Al Jazirah NewsPaper Thursday  16/04/2009 G Issue 13349
الخميس 20 ربيع الثاني 1430   العدد  13349
 
هل نحن أعداء للفرح؟!
تركي العسيري

 

يبدو لي أن بين العرب والحزن علاقة عشق سرمدي، فلا تكاد صباحاتنا المشمسة تشي بخبر مفرح، أو مناسبة سارة حتى تدهمنا الهموم مع ليلنا البهيم، وتتلبسنا حالة الكآبة والحزن، وكأنما هي خاصية عربية وإسلامية محضة.. حتى بات (الحزن) إحدى مفردات موروثنا وثقافتنا الشعبية حين تضحك، وتمدد شفتيك (القرمزيتين) وتبتهج قسمات وجهك الكئيب من نكتة، فكاهة مسلية، موقف مضحك، يلكزك جارك المتجهم بمرفقه لينبهك إلى أن (الضحك يميت القلب) وكثيراً ما سمعنا أمهاتنا وجداتنا يتعوذن من كثرة الضحك بحكم أن نهايته ستنقلب إلى حزن.

أتساءل: هل نحن أعداء للفرح.. أعداء للسرور، وقتل الهموم على بوابة الأمل والتفاؤل والحب؟

(ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل)!

والمحبط حقاً أن أفراحنا القليلة كالأعراس مثلاً لم نشأ لها أن تستمر كما عرفناها منذ مئات السنين فأدخلنا عليها ما يروضها ويطفئ توهجها.. فأضحت بعض قاعات الأفراح التي تقام فيها (الأعراس والليالي الملاح) أشبه ما تكون بصالات المآتم لا صالات أوجدت من أجل أن يفرح الناس كل الناس.

إن الذين يحاولون أن يصادروا أفراحنا القليلة أناس ليسوا على حق في تصوري، ومن الجهل أن يظن ظان أن إقامة الأفراح والألعاب في العرس تبطله وتجعله عرساً غير مبارك كما يروّج لذلك أعداء الفرح من أصدقاء التجهم والكآبة والحزن.

ففينا ما يكفينا من الهموم والأحزان الصغيرة منها والكبيرة.. وإلى الله المشتكى..!



lassery@hotmail.com
التعليق

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد