في سابقة أمنية أكد المتحدث في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن وجود الزئبق الأحمر داخل مكائن الخياطة القديمة وما صاحبها من ارتفاع أسعار خيالية مجرد (شائعة هدفها الاحتيال) وأن وزارة الداخلية لم تتلقَ أية قضايا أو شكاوى بهذا الخصوص. حسب ما نشرته صحيفة عكاظ.
وبدأت قصة مكائن الخياطة وما تبعها من تداعيات؛ حين سرت شائعة بين المواطنين حول وجود الزئبق الأحمر ببعض أنواع المكائن القديمة، مما أدى إلى البحث عنها في محلات الخردة وأدى لرفع أسعارها لمبالغ خيالية وصلت إلى 50 ألف ريال للماكينة الواحدة التي كان سعرها لا يزيد عن 200 ريال. وهو ما دفع اللصوص في مركز (ظلم) إلى اقتحام محلين للخياطة النسائية وسرقة مكائنهما، وقد انتشرت هذه الشائعة بشكل كبير في المنطقة الشمالية، وتناقلها المواطنون عبر مواقع الإنترنت ورسائل الجوال وشهدت أماكن الخردة والحراج تجمعات كبيرة للبائعين والمشترين وسط تواجد الجهات الأمنية. كما زادت مظاهر صلة الرحم بين الأولاد والأمهات والأحفاد والجدات اللاتي يحتفظن بمكائن الخياطة القديمة! وبات من الضرورة ربطها بسلاسل فولاذية!.
وتهافت مطاردو الشائعات لشراء نوع معين من هذه المكائن. وقد استخدمت الطرق التكنولوجية في الكشف عن وجود الزئبق الأحمر وذلك بتمرير الجوال بجانب إبرة الخياطة، ففي حال انقطعت الشبكة عن الجوال يعني أنها المكينة المطلوبة!.
ولا أجد مبرراً للتعريف بمكينة الخياطة، حيث إنها غنية عن التعريف، بينما يحسن التعريف بالزئبق الأحمر الذي هو مادة تستخدم في الانشطار النووي، وصناعة الأسلحة النووية. وهو أثقل العناصر كثافة على سطح الأرض حيث تبلغ كثافته (23جم - سم2) ورمزه الكيميائي (H925 B206) وهو عنصر مشع غالي الثمن يُهرَّب دولياً. وأول من استعملته روسيا. أما الزئبق الأحمر الروحاني الذي يُزعم أنه يستخدم في استخراج الكنوز بواسطة الجن فهو ناتج عن تحول الزئبق إلى أُكسيد الزئبق ويوجد في الكهوف المتميزة بارتفاع الضغط والحرارة وازدياد الرطوبة أحياناً التي تسبب تأكسد الزئبق.
ومن المبهج حقاً أن تبادر وزارة الداخلية لدحض هذه الإشاعة، في بداية انتشارها. إلا أنه ينبغي إيجاد هيئة أو مؤسسة حكومية تلاحق الشائعات وتكذبها، وتئدها في مهدها، لاسيما أن بعضنا يعشق تغذيتها وإطلاقها واجترارها والركون لها، بل وانتظار إمكانية تحويلها لحقيقة! وقد تستخدم وسيلة ضغط على الحكومة أو المسؤولين لتحقيق مطالب ذاتية أو جماعية.
ويجدر بالجهة المسؤولة عن تفنيد الشائعات القيام بمهام نشر الوعي والثقافة بين الناس وعدم تصديق الأكاذيب، فقد أصبحت تنتشر انتشاراً واسعاً بفضل وسائل الاتصالات المختلفة كالرسائل القصيرة وبعض المواقع الإلكترونية. ويحسن بالمواطن منح الثقة بالأجهزة الحكومية المعنية واستقاء المعلومة من مصدرها الحقيقي.
الطريف أنه بعد تصريح وزارة الداخلية لوى الناس عنق الإشاعة باتهام المكينة المسكينة أنها تتسبب في قطع الإرسال عن أبراج الجوال بأكملها! لذا فقد زعموا أن شركات الاتصالات أجهضت الشائعة وقامت بجمع المكائن وإتلافها ليتحسن أداء الشبكات وتصل رسائل الشائعات والأخبار الهزيلة للناس بانسيابية ودون انقطاع!.
rogaia143 @hotmail.Com
ص. ب: 260564 الرياض: 11342