حاوره - عوض مانع القحطاني - قام بالترجمة- أحمد عبداللطيف:
كيث أليسون أمريكي مسلم دخل دائرة الاهتمام الإعلامي العالمي عندما أصبح أول أمريكي مسلم ينتخب عضوا بمجلس الشيوخ الأمريكي، وأول عضو مجلس شيوخ يؤدي القسم على القرآن الكريم. حل أليسون ضيفا على المملكة لفترة قصيرة في الأسبوع الماضي في زيارة هي الثالثة له منذ انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2006م، ورغم ارتباطاته العديدة فقد جلس مع الجزيرة طويلا في حوار حي أفاض فيه الثناء على خادم الحرمين الشريفين لجهوده المقدرة في تحقيق التقارب بين العالمين الغربي والإسلامي، وعبر فيه عن إعجابه بأريحية الشعب السعودي وكرم الضيافة في المملكة التي يقول إنه لم يصادف مثله من قبل، ودعا إلى توطيد أواصر الصلة بين الشعبين السعودي والأمريكي، وفيما يلي أهم النقاط التي دار حولها الحوار:
جئت لبناء علاقات مشتركة
* هلا عرفتنا بنفسك والهدف من زيارتك للمملكة؟
- اسمي كيث أليسون، أنا عضو بمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية منيسوتا، والهدف من زيارتي للمملكة هو شعوري بأهمية بناء علاقة تجارية مشتركة بين المملكة العربية السعودية وولايتي منيسوتا، كما أنني أتطلع إلى وضع أسس علاقة شاملة بين الشعبين تغطي كافة أنشطة الحياة، ولكني في زيارتي هذه جئت خصيصا لإنشاء علاقة اقتصادية في المقام الأول، آملا أن تتطور هذه العلاقة إلى علاقة شاملة بين الشعبين بمرور الوقت.
نحن فخورون بأن المملكة تجاوزت الأزمة
* ما هي المواضيع التي تم بحثها مع المسؤولين بالمملكة أثناء هذه الزيارة؟
- لقد سجلنا صوت شكر لقيادة المملكة التي استطاعت تفادي تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية رغم أن معظم الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، تعاني كثيراً من تداعيات هذه الأزمة، لقد حققت المملكة نجاحا ملحوظا في إدارة هذه الأزمة لدرجة أنها الآن خرجت منها دون أن تتأثر إلى حد كبير، كذلك سجلنا للمملكة صوت شكر لنجاحها في مكافحة التضخم الذي سيطر على الاقتصاد العالمي بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة.
وقد تحاورنا أثناء زيارتنا هذه حول هذه الأشياء، كما تحدثنا عن مواضيع خاصة تتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مثل موضوع تنقية المياه، إذ إن المملكة وشركاتها لديها خبرة واسعة في هذا المجال، مما ساعدها على تحقيق الاستفادة القصوى من مصادر المياه، ومن المواضيع المهمة التي تطرقنا لها موضوع تنظيف أنابيب التبادل الحراري التي تحتاجها العديد من الشركات في المملكة مثل شركات الكيماويات وشركات تحلية المياه، وشركتنا تعمل في هذا المجال، هناك أيضا موضوع السرطانات التي انتشرت كثيراً في العديد من الدول في الآونة الأخيرة، حيث إننا ندير أنشطة بحثية متطورة في هذا المجال هناك في منيسوتا، وفي زيارتنا هذه تفاوضنا حول إمكانيات التعاون البحثي في جهود مكافحة السرطان في المملكة، ويشمل الوفد المرافق لي في زيارتي هذه ممثلين لشركة كبيرة تعمل في مجال التأمين الصحي، وشركة مقاولات تملكها أكبر شركة مقاولات للأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة، إذ إنه من الناحية التاريخية لم يكن مسموحا لنا نحن الأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية الإسهام في المجال الاقتصادي، ولكن ها نحن نأتي إلى المملكة للتوقيع على اتفاقيات لمشاريع هنا في المملكة، مما يدل على حرص المملكة على تطبيق مبدأ العدالة في منح فرص الاستثمار في المجالات المختلفة.
أوضاع المسلمين في أمريكا جيدة
* كيف ترى أوضاع المسلمين في الولايات المتحدة؟
أستطيع أن أقول إن الوضع بصفة عامة جيد، مع بعض التجاوزات المعزولة في بعض الأحيان، ففي استطلاع لمؤسسة (PEW) اتضح أن الجزيرة1 بالمائة من المسلمين يعتقدون أنهم إذا عملوا بجد يمكنهم النجاح في حياتهم العملية في الولايات المتحدة، بينما كانت النسبة حوالي 68 بالمائة بالنسبة للشعب الأمريكي بصفة عامة، ما يعني أن المسلمين يشعرون بالتفاؤل أكثر من غيرهم بأن العمل الجاد يمكن أن يثمر حياة ناجحة في الولايات المتحدة، ولكن هناك بعض الأحداث القليلة التي تشعر المسلمين بالقلق أحيانا مثل أحداث سجن غوانتانامو وسجن أبو غريب وتجاوزات حقوق الإنسان المسلم في الولايات المتحدة، وغيرها من التجاوزات التي يجب محاكمة المسؤولين عنها وتقديمهم للعدالة، وفيما عدا ذلك فإن الوضع بصفة عامة مستقر.
مبادرة الملك عبدالله شجاعة
* ما رأيكم في مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان؟
- الملك عبدالله قائد ملهم ورجل خبرة، وهو رجل مبادرة ولا يخشى اللقاء والتحاور مع أصحاب المعتقدات الأخرى من اليهود والمسيحيين وغيرهم من أجل التوصل إلى القواسم المشتركة بين مختلف الديانات والمعتقدات، وبفضل جهوده في إسبانيا والدول الأوربية الأخرى وغيرها من الدول أصبح الملك عبدالله معروفا في العالم كله بأنه قائد عظيم، وأنا بصفة شخصية أكن له كل تقدير وأشكره على الجهود الكبيرة التي يبذلها في سبيل تحقيق الاستقرار العالمي، كما أنني سعيد بصفة خاصة بالتقائه برئيس دولتي الولايات المتحدة في أثناء فعاليات قمة العشرين بلندن.
وقد تشرفت بلقاء الملك عبدالله مرتين، مرة أثناء تأديتي فريضة الحج والثانية عندما أتيت إلى المملكة بصحبة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي.
لا أعتقد بأن النظرة قد تغيرت عن المسلمين
* هل تعتقدون أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد غيرت النظرة إلى المسلمين في الولايات المتحدة؟
- لا أعتقد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر قد أدت إلى تغيير نظرة الأمريكيين تجاه المسلمين، فأنا مثلا التحقت بعضوية الكونجرس الأمريكي في عام 2006م، وقبل ذلك التاريخ لم يحدث أن فاز مسلم بعضوية المجلس، وقد حققت الفوز في دائرتي رغم أن المسلمين فيها لا يتجاوز عددهم 3 بالمائة من سكان الولاية، ورغم محاولات المنافسين لي ثني الناخبين عن التصويت لي بقولهم إنني مسلم، معتقدين أنهم بذلك يثيرون مخاوف الناخبين تجاهي، ولكن الناخبين صوتوا لي ومن ثم أصبحت أول مسلم يدخل عتبة الكونجرس، فالفرد الأمريكي بصفة عامة متعقل في نظرته إلى الأمور، وعندما تتضح له الرؤية يتخذ القرار الذي يراه صحيحا من غير أن تخيفه الزوابع التي تثار هنا وهناك، وكما تعلمون فإن الرئيس أوباما فاز في الانتخابات الأمريكية رغم أن والده مسلم اسمه حسين، ورغم أن الكثيرين من عائلته مسلمون، ورغم أنه عاش جزءا مهما من حياته في إندونيسيا، لذلك كله أعتقد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تغير نظرة الأمريكيين تجاه المسلمين، ولقد تابع العالم الإسلامي باهتمام زيارة الرئيس أوباما الأخيرة إلى تركيا، التي أكد فيها أن أمريكا ليست في حالة حرب مع الإسلام.
يجب علينا أن نتحمل المسؤولية في تطوير علاقاتنا
* كيف ترون تطور العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة؟
- المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة يرتبطان بعلاقات طيبة منذ فترة طويلة، ولكني أعتقد أننا جميعا يجب أن نتحمل مسؤولية توطيد هذه العلاقة وحملها إلى آفاق جديدة، وهذا ما جعلني أقود هذا الوفد التجاري إلى المملكة، كما أننا وجهنا الدعوة إلى مجتمع الأعمال السعودي لزيارة الولايات المتحدة لمقابلة مجموعات العمل هناك والتفاكر حول فرص التجارة والاستثمار.
أوباما يرمم علاقات أمريكا بالعالم الإسلامي
* كيف ترون توجه الإدارة الأمريكية الجديدة نحو المنطقة العربية والعالم الإسلامي؟
- الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبذل الآن جهوداً كبيرة لتحسين صورة أمريكا لدى العالم الإسلامي، فكما تعلمون ساهمت بعض القرارات التي اتخذها الرئيس السابق بوش، مثل غزو العراق وأفغانستان وأحداث غوانتانامو وأبو غريب، في إثارة جو من التوتر في العلاقات بين الجانبين، ولكنها لم تؤد إلى انقطاع هذه العلاقات كليا، وما يفعله الرئيس أوباما يدخل ضمن جهود رأب الصدع الذي أصاب هذه العلاقات، ومن ثم تطوير العلاقات نحو الأفضل، ففي كلمته الافتتاحية بمناسبة تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة أوضح أنه سوف يعمل من أجل بناء علاقة جديدة مع العالم الإسلامي قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وهو كذلك أصدر أمرا تنفيذياً بإغلاق سجن غوانتانامو وغيرها من السجون السرية، كما أنه عين جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً للإدارة الأمريكية إلى الشرق الأوسط، وهو عضو مجلس شيوخ سابق نجح في إنهاء النزاع المرير الذي استمر طويلاً في إيرلندا الشمالية، ولا ينبغي أن ننسى كذلك حواره التاريخي مع قناة العربية، وكلمته التاريخية التي وجهها إلى العالم الإسلامي من تركيا، لذلك اعتقد أن العلاقات الأمريكية العربية تمر الآن بمرحلة إعادة صياغة، وأنا متفائل جداً بأن الجهود المبذولة في سبيل إصلاح هذه العلاقة سوف تكلل بالنجاح.
عندما أديت القسم على القرآن كانت لحظة تاريخية
* كيف كان شعورك وأنت تؤدي القسم عضواً بمجلس الشيوخ في أول سابقة من نوعها لرجل مسلم؟
- أنا أحمد الله كثيراً على ذلك، لقد شعرت حينها بأني في لحظة تاريخية، واعتقد أنه من المهم أن يعلم العالم الإسلامي كله بأنني أديت القسم على نسخة من المصحف الشريف كان يملكها توماس جيفرسون، الذي يعد أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة وأحد الذين ساهموا في إعلان استقلال أمريكا، ومن المعروف إن جيفرسون اطلع على القرآن الكريم واستخدم الكثير من المبادئ التي يشتمل عليها في صياغة إعلان الاستقلال.
مشروع القطارات نقلة إضافية لخدمة المسلمين في الحرمين
* الزيارة الحالية هي الزيارة الثالثة لكم للمملكة، وبما أنكم أديتم من قبل فريضة الحج، كيف ترون الجهود المبذولة من جانب المسؤولين في المملكة لخدمة حجاج بيت الله؟
- المملكة العربية السعودية تستثمر في الحج من أجل مصلحة المسلمين في كل أنحاء العالم، ومما يثير الإعجاب حقا مستوى التنظيم العالي الذي مكن المملكة من تسيير حركة الحجيج على أفضل وجه وإدارة خدمات الحج في منطقة محدودة لكل هذه الجموع التي يتجاوز عددها الثلاثة ملايين حاج، إذ إن هذا يعود في الواقع إلى الاستثمار الجيد للمملكة في هذا المجال، وهناك مشروع القطار بين مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، الذي يتوقع أن يضيف الكثير إلى الخدمات المقدمة، ويساعد في فك الاختناقات التي تحدث في المشاعر المقدسة، إن المسلمين في كل أنحاء العالم مدينون بدرجة كبيرة للجهود المقدرة التي تبذلها المملكة في سبيل توفير الراحة لحجاج بيت الله.
رفع تهم الإرهاب عن المسلمين يحتاج إلى تحسين الأوضاع
* يعلق العرب والمسلمون كثيراً على الإدارة الأمريكية الجديدة في رفع تهمة الإرهاب عن المسلمين التي ألصقها بهم المحافظون الجدد في الإدارة السابقة، هل ترون أن جهود الإدارة الأمريكية الجديدة سوف تهدئ الأوضاع؟
- أعتقد أن الجهود التي يبذلها الرئيس أوباما في سبيل تطوير علاقة الولايات المتحدة مع العالم الإسلامي جهود إيجابية وتصب في الاتجاه الصحيح، كما أني اعتقد أن هذه الجهود إذا ما وجد الدعم والقبول من كافة الأطراف سيكون لها أثرها الكبير في تحسين الأوضاع، ولكني أرى كذلك ألا يترك الأمر كله لأوباما، بل يجب أن يشارك الجميع في هذه الجهود، فالعلاقات بين الجانبين يجب ألا تتوقف على الجانب السياسي، بل تبنى على التبادل التجاري وعلى جهود قطاعات المجتمع المختلفة مثل الطلاب والصحفيين وغيرهم، لقد فتح أوباما لنا الطريق ويجب علينا جميعا أن ننتهز هذه السانحة ونبني عليها.
عضويتي في مجلس الشيوخ مسؤولية.. وأحاول تحسين صورة أمريكا
* دون الإخلال بالتزاماتك تجاه ناخبيك، ما هي المشاريع التي تعمل على تنفيذها في سبيل خدمة المسلمين في أمريكا بصفة عامة؟
- بصفتي عضواً في الكونجرس يقع على عاتقي الكثير من الالتزامات تجاه المسلمين في الولايات المتحدة، لذلك تجدني أحاول إشراك زملائي في الكونجرس في الشؤون التي تهم المسلمين لكي أطمئن على حسن تفهمهم لهموم المسلمين، ومن ناحية أخرى أحاول الوصول إلى المسلمين في كافة أنحاء الولايات المتحدة من أجل حملهم على الاندماج في العملية الديمقراطية، فالمسلمون بإمكانهم التصويت والترشح، سواء لعضوية المجالس والبلديات أو للمناصب المختلفة، ويتحملون قدراً كبيراً من المسؤولية في سبيل إعادة تشكيل الأوضاع لمصلحة البشرية بصفة عامة، ويتركز اهتمامي بصفة خاصة على إعادة التوازن للعلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ورفع معدل قبول الطلاب وتطوير التبادل التجاري بين الجانبين.
حل القضية الفلسطينية لم يتحرك
* ألا ترون أن حل القضية الفلسطينية قد تأخر طويلاً، حارما الفلسطينيين من وطن لهم لأكثر من 60 عاماً، ما الذي يدور في الكونجرس الأمريكي تجاه هذا الموضوع؟
- اتفق معك تماما في أن الصراع العربي الإسرائيلي قد أخذ وقتا طويلا، وساهم هذا الصراع في استمرار معاناة الفلسطينيين طوال هذه الفترة، وفي هذا الإطار أود أن أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على مبادرته لحل هذه القضية، التي بنيت على عدد من المقترحات من أهمها انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلها في عام 196الجزيرةم، هذه المبادرة تحمل قدراً كبيراً من التعقل ومراعاة اهتمامات كل من طرفي الصراع، ولكن الحكومة الإسرائيلية للأسف لم تتخذ أي تحرك إيجابي نحوها، هذه القضية تستحق العمل بجدية في سبيل البحث عن حل عاجل لها، واعتقد أن الرئيس أوباما يعمل في هذا الاتجاه، وقد ذهبت بنفسي إلى غزة وشاهدت الأوضاع السيئة للفلسطينيين هناك وصورتها على شريط فيديو.
الأزمة المالية ستحل إذا التزمت الدول بأدوارها!!
* ماذا عن الأزمة الاقتصادية التي تسود العالم الآن، هل من حل لها؟
- نعم هناك حلول لهذه الأزمة، وأملي كبير في التوصل لهذه الحلول إذا ما التزمت كل دولة بالدور المنوط بها في هذا الإطار، واعتقد بصفة خاصة أن العالم يمكن أن يتغير إلى الأفضل إذا ما أعطى اعتبار أكبر للحلول الإسلامية، ودليلي على ذلك أن المملكة العربية السعودية، التي تتبنى هذه الحلول، قد نجحت في مواجهة إعصار هذه الأزمة أفضل من أي دولة أخرى، وأنا عضو في اللجنة المالية بالكونجرس الأمريكي، ولذلك فإن تداعيات هذه الأزمة تقع في مركز اهتماماتي أثناء عملي بالكونجرس.
نظرة الكونجرس للمملكة نظرة هامة.. رغم وجود من يشوشها!!
* ما نظرة الكونجرس الأمريكي بالذات تجاه مواقف المملكة؟
- الكونجرس الأمريكي ينظر إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها من أهم الدول الموفرة لموارد الطاقة على نطاق العالم، وأعتقد أن العالم في المستقبل المنظور بحاجة للطاقة التي توفرها المملكة، ولذلك فإن نظرة الكونجرس الأمريكي للمملكة نظرة إيجابية بصفة عامة.
ولكن لابد لي هنا أن أقر بأن بعض زملائي في الكونجرس خاضعون لبعض الأوهام التي يتبناها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، ما يجعلهم مثلا يتهمون المملكة بتنفيذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، باعتبار أن معظم المشاركين فيها من المملكة، متناسين بذلك التمييز بين اتهام شعب بكامله واتهام عدد قليل جدا من المتطرفين الذين تولوا تنفيذ هذه العملية، ولكن بفضل جهود المخلصين في كلا الدولتين يمكن أن نعكس للأمريكيين بصفة عامة صورة ناصعة عن الدور الكبير الذي تؤديه المملكة في خدمة قضايا العالم.
الشعب السعودي شعب مضياف وخلوق
* ما الانطباعات التي خرجت بها من زيارتك الحالية للمملكة؟
- الشعب السعودي شعب كريم ومضياف، فأينما تذهب تجد الناس يحيونك مبتسمين، ويمدون إليك يد الصداقة، ومن الخصال التي لاحظت أنها ملازمة للسعوديين الصدق والأمانة والتحدث بوضوح عن أي قضية تهمهم، فإذا تحدث السعودي فاعلم تماما أنه إنما يتحدث عما يشعر به بداخله، لأنه لا يعرف الالتواء وإخفاء الحقائق وتزييف الأمور، وقد عبر الكثيرون لنا عن ارتياحهم لذهاب الإدارة الأمريكية السابقة، وعن الآمال التي يضعونها في الإدارة الحالية، فالشعب السعودي بصفة عامة شعب يحب تبادل الرأي بصراحة، والضيافة هنا من أفضلها على نطاق العالم.
خلقنا الله للتعارف وليس ليكره بعضنا بعض!
* رسالة أخيرة تود توجيهها إلى قراء الجزيرة في نهاية هذا اللقاء؟
- الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ،} أي أن الله خلقنا، على اختلاف ألسنتنا وألواننا، لنتعارف وليس ليكره بعضنا بعضا، والطريقة التي يمكننا بها تحقيق هذا التعارف هو أن يتواصل بعضنا ببعض، وأن يتحدث بعضنا إلى بعض، وأن نحاول التوافق حول النقاط التي تلتقي عندها أراؤنا، وأملي كبير في أن أوفق من خلال زيارتي التجارية هذه في تقديم إسهام بسيط في سبيل تطوير الفهم المشترك بين شعبي الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.