Al Jazirah NewsPaper Friday  17/04/2009 G Issue 13350
الجمعة 21 ربيع الثاني 1430   العدد  13350
 
جنى

 

حبيبتي جنى

هل تسمحين لي بأن أروي لك حكاية؟؟

من واقعنا.. من حاضرنا.. من عالمنا..

كان يا ماكان في هذا الزمان في بيت صغير يعيش زوجان متحابان

وهذا البيت محدود من كل الجهات

فمن الشمال: الوفاء..

ومن الجنوب: الصدق..

ومن الشرق: الحنان

ومن الغرب التضحية

هذا ليس بيتا إنما هو جزيرة

نعم (جزيرة الحب)

وأوسط هذا البيت وقاعدته الحب..

فهو كوكب ويدور حوله الوفاء والصدق والحنان والتضحية..

هذا البيت مزدحم لا تجد لك فيه مكانا إلا لك

لماذا؟؟

لأن الحب في كل مكان في كل شبر في كل زاوية من زواياه..

ومضت الايام يوما وراء يوم

ويكبر الحب ويزداد في (جزيرة الحب)

شمس الحب لا تغرب عن هذه (الجزيرة)

وبعد تلك الأيام

حان موعد (جني) الثمار

وقطف الازهار

وشكر الواهب على ما اختار

فقد ولدت الأم

وأتت ببنت كأنها القمر وحلاها كأنه جنى النحل

وبعد مرور أربعة أشهر، أصيب (القمر) بعلة يقال لها (عظم)، فترك الأبوان (القمر) عند جدتها الحنون

لكي تذهب بها إلى إحدى الحكيمات

وبعد ذلك استعد أبواها للسفر

وسافرا وفي الطريق تذكرا ابنتهما التي لم تغب عن البال أصلا

فكيف أذكركم إذ لست أنساكم..

واغرورقت العين بالدموع..

دموع الفراق.. دموع الحب والصدق

في هذا الموقف ظهر معنى (الأب) و(الأم)

وعرفت جيدا بعد ذلك قصة الرجل الذي جاء عمر الفاروق- رضي الله عنه- وقال: أمي لا تقضي حاجتها إلا وهي على ظهري فهل أديت حقها؟؟

قال الفاروق: لا

قال الرجل: لماذا؟؟

قال الفاروق: تفعل بها أنت ذلك وتريد موتها، وتفعل بك هذا وأنت صغير وتريد أن تعيش..

وفهمت معنى (ولا طلقة من طلقاتها).

وذكرتني هذه القصة بقول الشاعر:

أين الضجيج العذب والشغب؟

أين التدارس شابه اللعب

اين الطفولة في توقدها

أين الدمى في الأرض، والكتب

اين التباكي والتضاحك في

وقت معا والحزن والطرب

بالأمس كانوا ملء منزلنا

واليوم - ويح اليوم - قد ذهبوا

وكأنما الصمت الذي هبطت

أثقاله في الدار إذ غربوا

إغفاءة المحموم، هدأتها

فيها يشيع الهم والتعب

ذهبوا؟ أجل ذهبوا ومسكنهم

في القلب ما شطوا وما قربوا

إني أراهم أينما التفت

نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا

وأحس في خلدي تلاعبهم

في الدار، ليس ينالهم نصب

وبريق أعينهم إذا ظفروا

ودموع حرقتهم إذا غلبوا

دمعي الذي كتمته جلدا

لما تباكوا عندما ركبوا

حتى إذا ساروا وقد نزعوا

من أضلعي قلبا بهم يجب

ألفيتني كالطفل عاطفة

فإذا به كالغيث ينسكب

قد يعجب العذال من رجل

يبكي ولو لم أبك فالعجب

هيهات ما كان البكا خور

إني، وبي عزم الرجال، أب

وأخيراً يا جنى هل عرفت اسم الأب؟؟

(م) مشفق

(ح) حنون

(م) محب

(د) دفء

وهل عرفت اسم الأم؟؟

(ن) نجمة في حبها

(و) وداد لزوجها

(ر) رقة في تعاملها

(هـ) هدوء في شخصيتها

وهل عرفت يا جنى اسم البنت؟؟

إنها (ج) (ن) (ى)..

أسامة بن زيد بن سليمان الدريهم


التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد