Al Jazirah NewsPaper Monday  20/04/2009 G Issue 13353
الأثنين 24 ربيع الثاني 1430   العدد  13353
 
حزب الله في مصر؟ لكن من ثم إلى أين؟
د. وحيد بن حمزة عبدالله هاشم

 

قد لا يدرك البعض حتى الآن لماذا تحرك حزب الله في مصر ليهدد أمنها واستقرارها، وهو أبعد من ذلك، لكن على الأقل لربما ما كان في جعبة مخططات زعامته ومن يدعمهم ويوجههم عن بعد أن يعمل على إحراجها على كافة المستويات الاقليمية والدولية. بيد أن الأخطر من ذلك كله ما قد يتمخض عن نجاحه في تلك المؤامرة من تهديد لاقتصاد مصر السياحي الذي يعتمد عليه الملايين من أبناء الشعب المصري الشقيق.

وهذا من الواضح يعتبر هدفاً رئيسياً من أهداف تنظيم القاعدة الذي فشل في تهديد أمن الدول العربية والإسلامية أمنياً ليتحول إلى تهديد اقتصادياتها التي تعد مصدر رزق شعوبها. نعم لقد يأس تنظيم القاعدة من استمالة قلوب الشعوب العربية والإسلامية بخطابه الديني وبمنطقه الثوري اليميني المتطرف بعد أن تجلت حقيقة نواياه البشعة لأعين الجميع. لكن على ما يبدو أن تنظيم القاعدة وجد حليفاً اقليمياً استراتيجياً بوسعه أن يحرك بعضا من ذيوله العربية ليحقق ذات الهدف الذي توافقت عليه إرادة الأطراف الثلاثة.

صحيح أن أجهزة الأمن المصرية (كأجهزة أمن المملكة) استطاعت أن تحبط التخطيط الخطير وتكتشفه قبل فوات الأوان، وقبل أن تتحرك خلاياه لتحقيق أهداف وأطماع اقليمية في أقوى دولة عربية، لكن الخوف كل الخوف أن تتواصل هذه المخططات والمؤامرات بشكل أو بآخر سواء في مصر أو أن تمتد لمواقع دول عربية أخرى بعد أن تعمق اليأس في قلوب الأطراف الثلاثة.

لذا ليس من المستبعد أو المستغرب أن تتواصل هذه السياسات والمخططات والمؤامرات المغرضة ضد الدول العربية الرئيسية وفي مقدمتها المملكة ومصر، ومع هذا كله نعود للتساؤلات لماذا مصر بالذات؟ ولماذا مصر الدولة العربية التي تعمل بجهدها الحثيث وتواصل مساعيها السلمية الحميمة للوقوف إلى جانب كافة القضايا العربية سواء قضية حزب الله في الجنوب اللبناني أو لإصلاح ذات البين في البيت الفلسطيني لتقويته في مواجهة إسرائيل بإنجاح محادثات المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية؟.

نعم هل يمكن أن يكافأ حزب الله دولة مصر على كل ما فعلته من أجل استقرار لبنان ومن أجل إخراج القضية الفلسطينية من محنتها العميقة؟ هل من الممكن أن يعض حزب الله اليد التي امتدت لتحسن إليه؟ لا بل لنقل الأيدي العربية وخصوصاً الأيدي السعودية والمصرية؟.

إن كلمة نعم هي الإجابة الواحدة الصحيحة التي بالطبع كانت واضحة وساطعة لا بديل لها كرد جميل من حزب الله لمصر وللمملكة. فمن الواضح أن حزب الله لم يعد لديه أجنة واضحة في مواجهة إسرائيل بعد حرب عام 2006م وبعد تحرير الجنوب اللبناني ليتحول بأجهزته العسكرية وغيرها لينفذ ما تمليه عليه طهران من مخططات وتوجيهات لا يمكن أن تخدم المصالح والأهداف العربية وفي مقدمتها الأمن العربي.

لقد تحرك تنظيم القاعدة ليضرب في الباكستان وفي اليمن وفي موريتانيا والمغرب وتونس بعمليات إرهابية دموية استهدفت أرواح الأبرياء وممتلكاتهم في هذه الدول، بل واستنزفت الكثير من مواردها وهددت اقتصادياتها. وتوافقا مع هذه السياسات العميلة كان على حزب الله أن يتحرك بدوره في الدول العربية المجاورة خصوصاً في مصر ليكمل حلقة أخرى من حلقات مخطط الجحيم، مخطط تنظيم القاعدة وحليفته الجديدة إيران.

لقد اقتضت إرادة الله تعالى أن تبتلى الدول العربية والإسلامية من داخلها ومن جوانبها، لكن الله عز وجل يمهل ولا يهمل ولا يمكن أن يكون أعداء دينه القويم وأمته المسلمة من النيل من عباده الصالحين فظهرت حقيقة حزب الله أيضاً واضحة جلية لتضاف إلى حقيقة تنظيم القاعدة وحلفائه ممن ضعف إيمانهم وانتزعت من قلوبهم الرحمة وباتوا حلفاء للشيطان وأتباعه.



drwahid@email.com
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد