Al Jazirah NewsPaper Friday  17/04/2009 G Issue 13350
الجمعة 21 ربيع الثاني 1430   العدد  13350
 
ومضات
عن النائب الثاني أحدثكم 1-2
د. عبدالمحسن بن عبدالرحمن القفاري

 

أن يختصك الله بنعمة فذاك فضل عظيم فإن انضاف لذلك بصيرة بهذه النعمة واستشعار لعظيم منّة الله تعالى عليك بهذا الفضل وما يقتضيه من الشكر فهو مقصد للشرع عظيم ومنّة أخرى فإن كمل ذلك ببذل الوسع في الحمد والثناء على الله بنعمه ومواجهتها بالشكر القولي والعملي (اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور)، فهذا منهج الموفقين الراسخين المقتفين آثار النبوة ومنهج الرسالة وهم من يحصد بفضل الله السعادة في الدارين.

ذاك مدخل للتذكير بعظيم منّة الله على هذه الأمة ومجتمعنا على وجه التحديد قيام شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكونها واقعاً معاشاً في حياة الناس ترسخ الخير وتدعو إلى مبادئ الإسلام السامية وتحافظ على ما تتمتع به بلادنا من صفاء المعتقد وسمو الأخلاق، وما يستلزمه ذلك من شكر قولي وعملي ينظم إليه الإشادة بولاية هذه البلاد الراشدة والتي أولت هذه الفريضة العظيمة بين فرائض الدين عناية خاصة وأظهرت مؤازرته وتعزيزه ورعايته حتى جنى المجتمع آثاره الطيبة في المحافظة على ثوابت الدين وحقق مصالح المجتمع وعزز قيمة بلادنا الشرعية والدولية. من هناك يأتي الجزء الأهم في هذا التصور: وهو أن نظهر الشكر والإشادة والمؤازرة لجهود ولاة أمرنا في تحقيق ما يرام من هذا الجهاز وما يتطلبه هذا التميز والاختصاص لبلادنا.

ولن يستطيع أحد أن يصبح في فضاء مسيرة الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون أن يقفز إلى ذهنه مواقف صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير المحبوب نايف بن عبدالعزيز الذي تباشر الجميع بما ناله من ثقة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وقيادة هذه البلاد بتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ذاك أن سموه بدقيق فقهه وشدة رعايته للأصول التي قامت عليها هذه البلاد وبالغ فهمه للأخطار والتحديات التي تواجهنا وحكمته في التعامل مع الوقائع والأحداث يجعله بحق رجل المرحلة المتميز، وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهتمام سموه مساحة واسعة ومواقف خالدة حتى في أحلك الظروف والأزمات وما ذاك إلا لإيمان قيادة هذه البلاد بمبادئها ورسوخ منهجها القائم على الكتاب والسنة وسموه العضد لهذه الشعيرة الربانية ليقينه بمنزلتها من ديننا وهو راعي مسيرة الأمن المشرف على أجهزته ويدرك أثرها في تحقيق الأمن وحفظ المجتمع.

وسموه بتعامله الأبوي مع العاملين في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقويمهم ان احتاج الأمر وتوجيههم بصراحته المعهودة أحدث ثقافة نافعة في عمل الجهاز ونفوس العاملين فيها أحاط بذلك دفاعه عن الجهاز أمام بعض الحملات الجائرة، فكان لكثير من أقواله أثر بالغ في حماية المبادئ التي يقوم عليها الجهاز وتطبيقاته والتحفيز على تطوير وترشيد مسيرته، ونحن من داخل الدائرة نرى الأثر النافع لهذه المنهجية الإصلاحية التي يتبناها سموه وأساسها المنهج النبوي في الشفقة والمساندة والرعاية والتقويم.. إنه حديث ممتع ممتد عن مواقف سموه في هذا الباب لا تسعه هذه المساحة وسأسرد لاحقاً نماذج من هذه المواقف المشرفة لسموه مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبعاد اثارها فينا وفي المجتمع، وهي هنا ليست لملء الفراغ أو التمدح لكنها أقل حقوق هذه الولاية الرشيدة التي رعت الخير فينا وأقامت بيننا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد