يكاد لا يخلو منزل من خادمة والطريق يمضي إلى أكثر من خادمة، فالكثيرون يؤمنون باستحالة المعيشة بلا خادمة! وليست المشكلة هنا فلكل ظروفه ولكل احتياجاته ورؤيته وقدراته أيضاً، لكن أن يستقدم البعض الخادمات لأجل التجارة فتلك الفاجعة التي انتشرت ويمارسها الكثيرون في غياب إنسانيتهم مقابل دراهم بخسة مسلوبة، يقولون تكلفنا لأجل استقدامها ونريد أن نكسب ونعوض، فيا للطمع من مسوغات وتبريرات، وتبجح! بل واستغلال لظروف البعض التي تجبرهم لأجل أن (يشتروها) حتى الكلمة بيع وشراء بكل براءة تقال وهي في حقيقة عبدالله خواء، في إحدى برامج الافتاء الرائعة اتصلت إحدى من تنتمي لتلك الشراكة مستفسرة هل يجوز أن أشتري الخادمة..! فقضى المذيع لحظات وهو يفهمها أن الخادمة لا تشترى بل الفيزا.. الخ فجزاه الله خيرا، يعيب الكثيرون تنازلهم عن المبادئ وإراقتهم للقوانين التي وضعت في المقام الأول لأجلهم في سبيل حصولهم على ما يريدون بأسرع وقت وأقل جهد وإن كان كل تلك المتاجرة تنتهي بهروب الخادمة أو بمصائب أكبر، تتناقلها الألسن وتحكي في المجالس الواحدة تلو الأخرى ولكن ما من أذن تعي ولا عقل يتدبر ولا يد تغير وتبادر بالإبلاغ عن ممن يتاجرون بالأرواح، وإن كان من أهم ما يؤسف له أنها في قيمة الإنسانية وجه آخر لعبودية البشر فمن تغربت عن وطنها وأسرتها لأجل أن تعيش كريمة تجد أنها تذل وتخدع بلا رأي وحق! فالكثيرون ممن يمارسون هذه التجارة الدنيئة قفزوا بالأسعار أيضاً بل تعقد الصفقات والعروض قابلة للمزايدة وليس لها نصيب، والأغلب يعترفون أنهم لم يستشيروا صاحبة الشأن بحجة أنها لن ترفض وستفضل ذلك عن العودة لوطنها!