سربت وزارة التربية والتعليم أخبارا تفيد بأنها تستبعد تطبيق الوزارة للتقويم المستمر في المرحلة المتوسطة في (الفترة الراهنة) !
وذلك الاستبعاد يعطي مؤشرا إيجابيا على أن الوزارة بدأت تأخذ في عين الاعتبارآراء التربويين وأولياء الأمور في مثل هذا الأمر الذي يعتبر استمرارا (للمغامرات غير المدروسة)
النتائج التي ابتلي بها تعليمنا منذ زمن بعيد مما جعل مدارسنا تتخبط في تجارب بعض المسؤولين ابتداء من التعليم الشامل والمطور إلى إلغاء مركزية الاختبارات ثم التقويم المستمر وغيرها الكثير من رؤى أغلبها فردية يتم تطبيقها، وبعد أن تأتي نتائجها سلبية يتم تشكيل فرق عمل لتقويم التجربة وهكذا يسير تعليمنا مابين تجريب وتقويم وإلغاء! جهود المسؤولين في وزارة التربية والتعليم تحظى بالتقدير ويعلم الجميع حجم العمل والمسؤولية ولكن المدارس والتلاميذ ليسوا حقولا للتجارب !
التقويم المستمر الذي طبق قبل سنوات، أضعف حرص الطالب على دراسته وقدرته على الحفظ والمذاكرة وأضعف متابعة الأسرة للطالب لأنه ليس هناك اختبارات مجدولة وأعطى فرصة للمعلم المتساهل أن يجد الفرصة لمزيد من التساهل ! وفي هذا النظام تم القضاء على المنافسة بين الطلاب فلم يعد هناك طلاب متفوقون ولا لوحة تفوق بل يوجد ضعاف في المستوى يتم متابعتهم بحسب جدية المعلم والإدارة ! وقد قال لي أحد المعلمين بأن التلاميذ بدأوا يشعرون بالملل من كثرة الاختبارات القصيرة ولم يعودوا يبالون بها ولا يلقون لها بالا مما جعله يطلب منهم مذاكرة سريعة (عدد من الأسطر) في نفس الحصة ويختبرهم ! الحسنة الوحيدة للتقويم هو أن الطالب تخلص من مشكلة رهبة الاختبارات والخوف الذي كان يلازمه ويؤثر سلبيا على أدائه ولعل هناك حلولا لتلك المشكلة.
ومن الواضح أن الوزارة قد تأخرت في تقييم التجربة فهاهم الطلاب يصلون إلى مشارف المرحلة المتوسطة فكيف ستتعامل معهم ما دام أنها لن تطبق عليهم التقويم!!هل سيزج بهم وهم غير مهيئين في معمعة النظام القديم أم سيخضعون لتجربة جديدة سيتم تقويمها وربما إلغاؤها فيما بعد !
alhoshanei@hotmail.com