Al Jazirah NewsPaper Monday  20/04/2009 G Issue 13353
الأثنين 24 ربيع الثاني 1430   العدد  13353
 
لما هو آت
الفخ....!
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

أحد الأدباء في الثلاثينات حسب ما أوردته مجلة أدبية شهيرة لا تحضرني الآن، أنه حرص على اختبار معيار تقويم ما ينشر وما يجيزه الأدباء الكبار، فبعث بموضوع للمجلة باسم مستعار، وانتظر لمدة جاءه بعدها الرد بالاعتذار، وكان من ضمن المبررات عدم مناسبة الفكرة، وضعف الصياغة، وتهافت اللغة, وما على صاحب هذا الموضوع الموسوم بذلك الاسم المستعار إلا أن يقرأ كثيراً لأدباء كبار وكان من بينهم اسم الأديب صاحب الموضوع والاسم المستعار ذاته, وحفظ الأديب الكبير الموضوع حتى مر من الزمن ما كان كفيلاً بنسيان رئيس تحرير المجلة الموضوع حيث كان يثق هذا الأديب بأن ذاكرة هذا المحرر ليست تستوعب المغمورين ولا يحسب أنها سوف تتذكر الموضوع ولا صاحبه وبالتالي رده الذي ذيل به رفضه لنشر الموضوع متهافت اللغة ضعيف الصياغة والفكرة، ولعله كان على يقين من أن الموضوع في الأساس لم تتم قراءته حيث هو وارد من مغمور، فأعاد الأديب الكبير كتابة الموضوع بخطه، وذيله باسمه الرنان، وذيله بطلب نشره في المجلة، فما كان من رئيس التحرير إلا أن احتفى أيما احتفاء بالاسم الشهير، والذي مجرد أن يرد اسمه ولو في سطرين كفيل برفع نسبة توزيع وانتشار المجلة، فأخذ بالموضوع يحتويه بالعناية الفائقة التي تليق باسم الأديب الكبير، وقدمه بسطرين تزيد من الاحتفاء وتؤكد مكانة كاتب الموضوع وتثني على الفكرة واللغة وجمال السبك وقوة التعبير، ونشره في الصفحة الأولى في المجلة، ليجد الأديب الكبير يعيد له العددين بالاسمين بالموضوع الواحد، فيوقع رئيس التحرير في فخ حرج، لعل ناشئة الأدب وبعضا ممن يقصون عن النشر من المشاهير غير المرضي عنهم لدى محرري الصحف تقع عليهم المواقف المماثلة وعلى نطاق واسع, فما الحكمة في التقييم، وفيمن يضع التقدير، وفيما هي عليه معايير ما يتكالب عليه الناشرون،.. في وقتنا الراهن نحتاج لفخاخ مماثلة، فما سبل النجاة..؟



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5852 ثم إلى الكود 82244
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد