من خلال كتاباتي عبر الجزيرة يحدث أن أتطرّق لطرح أفكار واقتراحات وآراء، أحسب أنها تصب في المصلحة العامة الاجتماعية والإنسانية، وتدعو لإرساء العمل الخيري القائم على فكر مجتمعي وليس أحادياً!!
وخلال العام المنصرم تم طرح عدّة أفكار، منها إنشاء مستشفيات خيرية لعلاج ضحايا الإدمان، الذين يتوجّهون للمصحات الحكومية، فلا يجدون الترحيب والقبول من لدن القائمين على تلك المستشفيات، ليس قصوراً فيهم وإنما القصور بسبب ضعف الإمكانيات وضيق المباني وقلة أعداد الأيدي العاملة المؤهّلة بسبب ندرة التوظيف. وكانت فكرة قيام رجال الأعمال بأعمال خيرية تشمل إنشاء مستشفيات لعلاج الإدمان وتجهيزها، بحيث تعتمد على نفسها في التشغيل الذاتي، فيتم تقسيمها إلى قسمين، أحدهما لعلاج القادرين على دفع تكاليف العلاج وتصرف المبالغ المحصلة على القسم الآخر، ويكون مجانياً لغير القادرين. وهذا الإجراء يجعلها تخدم نفسها ذاتياً بكفاءة عالية، حيث تُنشأ وتُجهَز وتتم صيانتها من خلال وقفٍ مخصص لهذا الغرض. ولأننا خير أُمّة أُخرجت للناس، فإنّ هذا الأمر ليس عسيراً على من يسّره الله عليه.
وقد قابلت هذه الفكرة تأييداً من لدن آباء وأمهات ضحايا الإدمان ممن أُغلقت أمامهم أبواب مستشفيات الأمل، فلعلّ هناك أملاً يبزغ من قلوب أبناء الوطن من التجار ورجال الأعمال فرادى أو مجتمعين. ولا زال أولئك الآباء المتألمون والمكلومون وضعاف الحيلة، يطالبون الكاتبة بتبنِّي الفكرة ونقلها إلى رجال الأعمال والمداومة على قرع أبوابهم! لعلّ قلوبهم تستجيب لهذه المطالب.
وهنا أعيد الطلب من خلال الجزيرة كمنبرٍ إعلامي مقروء، وإني على يقين بالله وثقة برجال الأعمال، بأنّ هذا الأمر سيلامس شغاف قلوبهم، وسيستجيبون له في لحظةٍ نورانية أتمنى ألاّ تطول.
ولم تتوقف مطالب المجتمع الحبيب على تبنِّي هذه الفكرة فحسب، بل وصلتني رسائل كثيرة حول مشروع العرائس والألعاب المستعملة وتوصيلها لمستحقيها من أبناء الفقراء. والأمل معقود بالجمعيات الخيرية للسعي حثيثاً بتنفيذ الفكرة والسير فيها حتى بلوغها الهدف.
والكاتب مطلوب منه تلمُّس أحوال مجتمعه واحتياجاته وطرح الأفكار الشخصية النابعة من ذاته أو نقل أفكار القراء وتطلُّعاتهم إلى مَن يستطيع ترجمتها لعمل مفيد، وتحقيق مصالح عامة.
ولعلّني أشير إلى صعوبة تبنِّي كل الأفكار والرؤى والتطلُّعات، والقيام بها وحيداً، دون وجود آلية واضحة، في ظل بيروقراطية مقيتة نعيشها ونجابهها، فلا تكاد تصل أفكارنا إلاّ وقد أصابنا الإحباط والقنوط. وحسب الكاتب أن يطرح الفكرة ويجد مَنْ يتبنّاها ويطوّرها ويذهب بها إلى آفاق بعيدة، قد تتعدى بمراحل ما طرحه الكاتب نفسه.
والكتابة فضلاً عن كونها هماً ورسالة، فلعلّها تكون شمعة تضيء قلوب الناس وأفئدتهم فتقودهم إلى إنارة طرق الخير..
وحين تشارف تلك الشمعة على الخفوت، فلا ننس قط أن نضيء من لهبها شمعة أخرى، لتظل الطريق مضاءة أبداً بالخير والعطاء الذي لا ينطفئ!!
rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب: 260564 الرياض: 11342