Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/04/2009 G Issue 13349
الخميس 20 ربيع الثاني 1430   العدد  13349
 
خبراء سياسيون وعسكريون يحذرون
تشكيل خلية لحزب الله في مصر بداية السيناريو العسكري الإيراني ضد العرب

 

القاهرة - مكتب الجزيرة - علي فراج:

أكد خبراء سياسيون وعسكريون أن خلية حزب الله التي قبض عليها في مصر مجرد نواة لتنظيم إيراني متشعب ومنتشر في عدة دول عربية خاصة تلك التي تصفها إيران بمحور الاعتدال مشيرين إلى أن اعتراف المتهمين بوجود وحدة في الحزب تسمى دول الطوق يؤكد أن المشروع الإيراني ضد العرب خرج إلى حيز التنفيذ ليعلن بدء مرحلة جديدة مفاداها أن المواجهة المقبلة بين إيران والمنطقة العربية اتخذت منحنى عسكري بعدما ظلت لسنوات عديدة مجرد حرب سياسات وأفكار، وربط الخبراء بين ما حدث في مصر وما يحدث في العراق ولبنان وفلسطين مؤكدين أن حزب الله بات القفاز واليد الطولى لتنفيذ الأجندة الصفوية في المنطقة.

وقال الخبراء إن الدلائل والمعلومات المؤكدة تشير إلى أن إيران وضعت سيناريو له شقين للهيمنة على المنطقة عبر زعزعة الاستقرار وإثارة الفوضى، الأول فكري سياسي والثاني عسكري وقد شهدت السنوات الماضية محاولات دؤوبة من طهران لتصدير الثورة ونشر التشيع وإثارة الفتن بين الدول العربية بخلق محاور وافتعال مشاكل خاصة في العراق ولبنان وفلسطين ثم بدأت المرحلة الكبرى وهي التدخل العسكري بزرع خلايا إرهابية لتنفيذ عمليات في الدول المعادية للمشروع الإيراني ومن هذه الدول مصر والأردن والسعودية فضلا عن تنظيماتها العاملة بقوة في العراق ولبنان، وشدد الخبراء على ضرورة وضع خطة عربية موحدة سياسية وعسكرية إن لزم الأمر لمواجهة المشروع الإيراني الذي بات يهدد المنطقة بشكل غير مسبوق موضحين أن لجوء إيران إلى ذلك هدفه السيطرة من ناحية وإشعال المنطقة من ناحية أخرى لإبعاد النظر عن مشروعها النووي.

الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس الشعب المصري يؤكد على خطورة الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة منذ فترة بعيدة والذي يتخذ عدة محاور، أولها المد الشيعي المذهبي وذلك لنشر التشبع الصفوي في البلاد التي يدين أهلها بالمذهب السني، ومن ناحية أخرى فإن إيران تمد المنظمات الفلسطينية ومنها حركة حماس بالأسلحة التي تقاتل بها إسرائيل والتي لا يخفى على أحد أن إيران تهدف إلى البحث عن دور لها في المنطقة عبر عدة محاور منها المحور العسكري ويبدو حزب الله الذي لا يخفي أمينه حسن نصر الله ولاءه لدولة الملالي هو الذراع العسكرية الثانية التي تستخدمها إيران في فرض أجندتها على المنطقة بأكملها في المستقبل لأن إيران كما يشير دولة قائمة على كراهية كل ما هو عربي ويذهب مصطفى الفقي إلى أن إيران تتطلع إلى دول التضامن العربي خاصة مصر وتحاول التقليل من دورها الريادي في المنطقة وتسعى لاختراقها عبر العملاء الذين ينفذون أجندتها لأنها تعرف الحجم والثقل للمصريين وهي لا تتوانى عن إصدار التعليمات لجندها المخلص حسن نصر الله لمهاجمة مصر.

فيما أكد الدكتور عبد المنعم سعيد مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والسياسية بالأهرام أن ما حدث من حزب يكشف أنه تحول من حزب لبناني مقاوم لإسرائيل إلى خلية إيرانية لزعزعة المنطقة مطالباً بضرورة الرد على حزب الله بطريقتين: الأولى مادية ولها ناسها، والثانية سياسية من خلال بذل جهد مع الشعب اللبناني الذي يقع أسير قوة مسلحة ليعرف أن مصر لا يمكن العبث بها مؤكداً أن قضية الأمن القومي المصري يحددها المصريون وليس لأي أحد حق التدخل بهذه القضية لأنها خصوصية قد تؤذي وتضر الموقف المصري وتدخله حرباً لا يريدها وأكد أن استمرار التدخل من قيادات حزب الله في الشؤون المصرية هو خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها، مضيفاً أن إسرائيل مازالت في الجولان وعلى الحدود اللبنانية، فمن الأولى أن يهتموا بقضاياهم وليتركوا لمصر قضاياها. ووصف سعيد اعتراف حسن نصر الله بأن المتهم الرئيسي في قضية تنظيم حزب الله في مصر ينتمي لحزبه، بأنها وقاحة وصفاقة سياسية لا ينبغي السكوت عليها، وعلى حسن نصر الله أن يدفع ثمن ما يقوله وما يفعله وأكد أن ما قاله نصر الله جزء من الدعاية الرخيصة التي يقوم بها، إلى جانب الإيرانيين، لعزل مصر عن أشقائها العرب ولإشعال مزيد من التوتر في المنطقة.

ويرى الدكتور جهاد عودة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة حلوان أن إيران لها مشروع في المنطقة يستهدف القضاء على الريادة المصرية والتغلغل في دول الجوار بالمد العسكري وخير دليل على هذا هو اللعب بورقة المقاومة في فلسطين، مشيراً إلى أنها الضالع الرئيسي والوحيد في تعطيل الوفاق الفلسطيني من خلال دعم الحركات التي ترفع شعار المقاومة في مواجهة الاحتلال وذلك لتحقيق جملة من الأهداف الإيرانية، أولها غض الطرف عن البرنامج النووي الإيراني الذي يتنامى بشكل يقلق دول الجوار ولإرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أن إيران دولة تملك إمكانات الردع وتوازن القوى في حال ما إذا حاولت الأولى أن تقدم على ضرب مفاعلها النووي ويبدو حزب الله هو الذراع الثانية التي تسعى إيران إلى التلويح بها في مواجهة الآخرين لاسيما إسرائيل أيضاً وهو ما ظهر في الدعم المتناهي للحزب في عملياته العسكرية تجاه إسرائيل في عام 2006ويؤكد عودة أن إيران تبحث عن دور في المنطقة من خلال هذه الأذرع السرية من خلال الدعم العسكري وللظهور في المنطقة العربية في السنوات القادمة وقال إن عبارة (الدعم اللوجيستي) التي قالها نصرالله عن خليته تعني تقديم السلاح والمؤن والعتاد، ومن ثم فإن ما قاله هو اعتراف كامل بارتكابه (جريمة انتهاك السيادة المصرية).

وأشار محمد على إبراهيم رئيس تحرير صحيفة (الجمهورية) إلى أن اعترافات المتهم في قضية (تنظيم حزب الله) سامي شهاب حول مسؤوليته عن ملف مصر ضمن الملف الأوسع للحزب دول الطوق (مصر وسوريا والأردن) تؤكد وجود مخطط كبير ضد العرب.. وتساءل عن مغزى وجود سوريا التي تدعم الحزب اللبناني ضمن هذا الملف.

ولم يستبعد الكاتب قيام حزب الله بتنفيذ عملية داخل دمشق انتقاماً لمقتل قياديه البارز عماد مغنية.. ولفت إبراهيم إلى أن سقوط عميل حزب الله، الذي وصل قبل إعلان حماس رفض الهدنة مع إسرائيل الذي كانت ترعاه مصر كشف أن التخطيط الإيراني كان يستهدف إفشال الهدنة وإشعال الحرب مؤكداً أن الخطر محدق بالبلاد العربية تمهيداً لإعلان المنطقة كلها ساحة خلفية للملعب الإيراني.

واتهم اللواء محمد عبد الفتاح عمر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب المصري، الحزب الشيعي بتنفيذ أهداف الإيرانيين داخل المنطقة لزعزعة الاستقرار محذراً من أن النيل من أمن مصر سيؤدي إلى انهيار السلام في المنطقة بأكملها.

وقال عمر: إن هذه المحاولات التخريبية ليست الأولى، بل سبقتها بعض المحاولات الفردية التي باءت بالفشل بسبب إحكام الأمن قبضته عليها. وأضاف عمر أنه على الرغم من سعي إيران وحزب الله لنشر المد الشيعي داخل الدول السنية مطالباً بوضع خطط ثابتة ذات أهداف واضحة لمواجهة خطر هذا المد.

اللواء عادل عبد العليم خبير شؤون الإرهاب أكد أن حسن نصر الله اعترف بشكل مباشر في خطابه بأن المتهم الرئيسي هو أحد كوادر حزب الله بالفعل، لكنه لم يوضح كيف قام ذلك المتهم بتكوين فريق من عناصر مصرية وعربية، وما طبيعة المهام التي كان مكلفاً بها في سيناء وغزة. وأضاف أن خطاب نصر الله جاء كنوع من التطهر من الخطأ الذي فعله، وبالتالي فإنه رد على بعض المحاور، بينما أغفل الباقي. وقال عبد العليم إن المتهمين الـ49 أدلوا باعترافات تفصيلية عن أدوارهم في حزب الله، مؤكداً على أن الجريمة الأخيرة لا علاقة لها بحرب غزة، وأنها بدأت قبلها وكان مقرراً استمرارها بعد ذلك.

وأشار خبير شؤون الإرهاب إلى أن دور عضو حزب الله المتهم كان تقديم الدعم (اللوجيستي) لغزة، كما أشار حسن نصر الله، إلا أن تلك المهمة كانت ستتطور لتشمل التمويل والتدريب والتخريب، مؤكداً على أن تلك المهمات تطورت بالفعل خلال فترة الأشهر الماضية، و(تحت أعين أجهزة الأمن المصرية)، وأشار أن زرع الخلايا في الدول العربية المختلفة لإثارة القلاقل ليس جديداً على حزب الله، لأنهم سبق وقاموا بذلك في العديد من الدول الأخرى مثل اليمن والبحرين.

ويؤكد الخبير الاستراتيجي اللواء يسري قنديل، أن حزب الله حاول عبر هذه المواقف التحريضية التغطية على عدم دخول إيران في المواجهة العسكرية لمؤازرة حماس باستخدام صواريخها العابرة للقارات، وعلى عدم استعماله منظومته الصاروخية التي تفوق الأربعين ألف صاروخ. فقد حاول الحزب فتح معركة موازية وشن حملة على النظام العربي لإسقاط الأنظمة العربية. وأشار قنديل إلى أنه يندرج في هذا الإطار تحريض نصر الله على إسقاط النظام المصري، وقد خاطب الشارع المصري (حسينياً) و(كربلائياً) أي من منطلق مذهبي. ولكن حملته فشلت في مهدها لأنها أدت إلى تضامن الشارع المصري مع القيادة المصرية، خصوصاً أن هذا الشارع المتعاطف مع القضية الفلسطينية يدرك أن البعد الأساسي للحرب الغزاوية إيراني وغير عربي، مما أدى إلى تحريك العامل القومي والوطني وتقوية الموقف العربي في مواجهة المشروع الإيراني. وأضاف أن الرهان على أن تؤدي الحرب على غزة إلى تغييرات في الوضع العربي كان وهماً في غير مكانه.. فالنظام العربي أقوى مما يظن البعض، على رغم ما تعرض ويتعرض له من ضغوط وضربات فلا (الجبهات) ستفتح ولا الأنظمة ستسقط.

وأكد قنديل أن إعلان العداء الفج من قبل حزب الله ضد دول عربية كبرى ومؤثرة في المنطقة يكرس عمالته الواضحة لإيران.



التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد