Al Jazirah NewsPaper Thursday  23/04/2009 G Issue 13356
الخميس 27 ربيع الثاني 1430   العدد  13356
الوعي الاستهلاكي
علي بن محمد العليان

 

لا أحد ينكر أننا شعب استهلاكي من الدرجة الأولى والكثير منا يفتقد للوعي الاستهلاكي، لذلك أتقن صناع الأسواق الاستهلاكية جذب المستهلك بعدة وسائل مقروءة ومسموعة ومرئية فعمدوا إلى مخاطبة عقل المستهلك مباشرة، وذلك ببث الرسائل المتوالية التي جعلته يجري خلف العروض بدون وعي. وعلى سبيل المثال أحد الأسواق التموينية المشهورة عرضت بيع مشروب رمضاني مشهور بريال واحد فقط، علما أن قيمته في جميع المحلات لا تقل عن سبعة ريالات، بشرط ألا يزيد نصيب الفرد عن اثنتين فقط، بعد هذا الإعلان هرع الجميع وازدحمت الساحات بالمتسوقين ونفدت الكمية خلال دقائق حتى تدخل رجال الأمن لضبط الفوضى نتيجة للتزاحم حول المشروب، بعضهم أحضر أبناءه لكي يحظى بنصيب أكبر من الغنيمة! صاحب الفكرة وقف مع بعض مسؤولي السوق يرقب الوضع ويرى بأم عينيه الكم الهائل من العربات الممتلئة من الأصناف الأخرى ابتسم ابتسامة عريضة وهمس لصاحبه قائلاً لقد تحقق الهدف ونجحنا ولله الحمد! وبالفعل نجحوا في جر أقدام المستهلك بهذه الوسيلة الماكرة، المستهلك بالطبع لا يعلم أن الفرق في قيمة المشروب دفعه وهو لا يعلم في الزيادة التي تم توزيعها على بقية الأصناف الأخرى، أيضاً نرى الكثير من الأصناف التي أبدعوا بعرضها أمام المستهلك بطريقة جذابة والسبب في الغالب هو قرب انتهاء تاريخ صلاحيتها أو لغرض تصريف منتج راكد، الكثير من المستهلكين وبخاصة رواد الأسواق التموينية يفتقدون للسلوكيات الصحيحة للاستهلاك ولديهم اندفاع نحو ما يقدم من عروض تجارية، يجهل البعض الكيفية الأمثل للتسوق عندما تأتيه قائمة الطلبات يتجه إلى أقرب سوق تمويني ثم يمتطي العربة ذات الحجم الكبير ثم يبدأ بتعبئتها من الأصناف المتنوعة التي يجدها أمامه يخرج من السوق برفقة أحد العمال الذي يساعده لدفع العربة الممتلئة، المشتريات قد تجاوزت القائمة المطلوبة ولسان حاله يقول هذا الصنف نحتاجه وهذا عليه عرض مغر جدا وصنف آخر سيرتفع سعره في الأيام القادمة وهكذا. أيضاً لا ننسى الوسيلة التي يسلكها بعض أصحاب المحلات التجارية برفع أسعار الكماليات النسائية وذلك بتجميل محلاتهم بالديكورات والإضاءة الخافتة واختيار بائعين على أعلى درجة من الأناقة وحسن المظهر وجمال الحديث مستغلين بذلك اندفاع بعض النسوة نحو الملابس غالية الثمن دون النظر لجودتها والشواهد على ذلك كثيرة جداً وحدثنا الكثير من أصحاب المحلات التجارية بأن الكثير من الزبائن يحكمون على السلعة من قيمتها وليس من جودتها لذلك فرضوا علينا مسايرتهم على حد قولهم. أيضاً البعض من أصحاب يحدد سعر السلعة من نوعية الزبون فقد اكتسبوا الخبرة الكافية لمعرفة نوعية الزبائن في ظل غياب الجهات الرقابية عن تطبيق الأنظمة التي تفرض على صاحب المحل وضع السعر كل سلعة.. المقصود أن تكون أكثر وعياً وأن نجبر التاجر على احترام عقولنا فقد أصبحنا سوقاً رائجة لسلع كاسدة.

- الخبر



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد