Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/04/2009 G Issue 13349
الخميس 20 ربيع الثاني 1430   العدد  13349
 
أضواء
دق جرس سباق التسلح النووي في المنطقة
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

لم تكن الموافقة الأمريكية الأوروبية على السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم مربوطاً بوصول أوباما إلى البيت الأبيض، فمسألة تمكين إيران من الولوج إلى النادي النووي وتمكينها من صناعة الأسلحة النووية أمر متفق عليه من قبل القوى النووية جميعها، سواء القوى النووية الغربية أو الصينية أو الروسية، طبعاً بالإضافة إلى الهند وباكستان، فكل هذه القوى لها إسهامات في إطلاق البرنامج النووي الإيراني سواء من خلال تقديم المعلومات، أو إنشاء المفاعلات النووية أو الامتناع عن اعتراض البرنامج في بداياته مثلما حصل مع البرنامج النووي العراقي، إذ إن تمكين إيران متفق عليه حتى قبل وصول بوش الابن إلى البيت الأبيض، فهناك توزيع وتقسيم لأدوار القوى النووية وفق فهم للأدوار الإستراتيجية ومدى ملاءمتها لمصالح القوى الكبرى.. ومثلما غُضَّ النظر عن دخول الهند وباكستان للنادي النووي من أجل إحداث توازن الرعب بين العملاقين الآسيويين للحد من الحروب المتواصلة بينهما فإن الرضوخ لإصرار إيران على الانخراط والسعي الجاد لإنتاج الأسلحة النووية كان قد اتخذ منذ وقت طويل، وكان المطلوب فقط أخذ تعهدات بعدم استعمال هذه الأسلحة في المواجهات الحربية، سواء كانت هذه الحروب إقليمية، أو أبعد من ذلك، والغرب وحتى روسيا كانا واضحين في أهمية الالتزام بعدم استعمال السلاح النووي ضد الكيان الإسرائيلي وبالطبع ضد الغرب وأوروبا وضد روسيا، وهذا نفس موقف الصين وباكستان والهند.

إذن لم يبق سوى العرب والأتراك الشركاء الإقليميون في المنطقة باعتبار أن دول آسيا الوسطى يحظون بغطاء نووي روسي لا يمكن لإيران أن تخترقه، مثلما هو الحال بالنسبة لإسرائيل التي بالإضافة إلى ما تحظى به من حماية أمريكية وغربية هي الأخرى لديها سلام نووي أكثر عدة وعدداً من إيران.

وهنا يصبح وضع العرب والأتراك محرجاً وهم يتابعون سعي إيران وجهود حكامها بالعمل على تحقيق أهدافهم في إنتاج الوقود النووي وتطوير الصواريخ البلاستيية والأنظمة العسكرية، مع تخفيف الغرب للهجته ضد هذا السعي والتوجه المرافق بتزايد الطموحات والأطماع الإيرانية في المنطقة والعمل على تقوية وتوسيع النفوذ الإيراني إقليمياً.

وهنا يصبح تفكير وتوجه العرب القادرون والأتراك إلى تضييق الفجوة وإلغاء التفوق النووي الإيراني توجهاً مشروعاً إن لم يكن مطلباً ملحاً للحفاظ على أمن هاتين القوتين الإقليميتين العرب والأتراك، واللذان يعرفان من تاريخ العلاقات بين القوى الثلاث أن الأقوى منهم هو الذي يسيطر ويهيمن على المنطقة، ولذلك فإن إعطاء الغرب الضوء الأخضر لإيران للمضي قدماً في إكمال برنامجها النووي يعني إطلاق جرس سباق التسلح النووي في المنطقة لمواجهة التفوق النووي الإيراني وترك الآخرين تحت رحمة أطماعهم.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد