأن الإرهاب مما يعيق الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، وقد أكد ذلك صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية -حفظه الله- ورعاه، في لقائه بمنسوبي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة فقال: (لقد كانت العواقب مؤلمة والإساءة مريرة حينما خرجت الفئة الضالة عن تعاليم العقيدة الإسلامية وقتلوا الأبرياء وانتهكوا حرمات المسلمين وغير المسلمين ودمروا أموالهم وممتلكاتهم ظلماً وعدواناً إساءة إلى هذا الدين على النحو الذي يفوق ما كان يحلم به أعداء الدين ومخالفوه، كل ذلك حينما انحرف الاعتقاد لدى الفئة الضالة ممن ينتمون للإسلام والإسلام منهم براء)، ويقول سموه عن أهمية دور المواطن والمقيم في تعاضده في المحافظة والإبلاغ عن المجرمين والمخربين: (وما يقر الأمن إلا المواطنون، وما المواطنون إلا رجال أمن، وكنت دائماً أقول دائماً أن المواطن هو رجل الأمن الأول)، وكما يعلم الجميع أهمية محاربة الفكر الضال الذي يضر بالناس سواء نالهم مباشرة عبر أولادهم وأقاربهم أو جيرانهم، أو كان عبر أبناء مجتمعهم المسلم الآمن ككل ووقوع الضرر على المجتمع والوطن بسبب الفكر المنحرف، والذي يروج له عدد من دعاة الضلال والفتنة؛ أمثال ابن لادن أو الظواهري أو أبو محمد المقدسي أو غيرهم، وكذلك داعية الخوارج المفسد والذي هو زميل ابن لادن في تأسيس هيئة النميمة والشر والفساد في الأرض وهو سعد السفيه، وهرطقاته وأكاذيبه المكشوفة على هذه البلاد وأهلها، والأغرب اغترار الغرب به وهو زميل ابن لادن ومؤيده والداعي لفكره والمتصل به والمؤيد له عبر أقواله وأفعاله، بل أثبتت بعض الجهات الأمنية الدولية اتصالاته المشبوهة مع قوى الإرهاب والداعمين له، بل من الأغرب سماع بعض شبابنا له وتغريره لهم عبر إعلامه المشبوه تمويلاً وفكراً، مع قيامه بتكفير الملك الصالح المصلح عبدالعزيز رحمه الله، وأبنائه البررة السائرين على الدين ونصرته، وتكفيره للشيخ العلامة ابن باز -رحمه الله- وتسفيهه والتقول عليه بالباطل والفحش، فمن أولى بالاتباع يا شباب الإسلام.. إمام أهل السنة والجماعة الشيخ ابن باز - رحمه الله- وكبار علمائنا أمثال هيئة كبار العلماء ونحوهم، أم داعي الضلالة والفتنة؟!!، وقد قال رحمه الله في مجموع فتاويه 8-418: (أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة والضالة فهذا بلا شك شر عظيم وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم والقضاء عليها، وإتلافها وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن)، ويقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- في شريط له من شرح أصول التفسير: (ولما ظهرت قضية الذين يتصرفون بغير حكمة ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس زعماً منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله، والحقيقة أنهم أساؤوا إلى الإسلام أو ازدادوا نفرة منه؟!)أهـ. ويقول مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ -حفظه الله-: (الذي يدعو إلى الخروج عن طاعة الإمام والذي يدعو إلى التمرد على السلطة والذي يدعو إلى الفوضى هذا في قلبه نفاق وفي قلبه مرض كبته الله وأذله، هذا والعياذ بالله من دعاة السوء ومن المرجفين في الأمة، ومن الذين في قلوبهم حقد على الإسلام وأهله، ومن الذين يحبون نشر الفوضى بالمجتمع المسلم)أهـ. ويقول الشيخ صالح اللحيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى -حفظه الله-: (قرأت عدداً من هذه النشرات وما فيها من سوء وما تدعو إليه وتروجه وتدعيه وما تقوله من حق فهو مغمور بما تهدف إليه من باطل مثل كلام الكهان الذين يكذبون مع الكلمة الواحدة مائة كذبة لو صدق كله لما جاز نشره فكيف وهو باطل منكر)أهـ، فلذلك لا بد للشباب المسلم معرفة الحق وأتباعه وترك الباطل وأهله، فإن الرسول بين أن هناك دعاة على أبواب جهنم من أجابوه إليه قذفوه فيها، قالوا فما تأمرنا يا رسول الله؟؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم)، ولا بد لشبابنا أن يعرفوا أنهم في نعم عظيمة في هذه البلاد المباركة الطاهرة، تترى لا تعد ولا تحصى فواجبهم شكر الله عز وجل، ثم التكاتف والاجتماع مع ولاة أمرهم الذين يخدمون الإسلام والمسلمين ويسهرون الليل والنهار لما فيه مصلحة البلاد والعباد، والحذر ممن يريد الفرقة والفتنة في هذه البلاد التي تحرص على نشر الخير والدين، حفظ الله بلادنا وأمنها واستقرارها، ودحر أيدي العابثين والإرهابيين والخوارج، وحفظ ولاة أمرنا، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- وأتم عليه الصحة والعافية وأرجعه للوطن سالماً غانماً، وهدى الله شبابنا لما فيه نفعهم في الدنيا والدين، وأعاذهم من الضلال والهلاك المبين.
- معهد حائل العلمي