بفكرة أبدعها طفل أمريكي في الرابعة عشرة من عمره تضايق من كثرة ما يطلق زملاؤه الشتائم والألفاظ البذيئة، انطلقت هذا الشهر في لوس أنجلوس حملة لمدة أسبوع تستهدف التخلي عن الشتائم! الحملة أطلقها طفل وتبناها مجتمع! وهي فكرة تموج رقياً أخلاقياً، وتحاول - كما قال مطلقها - بعنوان (لا تشتم)، بعد أن أصبح العالم بأسره يعاني من تلوث بالشتائم التي يطلقها البشر!
الغريب أن الألفاظ السيئة لا يطلقها الناس فقط في حال الغضب بل حتى عندما يكونون في قمة السعادة؛ فأحياناً تصدر في مدرجات (ملاعبنا)، وهي أكثر مكان تستوطنه الشتائم بحكم (رفع القلم) عن بعض الجماهير المتعصبة والمتشنجة حيث تذهب إلى الملعب لتفريغ شحنات الغضب لتصبها على الحكم واللاعبين والجماهير المنافسة ولغيرهم! وفي حال شاهد بعض الجماهير مثلاً هدفاً رائعاً جعله ينتشي فرحاً فإنه سيقول: (يلعن أمه وش ذا الهدف؟!)، والأم هي أكثر الأشخاص الذين توجه إليهم اللعنات دون ذنب، ولكن بهدف إغاظة الشخص الآخر! ولدى بعض الشعوب العربية شتائم من العيار الثقيل تؤهلهم للفوز بمسابقة أقذر وأقذع الألفاظ المسيئة، وتصل شتائمهم أحياناً إلى سب معتقدات الشخص، وربما أعلى من ذلك!
السباب اللفظي نهى عنه رسولنا الكريم حيث قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وقال: (ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش القول)، والشتائم هي أساساً ثقافة مجتمع تزداد بالممارسة والسماع، والسكوت عنها يزيد انتشارها؛ لذلك جاءت مثل هذه الحملة التي أؤكد لكم أن إحدى مدارس الأبناء الابتدائية التابعة لوزارة الدفاع في منطقة تبوك أطلقتها قبل خمس سنوات وهي تلتقي مع هذه الفكرة بالهدف وبأنها جميعاً انطلقت من المدرسة! قال مدير المدرسة: عقدنا اتفاقاً مع الطلاب بأن لا يتكلم بعضنا مع بعض إلا من خلال الألفاظ الجميلة، وأن نسلم على بعضنا إذا تقابلنا في الشوارع والأسواق لمدة فصل دراسي كامل. وقام بعمل ملصقات لحملته التي توجهت للطلاب وأسرهم ومعلميهم، وبمناسبة المعلمين فإنهم أول الأشخاص الذين يجب أن يلتزموا بحملة الكلام النظيف! فالمعلم القدوة الذي ينظف عباراته من الشتائم سوف ينقل تلك النظافة اللفظية إلى طلابه، لكن المعلمين والمعلمات (أعضاء جمعية العنف ضد الطلاب) الذين يمارسونه لفظياً من خلال شتائمهم، خاصة ضد طلاب المرحلة الابتدائية، بعبارات مثل: يا حمار، يا حيوان، يا كلب!! وطبعاً في مدارس البنات تضيف المعلمات حرف (الهاء) في آخر الكلمة، هذه الحملة التي سبق تطبيقها في إحدى مدارسنا منطلقة من أهداف ديننا الإسلامي أتمنى لو تتبناها وزارة التربية في مدارسها ورعاية الشباب في ملاعبها، ونعمل أيضاً على تطبيقها في بيوتنا!
alhoshanei@hotmail.com