كثير من حوادث النصب والاحتيال ما كان لها أن تحصل لولا وجود البسطاء من الناس الذين يسهل على المحتال خداعهم. فالمسألة ليست اقتصادية بحتة، ولكنها أيضا مسألة وعي. وما نسمعه عن قصص الاحتيال التي يقع في شبائكها المتهافتون على الثراء السريع لدليل قاطع على أن هؤلاء يعانون من نقص كبير في الوعي والحذر، وأن المجتمع بحاجة إلى توعية مستمرة تحذر من الوقوع فريسة للمحتالين من الداخل والخارج.
فشائعة ما يسمى بماكينات (سنجر) إنما هي أنموذج يؤكد ما سبق ذكره. فهذه الشائعة على الرغم من سذاجتها إلا أنها انتشرت وراجت بين البسطاء الباحثين عن الثراء السريع، وفي وسط كهذا يسهل على المحتال نصب شراكه، وخداع أكبر عدد ممكن من السذج.
هذا الأنموذج المبسط تشبهه نماذج أخرى على مستوى أكبر سرقت فيه عشرات الملايين، عبر المساهمات المختلفة سواء العقارية أو ما سمي بمساهمات سوا أو غيرها من المساهمات المشبوهة والتي ما كان لها أن تحصل لولا وجود المتلهفين على الكسب السريع والذي يضعون أموالهم التي ظلوا يجمعونها على مدار حياتهم بكل بساطة في أيدي المحتالين الذين لا يراعون في هؤلاء إلاً ولا ذمة. وهذا لا يعني أنه لا توجد مساهمات حقيقية، ولكن في كل الأحوال على المساهم أن يتحرى الصحيح منها من المزيف عبر الرجوع إلى مصادر المعلومة الرسمية!.
وأنواع الاحتيال عديدة وتتخفى خلف أشكال وألوان لا حصر لها، ومنها على سبيل المثال ما يتعلق بالشعوذة والدجل والتي يتعلق بعضها مباشرة بصحة الإنسان وتهدد استقراره الاجتماعي والأسري، هذا فضلا عن أولئك الذين يدعون أنهم يملكون وصفات علاجية فعالة من أعشاب مجهولة وغيرها مما قد يهدد حياة طالبي مثل هذه العلاجات من المرضى والمحتاجين!.
إذن نحن لسنا أمام مشكلات مالية بالدرجة الأولى، فهذه المشكلات إنما هي نتيجة لمشكلات متعلقة بالوعي الذي بحاجة إلى إعادة غربلة وتثقيف من أجل حماية مدخرات الناس، وضمان الحفاظ على حقوقهم.