أكذوبة أو إشاعة أو خزعبلة نقطة الزئبق الأحمر والتي لا توجد - حسب وهم الواهمين - إلا في قلب ماكينة خياطة خربة اسمها (سنجر) تدار يدوياً أو قدمياً معاً، ولا علاقة لها بالوقود الكهربائي أو النفطي بل وحتى الذري!!
فكيف يقتنع العقل أنها تشتغل بنقطة زئبق ضئيلة؟! أقول إن تلك (الخزعبلة) التي انتشرت قبل عدة أعوام في مصر ووقع في حبائلها الألوف من البشر وعمل منها فيلم حقيقي اسمه (الثعلب فات فات) بطولة النجمين السينمائيين الشهيرين محمود مرسي ويحيى الفخراني، ذلك الفيلم عرض على أغلب شاشات تلفزيونات الدول العربية، أقول رغم ذلك كله فقد عادت هذه الشائعة السخيفة إلى بلاد الشام ونفت تلك الإشاعة الأكذوبة كل وسائل الإعلام لديها، أقول ها هي الأكذوبة تجتاح الخليج العربي كله بما فيه بلادنا العزيزة هذه والتي أصبحت وللأسف الشديد هي المتضررة الكبرى من شظايا هذه الإشاعة؛ لأن الناس هنا تسابقوا إلى الأمكنه التي تبيع الخردوات وإلى العجائز ليشتروا هذه الآلة العجيبة التي اسمها ماكينة خياطة سنجر والتي يكمن فيها ذلك السر العجيب الذي يشغل المفاعلات النووية، ويكشف الذهب من باطن الأرض، ويشغل عقل الإنسان لأعمال السحر والشعوذة.. أقول وفوق أن كل الخبراء والكيميائيين ورجال الأمن والإعلام والمختصين بالمواد المشعة وغير المشعة يقولون (يا ناس يا هوه.. مافيه شيء اسمه الزئبق الأحمر!!) ولكن هؤلاء ال(يا هوه) لا يريدون أن يستمعوا لصوت المنطق والعقل، فتزاحموا في حراج ابن قاسم القديم والجديد على حد سواء لشراء تلك الآلة العجيبة التي يكمن فيها سر الثراء المباغت، أقول ورغم تكرار الأكذوبة في مصر أولاً وفي الأردن ثانياً وفي الخليج ثالثاً إلا أن الناس مازالو يلهثون بحثاً عن ذلك الوهم الكبير ليصدقوه وبالطبع هذه الحالة الإصرارية في استمرارية البحث تؤكد لنا أن العقل العربي يهمه أولاً الخرافة قبل الحقيقة، والشعوذة قبل الطب و(حب المال حباً جما) وتحصيله دون أي جهد وبأسهل الطرق المشروعة واللامشروعة، وأن ذلك العقل شغوف بتصديق الإشاعة قبل وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية.. وأنه على استعداد تام ولمجرد حصوله على المال بإمكانه أن يساعد العدو على أمته وبلاده والدليل على ذلك هو أن الإشاعة التي يتعلق بها تقول إن جمع الزئبق الأحمر تحتاجه إسرائيل لمصانعها النووية وعن طريق (نقطة على نقطة تصير بحر!) لأن الزئبق الأحمر يوجد كما تقول الشائعة في (مخ) ال (سنجر) وبمعدل نقطة ضئيلة لا أكثر.. فبالله عليكم هل هذا العقل جدير بالاحترام بل وحتى الحياة؟! وهو الذي اخترع قبلاً (الغول والعنقاء) وطائر الرخ وبيض الصعو أو بيض (الخعفق)؟! على أية حال لتردد عزيزي القارئ مع أطفالك (بيض الخعفق وبيض الخعفق) فهذه لعبة مسلية لك ولهم؛ لأن أطفال اليوم لم يكتشفوا بعد جهل الآباء، فعلموهم بذلك الجهل؛ لأنه أسهل لهم من الإنترنت!!.