Al Jazirah NewsPaper Friday  17/04/2009 G Issue 13350
الجمعة 21 ربيع الثاني 1430   العدد  13350
 
رياض الفكر
رجال في غرف الولادة !
سلمان بن محمد العُمري

 

من الطبيعي أن تحرص المرأة على وجود أمها أو شقيقتها معها أثناء الولادة لمساعدتها أو تلبية بعض ما قد تحتاجه من أمور، لكن غير الطبيعي أن تدعو الزوجة زوجها للدخول معها إلى غفرة الولادة، والأغرب أن يصرَّ بعض الأزواج على مرافقة زوجاتهن في تلك اللحظات الصعبة لدرجة لم يعد مستغرباً أن نجد رجالاً يقفون فوق رؤوس زوجاتهم، ويزحمون غرف الولادة، ويربكون في أحيان كثيرة عمل الطبيب أو الطبيبة.

وكثير من الأزواج يبررون حرصهم على الدخول إلى غرف الولادة مع زوجاتهم برغبتهم في الأطمئنان عليهن، ومساعدتهن على تحمل الآلام، ومعايشة تلك اللحظات الفاصلة في تاريخ الأسرة، ولا سيما إذا كان ذلك هو المولود الأول.

والطريف أن بعض الأطباء المختصين بعلم النفس يرون أن دخول الزوج مع زوجته لغرفة الولادة يمثل دعماً معنوياً لها يساعدها على تحمل الآلام التي تصاحب الولادة، لكن المفارقة العجيبة أن أطباء التوليد يؤكدون أن دخول الرجال لغرف الولادة له سلبيات كثيرة، منها: أن الزوج قد لا يتحمل تلك اللحظات الصعبة، ومشاهد التدخل الطبي سواء كانت ولادة طبيعية أو قيصرية، فيفقد وعيه، أو يتعرض لحالات إغماء مفاجئة، فيصبح هو نفسه عبئاً على الطبيب أو الطبيبة، وربما يشغل العاملين بغرف الولادة عن الاهتمام بالأم التي هي في أمس الحاجة إلى المساعدة والاهتمام. وثمة أمر آخر يؤكده الأطباء، وهو أن الزوج الذي اعتاد على رؤية زوجته جميلة رقيقة نظيفة قد يصطدم بمنظرها ساعة الولادة، وتظل صورتها الصادمة عالقة في ذهنه، وربما تكون دافعاً لنفوره منها، وهناك بعض الحالات التي وصل فيها الأمر إلى حد الطلاق. ومع كامل تقديرنا لرغبة كثير من الأزواج والزوجات من صغار السن على أن يتشاركوا لحظات الولادة بدافع المحبة المتبادلة، والرغبة في أن يعيشوا معاً لحظات قدوم ابنهم أو ابنتهم إلى الدنيا، لا يجب أن نغفل الآثار السلبية المترتبة على دخول الرجال لغرف الولادة، وفي مقدمتها الخلل الذي يصيب الاستقرار الأسري والعلاقة الحميمة بين الزوجين فيما بعد خاصة وأن كثيراً من الأزواج غير مؤهلين نفسياً لمشاهد لحظات الولادة بدليل فقدانهم لأعصابهم إذا ما تأخرت الولادة لسبب أو لآخر، وتصرفاتهم الغريبة تجاه الطبيب أو الطبيبة المسؤولة عن عملية التوليد والتي قد تصل إلى حد الشجار.

وخلاصة القول أن موضة مرافقة الأزواج لزوجاتهم أثناء الولادة موضة غريبة تتخفى تحت أوهام ومزاعم رومانسية، لكنها يمكن أن تصبح خطراً يقوض بنيان الأسرة بأكمله.



alomari1420@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5891 ثم إلى الكود 82244
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد