يبدو أن حرية اختيار النغمة المفضلة.. قد كشف المستور وأحدثت نوعاً من الفوضى في النغمات طبقاً للأذواق التي يحكمها العمر.. فهناك الأطفال والمراهقين من الشباب وهناك الكبار يعتصمون بالحرية الشخصية لاختياراتهم.. فيختلط المكان بتلك الأذواق التي لا تستساغ ويضطر الآخرون إلى سماع تلك النغمات تحت شعار (مرغم أخاك لا بطل) فمنهم من لا يحسن اختيار نغمة الرنين.. ويغفل أن هناك أماكن ومناسبات ومشاعر للآخرين لها احترامها ويجب أن توضع في عين الاعتبار.. وتكثر هذه الأيام نغمات الموسيقى المخلوطة بأغاني الغزل.. فأصحابها لم يقتنعوا بحرمتها بعد!!!.. لكن تستنكرها وتلفظها المناسبات وتتقيأ منها الأماكن التي لها قداستها كالمساجد وتعج أوساط النساء باختيار تلك النوعية التي توقعهن بالحرج فمناسبة كالعزاء تستقبل إحداهن مكالمة واردة إليها بنغمة أغنيتها المفضلة.. ويضطر الحضور لسماع تلك الأغنية.. والطامة أن يكون الجوال محشوراً في الحقيبة التي تركتها صاحبتها لظرف ما وتعود.. فما على الحضور إلى الاستماع. وفي أروقة المستشفيات خاصة غرف انتظار المراجعين ينكشف الذوق.. الذي لا يراعي المكان.. فنجد من تلقم جوالها ضغطة تنهيه وتكتم أنفاس تلك النغمة وتتوارى خجلاً لأن المكان يئن بالمرضى والمراجعين في غاية القلق والاضطراب. وليسوا بحاجة إلى أصوات نشاز بموسيقى صاخبة مزعجة مستفزة.. وللمتسوقات شأن آخر.. أقبحه عندما تأتي مكالمة لإحداهن بنغمة عذبة وهي على مقربة من جموع من الرجال أو تكون داخل أحد المحلات مع البائع. فتأتي نغمة الرنين بأغنية تقطر غزلاً.. وثالثهما الشيطان. هذا ما عندي.. وفي جعبتكم الكثير.
وبعد أن كان لك حرية شخصية في الاختيار. فالناس شركاء معك في الاستماع. ضع مشاعرهم في الاعتبار وقبل هذا وذاك اختر ما يرضي الله عز وجل.
* بريدة