من يتصور أن فريق الهلال لا يقهر أو لا يهزم أو أن الربح هو الصبغة العامة للفريق فهو مخطئ بلا شك وبالتالي يضع أحد سيناريوهات الأفلام الهندية التي دوما وأبدا ما يصور لنا كتابها أن البطل لا يمكن أن يخسر في سيناريو متكرر رتيب يكاد يقتل المشاهد الذي بالكاد حفظ مثل تلك السيناريوهات. علما أننا كجماهير لن نمل هذا السيناريو فيما لو حدث.
ومن يعتقد كذلك أن الهلال لا يمكن له أن يفوز في نهائي حاسم خصوصا مع موجة الخسائر لثلاث نهائيات في العهد القريب أمام الشباب مرة وأمام الاتحاد مرتين في استاد الدورة فهو أيضا يضع ذات السيناريو الهندي المحزن الذي يجعل رئيس العصابة والد للفتاة التي يحبها البطل وبالتالي تحدث المعوقات في ذلك الحب.
وبين هذا وذاك يجب على الجميع أن يعي أن الرياضة هي فوز وخسارة فرح وحزن تارة تجعلك تستمتع وتارة أخرى تجعلك تصاب بتلبك معوي نتيجة ما يحدث من سيناريوهات غير متوقعة وعك رياضي على أرض الميدان.
وما حصل من جماهيرنا بعد اللقاء من ردة فعل هو أمر متوقع ولكن غير المتوقع هو أن تكون ردة الفعل متجاوزة حد المعقول وحد المنطق، وفي أحيان كثيرة حد الأدب، فليس من المعقول ولامن المتوقع من جماهير الهلال التي تعودنا منها الرقي في الطرح والانتقاد بدون جرح أن تجنح إلى الظلم وتمارس ما مارسته بعض الجماهير من هتك وقذف لشخص أحد للاعبين في سابق الوقت وكنا حينها نقول لهم (اتقو الله) واعلموا أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. فكذلك الحال لكل من أطلق العنان لقلمه وللسانه لأن يقذف الكابتن خالد عزيز بأنه تجرد من أمانته وخان فريقه وباع وأصبح هو من يبيع ويشتري في عرض الكابتن خالد عزيز بدون وجه حق ولا ضمير يردعه عن هذا الظلم.
نعم خالد عزيز أخطأ وهو يستحق العقوبة كذلك يستحق الانتقاد والقسوة في إطار الانتقاد لاكما يفعل من بعضهم من الخوض في مسائل لا ينبغي أن يخوض فيها بدون دليل ولا برهان دامغ.
وما حصل من خالد عزيز يجب أن نعي أنه جزء لا يتجزأ من عالم الكرة يندرج في إطار الأخطاء وتحت طائلة المتعة الكروية (سلبية لنا وإيجابية لغيرنا والعكس صحيح (هي كذلك بكل بساطة، وبدون أي تعقيد رغم يقيني أن خالد عزيز لو عاد به الزمن إلى إحداث اللقاء وتحديدا إلى لقطة الخطأ لصنع الأفضل في تلك اللقطة بدون تهور وبكل عقلانية ولكن لأننا نعرف أن خالد عزيز هو ابننا ولا يمكن لنا أن نتعاطى معه إلا بحسن نية نعتقد أن ما قام به ما هو إلا من دافع الحماس والتسرع لا أكثر والغيرة وذلك عبر ردة فعل سريعة في جزء من الثانية كلفته الكثير وكلفت فريقه كذلك خسارة اللقاء. لهذا دعونا نتفق أن حالة عزيز هي جزء من الخسارة وليست الخسارة بأكملها لكيلا ننصب له المشنقة في ساحة المدرج أو على الأقل حتى لا نكون أكثر قسوة تجاه ذواتنا حينما نمارس عليها ذلك الجلد الذي لا يمت للمنطق ولا للعقلانية بصلة.!
رصاصات
* من وجهة نظري أن اللقاء به عدة عوامل ساعدت على ظهور الفريق بمظهر دون المأمول ولو كانت تلك العوامل قد تواجدت على الاتحاد في ذات اللقاء لانهار سريعا.
* الاتحاد يستحق البطولة لأنه فريق بطل كما هو الحال لنادي الهلال وسبق أن ذكرنا ذلك قبل اللقاء وكلاهما يستحق الدرع
* تخيلوا لو فاز الهلال بالله عليكم هل كانت كل تلك المجازر والمشانق التي صنعت لأفراد الهلال ستتواجد عبر الأطروحات التي وضعت؟!
* مدرب الفريق لا يتحمل الخسارة بل يجب أن نشكره على ما قدم وندعمه رغم أنه كان مغامرا في بعض التغيرات فكان من الواجب عليه بعد طرد عزيز أن يدعم الفريق بالخثران بديلا عن التائب ومن ثم الفريدي بديلا لسول والعنبر بديلا لنامي.
* تذكروا لقطة الهدف الأول لنايف هزازي وقارنوها بهدف الفريق اليوناني في اليونان في اللقاء الودي مع خالد العنقري نسخة كربونية من الهدف ونسخة كربونية من الخطأ على إثرها تم إقصاء خالد العنقري.
* خالد عزيز أخطأ ومن الخطأ معالجة الخطاء بخطأ آخر فنحن في حاجة إليه في القادم من الأيام، ولذلك الاكتفاء بالجلوس معه وإيضاح مشكلته والخصم عليه وعدم الإفصاح عن العقوبة والاكتفاء بذلك.
* على إدارة الهلال أن تبحث عن حلول أنجع وأكبر في مشكلة الظهير الأيمن بتدعيمها بلاعب محلي على طراز عال يجيد النواحي الدفاعية قبل الهجومية وهذه المشكلة عانى منها الهلال منها سنوات وليست وليدة اللحظة.!
* قبل الطرد وبعد الطرد وبعد إخراج نامي وفي ظل انكشاف الدفاع وانحدار مستوى المرشدي وتوهان فكر الزوري بقي أسامة هوساوي محافظا على رباطة جأشه وحيدا أمام الأسد الدعيع وخلف المقاتل رادوي.
* طارق التائب كذلك كان شارد الذهن طيلة العشرين دقيقه التي لعبها أو لنقل إنه لم يلعب لعبا فعليا مؤثرا خلال تلك العشرين دقيقة وتغييره كان له دور في عودة الفريق للقاء مجددا خصوصا أن أحمد الفريدي كان في الموعد.
* ياسر القحطاني أغلب الشوط الأول يلعب وحيدا ومصابا ولم يتمرن بقوة ومع النقص كان يعود للتغطية لمنتصف الملعب ليصبح لاعب عشرة مع انطلاق سول وويلي من الأطراف ليمارس ادوار طارق وهذه تحسب لياسر الكاسر.
* بعد هدف التعادل تمنيت أن تنتهي المباراة بهذه النتيجة قياسا على معطيات اللقاء ومجرياته اللعب التي كانت تصب في صالح الاتحاد.
* بعد هدف رادوي يكذب كل من شجع الاتحاد أنه لم يخف من فقدان البطولة وتكرار سيناريو خسارة البطولة العام الماضي لأنه يعلم قوة الزعيم وقدرته على قلب مجريات اللقاء متى ما أراد ذلك وقبل ذلك بعد إرادة الله سبحانه.
* كنت أتمنى أن تكون قناة الزعيم إن صادقة مع نفسها وتناقش مع الجماهير الهلالية أسباب الخسارة بعد اللقاء مباشرة وجعل المشجع الهلالي يتداخل بكل رقي ليكون على تواصل مع القناة في الأفراح والأحزان. بدلا من إطلاق الأوهام عبر الفضاء على أمل التواصل.
* الفكر المؤسسي التجاري يقوم على خطط بعيدة الأمد وطويلة وأرباح متتالية لأعلى خطط قصيرة وهذا سر نجاح أي مؤسسة واستمرارها حتى وإن تعثرت بعض صفقاتها التجارية خصوصا إذا كانت المنافسة محتدمة من قبل بعضهم، وهذا ما يسعى سمو الأمير عبدالرحمن أن يؤسس له في النادي وفي أذهان مشجعيه.
* أن خسرنا اللقب فنحن تعثرنا ولم نقتل ولكن نريد أن نتعثر لنقوم أقوى وأشد ونعود لنستفيد ونتعلم ألا نؤجل حسم اليوم حتى الغد.
* أمامنا مواجهات مهمة وأجندة ممتلئة لا تدعو سلبية بسيطة تطغى على الفريق وتكبلون بها أذهان اللاعبين وتجعلون هذه السلبية حجر عثرة يتذكره اللاعبون طيلة الموسم بدون ذنب اقترفوه بل لأنه نتيجة أخطاء من بعضهم دون قصد بلا شك.
تشطيبة
إن من أسباب زيادة النعم هو شكر الله عليها
فالحمدلله على كل شيء قبل وبعد وفي السراء والضراء.
بسام اللحياني