إننا نعيش هذه الأيام حدثين مهمين استدعيا خواطر الناس، واستوقفاهما هنيهة لأجل التأمل والتهنئة والمباركة، والتعبير عن الفرح ومشاعر الغبطة. مشيرا إلى أن الحدث الأول هو عبارة عن خطوة مباركة أثلجت صدور كل مواطن غيور، وكل مراقب عارف ببواطن الأمور، وكل متابع لما يدور تلك الخطوة التي تمثلت في الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، هنيئا لهذا المنصب بهذا الرجل متعدد المواهب والقدرات وهنيئا للأمير نايف بنيل الثقة الملكية الغالية، فالمنصب يضيف إلى سموه مهام جديدة رغم تعدد المهام والمسؤوليات التي يتولاها بحكم منصبه وزيرا للداخلية ورئيسا للعديد من المجالس والواجهات الوطنية الفاعلة، حيث يضاف إلى مهام سموه مسؤوليات عظيمة على المستوى الوطني والعربي والإسلامي والعالمي.
لقد حقق الأمير نايف خلال الفترة الماضية إنجازات غير مسبوقة في القطاعات الأمنية ورفع شعار (كل مواطن رجل أمن) وكان بحق رجل الأمن الأول، وقاد ملحمة المشاركة الشعبية للعيون الساهرة على أمن الوطن، وهذا لا يلغي كونه مهندس الإستراتيجية العربية الشاملة للتنسيق الأمني ووضع سياسة التصدي للإرهاب والعنف. فاستطاعت الدولة (بموجب خططه الناجحة) دحر فلول الإرهاب والتصدي للفئة الضالة بكل قوة وبخطط منهجية، قادت إلى تجفيف منابعه.
و على صعيد الإعلام حرص سموه على الارتقاء بالمستوى الإعلامي، والتأكيد على ثوابت الدين والوطن والحفاظ على القيم، والتمسك بالمصداقية والموضوعية والاتزان في الطرح والابتعاد عن الابتذال ومسايرة ما يتنافى مع الخلق والعقيدة والعادات والتقاليد المستمدة من الشرع.
لقد عرف سموه بتقديره للعلماء وطلبة العلم، وإجراء حوارات مباشرة مع الدعاة والأئمة والخطباء، ونال شرف خدمة ضيوف الرحمن والعمل على توفير أجواء الطمأنينة والاستقرار لتأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة.
إن الأمير نايف قد خدم الكتاب والسنة من خلال جوائز ومسابقات حفظ القرآن الكريم، وإعلانه جائزة عالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية، وسجله زاخر بالإنجازات ومواقف خدمة الدين والوطن في مختلف الميادين، بالإضافة إلى مواقفه المعروفة من الأيتام وأبناء الشهداء وذويهم.
فالأمير نايف يجمع كل الصفات القيادية، ويتمتع بالحنكة والرؤية القيادية والنظرة الثاقبة والقدرة على مواجهة المواقف في مختلف المجالات، والحكمة في التصرف والفكر الواعي والحضور الذهني الذي يجعله أهلا للمناصب القيادية التي تحتاج إلى مواصفات من طراز خاص.
أما الحدث الثاني فقد تمثل في الأمر الملكي الكريم القاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أميرا لمنطقة نجران، وهو اختيار موفق بكل المقاييس، بل هو حدث بمثابة هدية قيمة ليس لأهل نجران فحسب بل لكل أبناء الوطن الغالي أن يكون على قيادة المنطقة رجل بمقام سمو الأمير مشعل بن عبد الله - حفظه الله - لقد جاء الأمر السامي الكريم اختيارا للكوادر المؤهلة القادرة على تحمل المسؤولية، والعناصر المناسبة ذات الكفاءة العالية القادرة على العطاء والبذل ومواكبة مرحلة التطور والنماء التي تنتظم العديد من مناطق المملكة، وهذا يجعلنا نقول: هذا الشبل من ذاك الأسد، فالأمير مشعل من الكوادر ذات التأهيل العالي، وممن صقلوا مواهبهم وقدراتهم الذاتية بالخبرات العملية والتجارب التي ما زادتهم إلا صلابة وقوة ومنعة في مواجهة مختلف الظروف.
زامل الجربا