مثل كل الناس، يحمل بريدي الإلكتروني يومياً العشرات من الرسائل الغثة والسمينة!
في العادة، أزجر نفسي عن الغث، ويعينني على ذلك ما يتمتع به الكمبيوتر من ذكاء، فيحيل معظم ما لا أريده إلى البريد المهمل (جنك ميل).
لكن حب الاستطلاع يغلبني أحياناً، فأجدني أدس أنفي في الرسائل غير المرغوب فيها، ولعل ذلك من باب أن كل ممنوع مرغوب!
أبرز ما في بريدي من المهملات رسائل النصابين. فسيل الرسائل التي تبشرني بأنني كسبت الملايين في سحوبات الحظ لا ينقطع.. بعضها يشير إلى فوزي بجوائز استرلينية، وبعضها يتحدث عن أخرى دولارية، وفئات تتحدث عن دولار كندي، وكثير منها تشير صراحة إلى أنها واردة من افريقيا، لكنهم جميعاً يحرصون على التعريف بالمقابل المادي بالدولار الأمريكي.
وعلى الرغم من أن هذه الجوائز تمطر من جهات مجهولة، لكن بعض الوقحين لا يتورعون عن انتحال صفة المسؤولين في شركات أو بنوك عالمية كبرى، حيث يستدرجون ضحاياهم بالتحايل، ثم (يلهفون) ما يمكن أن يصلوا إليه من مدخرات.
رسائل أخرى يطفح بها بريدي، تحمل دعوات (صداقة)! والصداقة طبعاً ليست من الممارسات المشبوهة، لكنها حين تأتيك كالسيل، ومن أسماء غير عربية، ومن جنس واحد هو الجنس الناعم، فإن الأمر يستحق التروي وحك الرأس!
العجيب أن (أصحاب) أو صاحبات تلك الرسائل يحرصون على عبارة متواترة في رسائلهم، وهي أن عامل السن أو العرق أو الدين ليس مهماً في تطوير علاقة مفتوحة(!!)، كما أنهم يطلبون أن تبدي موافقتك فقط على الصداقة، ليقوموا (أو يقمن) بإرسال الصور الشخصية بكل الأحجام والأزياء والأوضاع!!
طبعا الأذكياء يعرفون أن هذه الرسائل لا تتم لأجل سواد عيونهم، إنما الهدف النهائي هو الدراهم المقيمة في الجيب، فهذا غاية الطموح، وفي العادة فإن من يقفون وراء تلك الرسائل عصابات لا تتورع عن شيء في سبيل المال، ولذلك فالسقوط في أفخاخهم يقود لنتائج كارثية لا يعلم مداها إلا الله!
هذا بعض الغث في بريدي، فماذا في بريدك؟!
Shatarabi@hotmail.com