بعد مضي عشر سنوات من الآن تكون الحوادث المرورية قد قتلت أكثر من 60 ألف شخص في المملكة! إذ إنه يقتل سنويا 6 آلاف شخص بسبب هذه الحوادث؛ طبقا لما أفاد به المدير العام للمرور اللواء فهد البشر. وهذا الرقم يفوق بمراحل أي خسارة بشرية أخرى بما فيها خسائر الإرهاب! ولذلك عبر أحد القانونيين عن الأزمة المرورية بأنها حرب دائمة في الشوارع وبأنها نوع من الإرهاب! والأزمة المرورية متعددة الجوانب فإلى جانب الحوادث، نعاني من أزمة الزحام الشديد وخاصة في المدن الكبرى، وعلى رأسها مدينة الرياض.
ولإعطاء مثال بسيط عن حالة الزحام المزرية في الرياض وحدها، يورد مدير عام المرور بالرياض إحصائيات ذات دلالة واضحة على أن ثمة مشكلة كبيرة يجب حلها وإلا فإنا مقبلون على كارثة! فطريق الملك فهد وهو شريان الحياة المرورية في الرياض لا يستوعب أكثر من 180 ألف مركبة في اليوم، في حين أن عدد المركبات التي تمر فيه حقيقة تصل إلى 300 ألف مركبة يوميا!.
وهذا ينطبق أيضاً على طريق مهم آخر وهو طريق خريص الممتد من غرب الرياض إلى شرقه والذي تبلغ طاقته الاستيعابية اليومية160 ألف مركبة، في حين أن 270 ألف مركبة تمر يوميا في هذا الطريق المختنق على مدار الساعة. وإزاء هذه الأرقام المخيفة لا بد من حل استراتيجي وليس حلا مؤقتا. ويكمن الحل في عدة أمور، منها أولا: تخفيف الزحام عن المدن الكبرى بالحد من الهجرة إليها من قبل طالبي الوظائف وطلاب العلم والمراجعين للمستشفيات وغيرهم بإيجاد فرص عمل في المدن الصغيرة والقرى المجاورة، وتوفير كافة الخدمات التي تغني هؤلاء عن تكبد عناء السفر إلى المدن. كذلك ضرورة توفير وسائل نقل عامة على المستوى الوطني، على غرار المدن العالمية، وهذه الوسائل ستوفر آلاف المركبات التي يضطر المواطنون والمقيمون إلى استعمالها بسبب غياب النقل العام. كذلك لابد من الإسراع في مشاريع الطرق لكي تستوعب العدد الأكبر المتوقع من المركبات.
أما بخصوص الحوادث المرورية فلعل من أهم أسبابها السرعة، وغياب الوعي المروري وهذا يتطلب توفير عدد أكبر من رجال المرور في الشوارع الحيوية، وتطبيق الجزاءات الأكثر ردعا للمتهورين، فضلا عن ضرورة خلق وعي مروري عبر خطة استراتيجية مرسومة بدقة، وعدم قصر هذه الخطة على يوم المرور الذي لا يأتي في السنة إلا مرة واحدة!.