من ضمن الموضوعات اللازمة للحديث المختص، بين فئات الأطباء، وإخصائيي التغذية، ومراقبي الاستهلاك الغذائي الضار، ومنظري علم الاجتماع، والنفسانيين، بل ربما الفلاسفة والمفكرين هو كيف يمكن أن يعيد المرء صياغة برنامج عاداته الغذائية، صياغة تنفيذية لا تقف عند المعرفة دون الإقدام، أو الأماني دون الأفعال.
فالمرء ضيع الكثير في حياته وهو يعرف ولا يقدم، وهو يتمنى ولا يفعل، وعند تقاطع الغذاء والصحة، ومن ثم الصحة والسلامة، فإن من الأوليات التي يتحدث كثيراً عنها أولئك ويتجاهلها على الإطلاق هؤلاء.. أمر ضرورة تغيير عادات التغذية وأنواع الأغذية.. ومع ذلك تتردى مستويات السلامة والعافية في الصحة العامة للأفراد في مقابل الإقبال المنقطع النظير لافتتاح المطاعم، ذات الوجبات الموسومة ببلدانها إمعاناً في الإغراء، والمهيأة بزخمها وسرعتها تماهياً مع إيقاع العصر بسرعته واكتظاظه وطلباته وضيق وقت المرء فيه.. لذلك أكثر من يواجه حرج النتائج الأطباء، والمرضى أنفسهم.. وصغارهم على وجه التخصيص..
والحديث المستمر عن ضرورة تعديل عادات ونوعية الغذاء، وأساليب التغذية، بات ملحاً ليس على نحو الواجب للتوعية في الكليات والتفاصيل، بل على نحو الإلزام بالانقياد للمعلومات عنها، فأمة صحيحة أبدان أفرادها، لهي أنموذج لعصر اتسعت فيه المعارف والخبرات، ومن المعيب أن تطغى الجهالة فيما هو مبسوط للمدارك.