الجزيرة - الرياض:
أعلن الأمير نواف بن فيصل بن فهد نائب الرئيس العام لرعاية الشباب - خلال الجلسة الثالثة من جلسات منتدى الغد 2009 والذي تتواصل فعالياته على مدى يومين - بإيجاد دور للشابات خلال وقت قريب في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كما قال تعليقاً على مداخلة لإحدى الطالبات بأن هناك توجهاً لإدخال الرياضة في مدارس البنات قريباً.
وكان الأمير نواف بن فيصل ناقش أمس ورقة عمل بعنوان (تخطيط العمل المؤسسي لدعم دور الشباب في المجتمع). وأحبط الشباب والشابات المشاركون في منتدى الغد 2009 توقعات المراقبين بأن تسير حلقات النقاش عبر الجلسات بشكل روتيني وتقليدي، وحاصر طلاب وطالبات بعضهم في الثانية عشرة من العمر المتحدثين بمداخلات ساخنة.
وطالبت الطالبة نورا الكنكار من جامعة الأميرة نورة نائب رئيس مجلس الشورى الدكتور بندر الحجار بإدخال المرأة إلى مجلس الشورى، مؤكدة أنها كزوجة وأخت وأم وابنة تستحق عضوية أساسية لها صوت مسموع بآذان صاغية، ولم يجد الدكتور الحجار بداً من التعليق على مداخلة نورا بقوله إن مشاركة المرأة في عضوية مجلس الشورى قرار سياسي وليس بيد المجلس، مستدركاً بأنه يضم صوته لصوت نورا في مطلبها. وتابع الدكتور الحجار بأن مجلس الشورى استضاف 25 سيدة لمدة ثلاثة أيام عند مناقشة التقاعد المبكر للمرأة، مؤكداً على أحقيتها في مناقشة قضاياها.
وكانت جلسات المنتدى قد بدأت عند التاسعة من صباح أمس الأحد، وناقشت الجلسات محورين هما الشباب والتنمية، والتخطيط لاستثمار الطاقات الشابة. وتراجعت (البشوت والمشالح) أمام الطرح الشفاف الذي قدمه الشباب والشابات، لتسيطر الأفكار التي نتجت عن رؤوس حملت قصات شعر حديثة وتجوّلت في ردهات المنتدى ب(الجينز).
وحققت جلسات منتدى الغد 2009 الذي يعقد بتنظيم من نيارة للمؤتمرات أهدافها بخروج ثلاث مبادرات في جلسات الأمس، وكانت الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي رئيس المنتدى قد أعلنت أن المنتدى يهدف إلى الخروج بمبادرات ولن يستخدم آلية التوصيات.
ولم يتأخر يوسف الهذلول من مؤسسة رواسن للإنتاج الإعلامي والذي كان ضمن الحضور، ليعلن في مداخلته عن استعداد مؤسسة رواسن لتبني طرح أي فكرة جديدة من الشباب ليتم تبنيها في برنامج (زمام المبادرة) الذي يعرض على قناة الجزيرة الفضائية.
وأعقبت الدكتور سهير القرشي عميدة كلية دار الحكمة بإطلاقها ثالث مبادرة بتخصيص نشاط صيفي لـ100 طالب وطالبة من أبناء منطقة مكة المكرمة لتدريبهم على التفكير الإستراتيجي، وأعلنت عن أن المبادرة بدعم من أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل.
وشهدت المناظرة بين شباب وشابات جامعة اليمامة - في الجلسة الأولى من فعاليات منتدى الغد 2009، تحت عنوان (الشباب والتنمية) - جدلاً واسعا بعد أن وجهت طالبات من جامعة اليمامة عدة انتقادات لاذعة للشباب السعودي.
وشملت الانتقادات التي وجهت من طالبات جامعة اليمامة للشباب نقداً لاتكالية الشباب وعدم مقدرته على الاعتماد على النفس، مشيرين إلى أن الفتاة السعودية لديها الكثير من الحماس والقدرة على الاعتماد على النفس. وأكدت الطالبات على أن الفرص لا تُمنح للفتيات في المجتمع كما تعطى الشاب، مستشهدين بأقل تمييز ضدهن وهو عدم وجود مكان ترفيهي واحد للنساء وهو (المشي) ذهابا وإيابا بممشى طريق الملك عبد الله.
وأوضحت مروة بوحليفة الطالبة بجامعة اليمامة (أن الشباب السعودي يشعر بوهم الأمان الذي كان سببه وجود البترول والإحساس بدوام وجوده في السعودية، وتساءلت موجهة حديثها للشباب: من نحن من غير البترول؟!)، ونوهت مروة إلى افتقار الشباب السعودي إلى أخلاقيات وسلوكيات المهنة المطلوبة لسوق العمل كالجدية والمثابرة.
وفي ذات السياق عارضها الشاب عبد الملك الراشد قائلا: (بأن هناك قرابة 5 ملايين سعودي وسعودية يذهبون يوميا إلى العمل وقرابة 5 ملايين آخرين يتجهون إلى المدارس والجامعات).
وأضاف (ذلك لا يدل إلا على وجود شعب مهتم لبناء مجتمعه وتطويره)، وعرض عبد الملك رأيه في تحديات الشباب السعودي في محاور عديدة ومن أهمها أن النظام التعليمي نظام تلقيني لم يعط المواد العلمية حقها بعيدا عن كل إبداع وثقافة الحوار.
وأضاف الراشد (تصل ساعات الدراسة للطالب بعد إنهائه لتعليمه قرابة1900 ساعة في تعليم تلقيني)، متسائلا كيف سينشأ أطباء موهوبون؟، كما أشار إلى قلة وعجز هيئة التدريس مقارنة بعدد الطلاب، قائلا: (ما لم يتم إصلاح الواقع التعليمي سيظل الشباب السعودي مغلوبا على أمره).
وأثار ذلك معارضة عبد الرحمن الطالب من جامعة اليمامة الذي نفى أن التعليم تحد أساسي، ووصفه بالثانوي مشيرا إلى أن الشباب السعودي ينقصه المثابرة والالتزام في العمل، وعزا التحديات التي تواجه الشاب إلى الشاب نفسه فهو لا يطور من نفسه ولا يقرأ.
وأضاف عبد الرحمن أن أغلب الشباب السعودي يتلقى ثقافته من الصحف والبرامج التلفازية، قائلاً بأنهم لا يقتنصون الفرص والموارد المتاحة لهم.
وقالت إحدى طالبات جامعة اليمامة بأن الشباب غير انضباطي في العمل، ومتعفف عن العمل الدوني.
وقدمت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور خالد العواد عرضاً مرئياً يتضمن إجابات الشباب حول مفهوم مشاركة الشباب في التنمية، قدم بعدها ثلاثة من شباب جامعة الملك سعود عرضاً لتجربة رواد المستقبل.
وتحدث بعدها الدكتور بندر الحجار نائب رئيس مجلس الشورى عن مشاركة الشباب في صنع القرارات المجتمعية متقمصاً شخصيتين، الأولى شخصية مسؤول تقليدي نمطي محافظ في جهاز تنفيذي، والثانية شخصية شاب مؤهل وطموح ذي اطلاع واسع وعميق ويتطلع للتطوير.
وبين الدكتور الحجار من خلال حوار الشخصيتين اختلاف المفاهيم والمنطلقات، مؤكداً بأننا بحاجة لتغيير الثقافة، سواء ثقافة الشباب نحو المشاركة، أو ثقافة المجتمع تجاه مشاركة الشباب.
وقدم رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية عبد الوهاب الفايز ورقة نيابة عن الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، أشار فيها أننا بحاجة لشرح القرارات المتعلقة بالشباب قبل فرضها، ضاربا مثلا بقرار إغلاق المحلات التجارية وفوائده في الحفاظ على وقت الشباب وإغلاق منافذ السهر وتضييع الأوقات، مؤكداً في تعليق على أحد المداخلين بأن السهر هو أهم مشكلة تحاصر الشباب.
وشارك في الجلسة الثانية رجل الأعمال محمد عبد الملك آل الشيخ، متحدثاً عن مشاركة الشباب في القطاع الخاص، وقدم آل الشيخ نصائح للشباب مؤكداً على أن الشهادة الأكاديمية مفتاح، وأن الخبرة العملية أهم. وعلق أحد الشباب على حديث عبد الوهاب الفايز عن إغلاق المحلات قائلاً بأن هذا القرار كمن يعالج العرض ويهمل المرض، في حين علّقت إحدى الطالبات المشاركات قائلة بأن خريجي المدارس الثانوية السعودية من البنين والبنات بلا أهداف.
من جانبها أكدت الدكتورة سهير القرشي عميدة كلية دار الحكمة في ورقتها خلال الجلسة الثالثة على أن الشباب محور أساسي في قلب التنمية، مشيرة إلى أن الشباب مشروع استثماري مضمون الربح.
وأشارت القرشي إلى دراسة سألت الشباب ماذا لو كنت مسؤولا، وأبانت الدراسة أن 45% من الشباب يطمحون إلى تحسين مستوى التعليم، وطالبت القرشي بوضع ميزانيات ضخمة للاستثمار في الشباب ومع الشباب.
من جانبه قال عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة المنطقة المكرمة إن الشراكة مع الشباب لم تعد اختيارية، بل أصبحت إلزامية، فالشباب يمتلك كل ما يمكنه من صناعة القرار، كما يمتلك مقومات القيادة، مضيفا المجتمع يفتقد إلى ثقافة التغيير بل وإن الكثير منا يكره ثقافة التغيير.
وأضاف الخضيري خلال الجلسة الثالثة والتي ناقش خلالها إستراتجية تنمية وتطوير الشباب في المملكة العربية السعودية، أن ما نحتاج إليه هو إستراتجية شابة، وقيادات شابة بل إننا قادرون على أن نقدم نموذج مشرف عن المملكة أمام العالم.
وناقشت الطالبة بكلية دار الحكمة ماريا المهدلي قيادة المرأة كحل لمشكلة مجتمعية خلال مداخلة في جلسة الحوار الثالثة، قائلة: (المجتمع السعودي مجتمع منفتح والمرأة دخلت في كثير من المجالات وأصبحت عنصراً هاماً فكيف لها أن تذهب للعمل)، ونوهت بالمشاكل التي يتسبب فيها السائقون في المجتمع.
وتساءلت الطالبة بكلية دار الحكمة هداية غباش في مداخلتها قائلة: (الإسلام فرض علينا الحجاب فلم فرضه طالما أننا سنجلس في البيت؟!!)، مطالبة بتنمية المهنية لدى الشباب العاملين في كافة المجالات.